يُعد التسويق عبر المؤثرين من أسرع وأكثر الطرق فعالية للوصول إلى الجمهور المستهدف في الوقت الحالي. فقد أصبحت منصات التواصل الاجتماعي مصدراً مهماً للتواصل مع الجمهور وتبادل المحتوى، شريطة توظيف المؤثرين المناسبين وتقديم المحتوى بطريقة احترافية تجمع ما بين العفوية والمصداقية، وهو ما يُمكّن الشركات والمؤسسات من الوصول إلى جمهور أوسع وزيادة الوعي بعلامتها التجارية.
وفي الوقت الحالي، يتم توظيف المؤثرين وصُناع المحتوى من قبل الشركات والمؤسسات في جميع أنحاء العالم لتحقيق عدد من الأهداف في مقدمتها تعزيز الوعي بالعلامة التجارية وزيادة المبيعات، وتشير الإحصائيات إلى أن صناعة التسويق عبر المؤثرين تنمو بشكل سريع، حيث وصلت قيمتها إلى أكثر من 16 مليار دولار في 2022 وبزيادة الضعف عن عام 2019، ما يدل على الأهمية المتزايدة لهذه الأداة التسويقية.
وفي هذا الصدد قال فهد الذيب، الرئيس التنفيذي لشركة أومنيس ميديا، المطور والمشغل لمنصة أومنيس إنفلونسرز: «إن الإنفاق على التسويق عبر المؤثرين في الدول العربية يتزايد بشكل مطرد، وبحسب تقارير متخصصة، فقد بلغت قيمة التسويق عبر المؤثرين في المنطقة العربية نحو 2.3 مليار دولار في عام 2022، وأن 73% من الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد زادت ميزانيتها للتسويق عبر المؤثرين خلال العام الماضي، وتعتبر 64% من الشركات هذه الاستراتيجية أكثر فعالية من التسويق التقليدي».
وكانت نتائج أعمال منصة أومنيس إنفلونسرز خلال العام الماضي، التي تم الكشف عنها، قد بينت تحولاً في آليات التعامل مع المؤثرين وصُناع المحتوى على الصعيد العربي، حيث استحوذ التسويق عبر المؤثرين وفق نظام العمولة على النصيب الأكبر من طلبات المعلنين، وباتت العديد من العلامات التجارية ترتكز على هذه الآلية في حملاتها المتواصلة على مدار العام لما يحققه من نتائج أفضل وبتكلفة أقل.
من ناحية ثانية فقد بلغت المنافسة بين شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة على تقديم أدوات وتقنيات تسويقية جديدة للمعلنين ذروتها، حيث تسعى جميعها جاهدة إلى تقديم خدمات تسويقية أكثر فعالية ما يسمح للمعلنين بوصول أفضل لجمهور أوسع، وبالتالي سيطرة أكبر ضمن سوق التسويق الرقمي. ومع اختلاف الشبكات في الطريقة التي تتعامل بها مع المعلنين، مثل التركيز على الإعلانات المدفوعة فقط، أو توفير طرق مختلفة للإعلان عن المنتجات والخدمات، فإن التنافس بينها يتصاعد من ناحية الجودة والتفاعلية للإعلانات، بالإضافة إلى قدرتها على الاستهداف الدقيق للجمهور مستفيدة من التقنيات الجديدة والذكاء الاصطناعي.
ورغم عدم توفر معلومات محددة عن قيمة الاستثمار العالمي في منصات التسويق عبر المؤثرين بشكل عام، إلا أن هذا المجال شهد استثمارات كبيرة في السنوات القليلة الماضية، حيث جمعت Upfluence، واحدة من أبرز منصات التسويق عبر المؤثرين تمويلاً لتوسيع منصتها وخدماتها قيمته 3.6 ملايين دولار تقريبا في عام 2020، بينما تمكنت AspireIQ من جمع 32 مليون دولار في نفس العام.
وعلق الذيب على الاستثمار في المنصات الرقمية المخصصة لإدارة المؤثرين والحملات الإعلانية قائلاً: «لقد شهدت سوق منصات التسويق عبر المؤثرين عدداً من الاندماجات والاستحواذات البارزة في السنوات الأخيرة، وستشهد السوق العالمية المزيد من هذه العمليات خلال الأعوام القادمة، في ظل ارتفاع أعداد شبكات التواصل الاجتماعي، والمستخدمين، والمؤثرين، والطلب على الأدوات الإعلانية والخدمات التسويقية من قبل مختلف العلامات التجارية والقطاعات، وهو ما يتبناه عديد من المستثمرين الذين يرون أن منصات التسويق عبر المؤثرين لديها إمكانات كبيرة في تقديم قيمة للعلامات التجارية ودفع النمو في الصناعة».
وحول خطط منصة أومنيس إنفلونسرز المستقبلية، قال الذيب: «إن فكرة تطوير منصة أومنيس إنفلونسرز بالشراكة مع شمس للخدمات الإعلامية التابعة لمدينة الشارقة للإعلام منذ أكثر من عامين جاءت وفق رؤية مستقبلية تتماشى مع الواقع الذي نعيشه اليوم، وهناك سعي وعمل متواصل على تطوير حلول رقمية جديدة تلبي حاجات المعلنين والمؤثرين. حيث نعمل في الوقت الحالي على تطوير حلول إعلانية جديدة تعتمد على محتوى الفيديو وتكنولوجيا التتبع الرقمي للمحتوى، إلى جانب تطوير تطبيق الهاتف الذكي الخاص بالمنصة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك