هل احتراق التبغ المسبب الرئيسي للأمراض الناتجة عن التدخين؟
خاص- أخبار الخليج:
إن اتخاذ قرارات بشأن تفعيل سياسة الحد من أضرار التبغ يحتاج إلى مبادرات جذرية تعمل على تقليص الآثار السلبية للتدخين على المدى البعيد. وهذا ما يسعى إليه مؤتمر الأطراف العاشر لاتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية والذي يقام في بنما في نوفمبر هذا العام.
هذا العام، يصادف الذكرى السنوية العشرين لاعتماد الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ، والذي يعقد دورة جديدة للمؤتمر كل عامين.
يهدف مؤتمر الأطراف لاتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية إلى تبني «إطار العمل الاستراتيجي متوسط المدى» المعروف أيضاً باسم الاستراتيجية العالمية للإسراع في مكافحة التبغ، من أجل تعزيز تنفيذ الاتفاقية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، مع خارطة طريق تتعلق بمكافحة التبغ حتى عام 2025.
وكانت اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ واجهت انتقادات من حيث عدد المدخنين الذين تركوا التدخين خلال السنوات الماضية وتطبيق التوصيات التي تحد من انتشار التبغ، والمرتبطة بتوفير بدائل أقل ضررا للمدخنين غير القادرين عن الإقلاع.
وتسعى المؤتمرات الدولية إلى تأكيد مكافحة التبغ، ففي مؤتمر عقدته الأمم المتحدة عام 1997، اختتم باتباع خطة ثلاثية تقلل من استخدام التبغ من أجل تقليل حجم الوفيات والأمراض المسببة، وتتمثل في منع تعاطي التبغ، والإقلاع عن التدخين والحد من التعرض لسموم التدخين لغير الراغبين في الامتناع عن التبغ.
على أرض الواقع، لم تحقق تدابير مكافحة التبغ النتائج المرجوة، إذ إن الإحصائيات تبرهن على أن الواقع لا يرتبط بما تذهب إليه القرارات. وتبين إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن 8 ملايين حالة وفاة تحدث كل عام بسبب التبغ و 1.2 مليون حالة وفاة أخرى ناجمة عن التدخين السلبي.
ويشدد مسؤولان اثنان في منظمة الصحة العالمية على التأكيد ضمن مقالة طبية نشرت في المجلة الطبية العالمية «لانسيت» أن 30% فقط من البلدان تسير على الطريق الصحيح لتحقيق هدف منظمة الصحة العالمية حول خفض استخدام التبغ بين البالغين بنسبة 30% بحلول عام 2030.
وذكر المسؤولان أن الحلقة المفقودة تتمثل في أن معظم الناس يدخنون لأنهم يعتمدون على النيكوتين. في حين أن التقليل من الضرر يعتمد على بدائل أقل ضررا من حرق السجائر للحصول على النيكوتين.
وتبين دراسات طبية أن السموم الناتجة عن عملية حرق السجائر هي المسؤولة عن أمراض التدخين. وهو ما تؤكده إدارة الغذاء والدواء التي تشير إلى أن «النيكوتين هو ما يجعل الناس يستخدمون منتجات التبغ. ومع ذلك، فإن آلاف المواد الكيميائية الموجودة في التبغ ودخانه هي التي تجعل استخدامه مميتاً للغاية».
وتوضح الدراسات أن المنتجات البديلة للسجائر، التي لا تحرق التبغ ولا تنتج دخاناً، تعد حلا بديلا عن السجائر التقليدية المحترقة، ما يقلل الأضرار والأمراض. وهو ما أدركته العديد من البلدان لتتجه إلى اتباع سياسات وممارسات للحد من أضرار التبغ، من بينها المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا والبرتغال والفلبين.
مؤخرا، أرسل تسعة أعضاء من تحالف المدافعين عن الحد من أضرار التبغ في آسيا والمحيط الهادئ (CAPHRA) رسالة إلى رؤساء وفود لجنة الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ من جميع أنحاء العالم، لدفعهم بمراجعة الأدلة التي تدعم سياسة الحد من أضرار التبغ قبل الدورة العاشرة لمؤتمر الأطراف. وطالب الأعضاء التسعة بالاعتراف بدور المنتجات البديلة في التقليل من المخاطر تجاه الصحة العامة، فضلا عن التسريع بتطبيق إجراءات عاجلة على اعتبار أن سياسة الحد من أضرار التبغ التقليدية والمتبعة في الوقت الحالي لم تعد ذات جدوى.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك