تصوير: عبدالأمير السلاطنة
استطاعت مملكة البحرين العين الساهرة والشعلة النابضة بالمحبة أن تخطف أنظار الشعوب من حول العالم وتصبح نموذجاً مشرقاً بنهجها المتبع لتحقيق السلام والتعايش السلمي، كما تبوأت مكانة عالية في وجد التاريخ النابض بإنجازاتها الممنهجة لنبذ التعصب والكراهية من خلال الاهداف المرجوة لتقوية أواصر الثقافات بين الأوطان وضرورة احترام حقوق الانسان، كما تؤكد أهمية تعزيز لغة السلم والحوار من الشرق إلى الغرب بين مختلف الطوائف والأديان مهما تباعدت المسافات واختلفت اللغات والمعتقدات، إلا أن الإنسانية النابضة من عمق ضمائرنا تجمعنا بمن يؤمن بأخلاقيات التعايش بين الشعوب في كل مكان وزمان وعلى مر العصور والأجيال، تلك الأخلاقيات التي سنورّثها لأبنائنا بالولاء المطلق والانتماء إلى هذه الأرض الطيّبة التي تسعى لنشر عبق التسامح والسلام العالمي من مشرقه إلى مغربه.
وبرعاية ملكية سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، دشن مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، وهذه هي البحرين، «إعلان مملكة البحرين في جمهورية مصر العربية» كأول مدينة عربية إفريقية من القاهرة عاصمة سيّدة الحضارات العظيمة نكمل المشوار برحلة تدشين تلك الوثيقة التي تعبر عن فكر وفلسفة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وتتضمن عددًا من المبادئ تشكل ركائز التعايش كمنهج للسلام في العالم، والتي تنطلق من أسس تاريخية حول التعايش في البحرين والنهج الديني القويم، وذلك بحضور مختلف الأطياف من السفراء والدبلوماسيين والمسؤولين والمهتمين ومنتسبي كرسي الملك حمد. كما تؤكد تلك الخطوة المهمة تفوّق ونجاح رسالة التعايش والسلام التي يوصي بها جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة للعالم ورؤيته النيرة في مجال التعايش محليا وعربياً عالميا والتي تعزز لغة التواصل والمحبة والتفاهم بين العلاقات البشرية من حول العالم.
إلى جانب تلك الانطلاقة تم الاحتفال بمرور 50 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية والتي من خلالها تم تكريم أول سفير لمملكة البحرين لدى جمهورية مصر العربية الوجيه تقي البحارنة من قبل رئيس دار الأوبرا المصرية الدكتور خالد داغر، وذلك تقديراً لإسهاماته وجهوده التي مازالت مستمرة جيل بعد جيل وعطائه الفكري والأدبي اللامحدود، حيث استمتع الحضور بكلمته المؤثرة وببعض من قصائده الوطنية الشامخة التي تشرق منها الآمال والسلام وتؤكد أصالة الثقافات والعلاقات الطيبة بين المنامة والقاهرة. كما كان للأغاني الوطنية البحرينية نصيب من التفاعل الموسيقي والثقافي الكبير على مسرح دار الأوبرا المصرية في ليلة ساحرة لن يفارق أثرها ذاكرة الحضور، ليلة فنية مليئة بالحب مع فرقة البحرين للموسيقى بقيادة المايسترو زياد زيمان، ومشاركة عملاق الأغنية البحرينية أحمد الجميري والفنان حسين أسيري والفنانة الشابة هند ديتو.
كما كان للإعلام البحريني والمصري جهود ضخمة لاهتمامهم بنقل الصورة المشرّفة لهذا الحدث العالمي، بمصداقية مطلقة شدّت الانتباه وشغلت حديث العالم بإيجابية نحو نبذ الكراهية والطائفية وتعزيز التقارب بجميع ألوانه بين مختلف الثقافات، وهذا ما يؤكد متانة العلاقات البحرينية المصرية والارتباط الوثيق بين البلدين الذي يحظى بدعم مطلق من جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين وأخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية مما أدى إلى تحقق أهداف مشرّفة ومرآة نرى من خلالها أكثر الإنجازات نجاحاً على جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والثقافية، كما يربط بين البلدين والشعبين الشقيقين مواقف أخوية مؤيدة للغة السلم والاحترام والتي نقشت بحبر من ذهب على صفحات التاريخ، كما يعبّر التعايش السلمي والتحضر الفكري عن أحد أهم الأسس التي تقود بوصلة الشعوب نحو التقدّم والنماء والازدهار.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك