جاء ذلك خلال حفل يوم العمال العالمي الذي نظمه الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين أمس برعاية كريمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، والذي شهد تكريم نخبة من العمال المتميزين.
وقال: يأتي يوم العمال العالمي هذا العام في ظل مناخ يسوده التفاؤل والأمل، إثر النجاحات الكبيرة التي حققتها مملكة البحرين في تنفيذ خطة التعافي الاقتصادي والانتقال إلى مرحلة النمو المستدام، حيث استطاعت مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية والصناعية تحقيق معدلات نمو واعدة بفضل التسهيلات والسياسات الحكومية الداعمة والمحفزة لبيئة الأعمال، ما أسهم في استقطاب المزيد من الاستثمارات المولدة للوظائف في مختلف القطاعات الانتاجية، وانعكس ايجاباً على معدلات التوظيف في الربع الأول من العام الحالي.
وحرص وزير العمل على نقل تحيات وتقدير المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، لجميع عمال البحرين لأن جلالته هو الداعم الأول لعمال البحرين، كما نقل تهاني وتقدير صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، واعتزازه بدور العمال المحوري في تحقيق التنمية الشاملة في مملكتنا الغالية، مؤكداً لكم حرص القيادة الحكيمة على استمرار الجهود والامكانيات للحفاظ على بيئة العمل المستقرة والمنتجة، والحفاظ على المكتسبات العمالية، وتعزيز التعاون والحوار الثلاثي بين أطراف الإنتاج، بما يحقق المصلحة الوطنية العليا، ويسهم في المسيرة التنموية الشاملة في البلاد.
وأوضح الوزير أن الساحة العمالية المحلية شهدت نجاحات في سوق العمل تم رصدها وابرازها من خلال الإعلان دورياً عن أفضل عشر شركات ومؤسسات حققت أعلى نسبة للتوظيف، فضلاً عن الإعلان في موقع الوزارة عن جميع الشركات التي أسهمت في إدماج المواطنين في سوق العمل وحرصت على أن يكون المواطن البحريني ضمن أولوياتها في خطط التوظيف الحالية والمستقبلية لديها وأن الإشادة واجبة لكل شركة أو مؤسسة عملت بحس وطني عال على الارتقاء بنسب البحرنة لديها بصورة ملحوظة وبارزة ودفعت بالعديد من الكوادر الوطنية لكي يحتلوا الكثير من المناصب الاشرافية والإدارية المتقدمة والشكر موصول لكل عامل بحريني أثبت جدارته واحقيته بالثقة وصنع قصة نجاح ملهمة في ميادين العمل والإنتاج.
من جانبه قال يعقوب يوسف محمد رئيس الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين إن عيد العمال هو عيد المجدين والأيدي الشريفة القوية المعطاءة في كافة مجالات رفعة الوطن، لافتا إلى أن كل عامل في موقع عمله يمثل وحدة ولبنة في منظومة بناء البحرين المتقدمة والعصرية، ولا شك أن إخلاصكم لمملكتكم ولمليكها وقيادتها الحكيمة هو الحافز لكل الكوادر الشبابية التي تتطلع لأن تدخل ضمن نسيج شبكة الإنتاج والتنمية للبحرين.
وأعرب عن الشكر والعرفان إلى جميع المؤسسات التي اسهمت بشكل فاعل في إنجاح العرس العمالي، وإلى كافة القطاعات العمالية بنقابييها وأعضاءها المتواجدين معنا سواء المكرمين أو من شاركنا فرحتنا باليوم العالمي للعمال، مشيرا إلى أن الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين مازال يكتسب مساحات أكبر لتمثيل العمال في البحرين، وتتسع يوما بعد يوم، وهو في ذاته إنجاز غير مسبوق بالمقارنة مع عمر الاتحاد الحر.
وأكد أن الهدف الأساسي للاتحاد هو مصلحة العامل وضمانة حقوقه والعمل على توسعة تلك الحقوق وإيجاد بيئة عمل آمنة تسهم في تحقيق التنمية، وكذلك خلق فرص عملٍ لائقة للجميع، وكان مبدأنا وإطار العمل في الاتحاد الحر، هو تعزيز بيئة الحريات النقابية بتمثيل حقيقي يبتعد عن النزاعات السياسية وينأى بأعضائه عن الخلافات الطائفية التي ضيعت حقوق الآلاف من العمال ومازالت.
وأشار إلى أن الاتحاد الحر استطاع أن يؤسس لعلاقة صحية بين أطراف العمل الثلاثة، وأن يتوصل لحلحلة الكثير من المشكلات العمالية، مع الحكومة وأصحاب العمل بسبل توافقية وبأسلوب عمل دبلوماسي، ابتعد عن الخطاب العدائي والتحريضي، فاكتسب ثقة الجميع وعزز مكاسب العمال، مع الحفاظ على علاقة مستدامة ومتطورة بين كافة الأطراف.
وتابع رئيس الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين قائلا: في هذا اليوم لنا معكم وقفات نستعرض فيها أهم ما يؤرق عمالنا وطبقتنا العمالية في البحرين، وأول هذه الوقفات مع المتقاعدين الذين يمثلون احدى اهم شرائح المجتمع، ولهم مشكلات كثيرة ومختلفة باختلاف اعمارهم، داعيا السلطتين التنفيذية والتشريعية بضرورة أيجاد الحلول الناجعة والفاعلة التي تساعد على تهيئة الحياة الكريمة للمتقاعدين.
وتطرق إلى التعديلات على قانون التأمين الاجتماعي مشيرا إلى أن الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين يتابع باستمرار وبقلق بالغ التصريحات الخاصة بإلغاء التقاعد المبكر والتعديلات على قانون التأمين الاجتماعي، لما لهذه المقترحات من تأثيرات سلبية على العمال والموظفين، إن موقف الاتحاد الثابت والذي أعلنه في بيانات سابقه هو رفضه لمثل هذه المقترحات لكونه يسلب العمال والموظفين في جميع القطاعات والمجالات مكتسباتهم وحقوقهم المعيشية خاصة في ظل ظروف اقتصادية صعبة وأسعار ملتهبة للسلع والخدمات وزيادة المسئوليات والأعباء على عاتق المواطن.
وأكد رئيس الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين أهمية البحرنة، وتوفير فرص عمل لائقة بأجور عالية ومتوسطة بدلاً من تنفيذ سياسة موازية للبحرنة والمتمثلة بتجميدها والسماح لأصحاب العمل جلب عمالة مهاجرة دون التقيد بالبحرنة بل وإلغائها في ظل عدم التزام الشركات بنسب البحرنة حالياً وتراجعها في معظم هذه المؤسسات، الأمر الذي يشكل خطورة على واقع العمالة المحلية ويزيد من نسب البطالة التي ينبغي إعادة النظر في احتساب نسبها والكشف عن حقيقتها للرأي العام.
وطالب بتشكيل مجلس أعلى للأجور، حيث بات هذا المطلب ضرورة ملحة لحماية العمال والموظفين وتحسين مستويات الدخل والمعيشة لهم والحفاظ على الطبقة الوسطى من الاندثار، وذلك في ظل التضخم وارتفاع الأسعار.
واختتم كلمته مؤكدا: بكل فخر واعتزاز أن البحرين استطاعت تجاوز العديد من النقاط الخلافية الأبرز، وتمكنت من تحقيق مكتسبات عمالية غير مسبوقة على المستويين الإقليمي والدولي، وهذا الإنجاز المشرف يقف خلفه جنود بواسل في نقابات حرة عملت بإخلاص لمصلحة أعضاءها، وأوجدت علاقة ديناميكية وطيدة مع الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وكانت مثالا يحتذى به في دول أخرى، ونحن كأعضاء بالاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين وممثلين عنكم نؤكد أن تلك العلاقة تتطور يوما بعد آخر، وتثمر المزيد من المكتسبات للعمال، ونلمس من خلال القيادة الرشيدة انفتاحا كبيرا لتعزيز مكتسبات العامل البحريني وحل جميع قضاياه العالقة.
بدوره ألقى عبدالله السادة الرئيس التنفيذي لغرفة البحرين نيابة عن سمير ناس عبدالله ناس رئيس الغرفة، مؤكدا فيها أن ما نشهده اليوم من تغيرات جذرية على خارطة الاقتصاد العالمي بفعل الأحداث والمتغيرات المتلاحقة يفرض علينا أن نتكاتف جميعا نحن أطراف الإنتاج الثلاثة «حكومة وأصحاب أعمال وعمال» للتعاطي مع التأثيرات المتباينة من أجل حاضر أكثر استقرارا ومستقبل أكثر رخاء لهذا الوطن، مشددا على أن ما تحقق من مكتسبات وانجازات على كل الأصعدة ومختلف المجالات ما ليتحقق لولا الدعم الموصول والرعاية الدائمة من لدن عاهل البلاد المعظم، وحكومة تسعى لتقدم الحركة الاقتصادية والتنموية في البلاد.
وشدد على أن غرفة تجارة وصناعة البحرين وأصحاب أعمال من خلفهم داعمين ومساندين لكل جهد يبذل من أجل تنمية «العمل والعمال» متمسكين بالاستمرار في تدريب كوادرنا العمالية ورفع قدراتهم بما يتوافق ومتطلبات كل مرحلة من مراحل النشاط الاقتصادي تكريسا لدور القطاع الخاص في تعزي وتنشيط دورة الحركة الاقتصادية.
من جانبها ألقت السيدة هدى عقيل فقيهي من النقابة الوطنية لعمال شركة جارمكو كلمة المكرمين، مؤكدة أن التكريم من القيادة الحكيمة للعمال المجدين له مذاق خاص وهو دليل على مدى اهتمام جلالة الملك المعظم بالقوى العاملة البحرينية ودعمها ومساندتها وابراز دورها المتميز في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها مملكة البحرين، كما أن الدعم غير المحدود من الحكومة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لعمال البحرين لدليل أخر على مدى ما تتمتع به الطبقة العاملة البحرينية من مكانة كبيرة في مملكة البحرين . وأكدت أن عمال مملكة البحرين سطروا بحروف من نور عبر الأزمنة المتعاقبة تاريخاً مشرفاً من العمل الجاد والتضحيات الكثيرة والمتنوعة في سبيل خدمة الوطن وازدهاره، فتحية تقدير وإجلال إلى البنائين العظام الذين بنوا بسواعدهم أمجاد مملكتنا الحبيبة والذين عملوا بجهد وإخلاص تحت راية المملكة والقيادة الحكيمة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك