درس المجلس البلدي للمنطقة الشمالية في اجتماع اللجنة المالية والقانونية الاقتراح بقانون بشأن اعتبار منطقتي فشت الجارم وفشت العظم محميتين طبيعيتين المرفوع من مجلس النواب إلى المجلس لإبداء الرأي بشأنه، وتم تأكيد تأييد فكرة اعتماد القانون لأهميته في صون الثروة البيئية. أكّد ذلك رئيس المجلس البلدي للمنطقة الشمالية الدكتور سيد شبر إبراهيم الوداعي، وأشار إلى أن فشت الجارم يقع في شمال البحرين ويتميز بقيمته البيئية، ويعتبر منطقة حاضنة للأسماك، وهو يعتبر منطقة ضحلة وبذلك فإن الكثير من الأسماك تضع بيوضها في الموقع، بالإضافة الى ذلك يوجد على الفشت عدد من الجزر التي لها مميزات بيئية حيث تتكاثر عليها الطيور وبالأخص طائر (اللوه)، كما توجد في الجزيرة الوسطى الى جانب الجزيرة الجنوبية وتسمى «الجارم» أنواع أخرى من الطيور حيث تتكاثر في نظامها البيئي طيور (الخرشنة) وفي المياه المحيطة توجد طيور (الفلمينغو)، كما أن الجزيرة التي تقع شمال فشت الجارم توجد في نظامها البيئي أشجار القرم التي تم استزراعها، ولهذه الأشجار أهميتها في التخلص من ثاني أكسيد الكربون، ومن ثم فإن منطقة فشت الجارم والجزر الموجودة في الموقع تتميز بالأهمية الحيوية للنظام البيئي.
وبيّن الوداعي أن فشت العظم يعتبر من أكبر الفشوت في المنطقة ويحمي المنطقة الجنوبية من التيارات الكبيرة، لذلك تنمو الحشائش على طول المنطقة الجنوبية أسفل فشت العظم، وتستقطب الحشائش أعدادًا كبيرة من الأسماك وبقر البحر الذي يعتبر قطيعا مهما وثاني أكبر قطيع في العالم وتوجد في جنوب فشت العظم. وإن أي تغيير في ديناميكية الماء من الطبيعي أن يؤثر على البيئة الموجودة في المنطقة الجنوبية لفشت العظم ومن ثم يؤثر تلقائيا على الحيوانات والأسماك والأبقار والسلاحف الموجودة في هذه البيئات. تجدر الإشارة إلى أن مملكة البحرين وقعت على اتفاقيات حماية هذه الأنواع مثل «اتفاقية الأنواع المهاجرة»، و«اتفاقية رامسار للأراضي الرطبة» و«مذكرة التفاهم المعنية بالسلاحف»، ومن الطبيعي ان الإخلال بطبيعة النظم البيئية يؤثر على التزام مملكة البحرين بالاتفاقيات الموقعة لحماية هذه الأنواع.
ولفت رئيس المجلس إلى أن المعطيات المشار إليها تؤكد حقيقة مهمة بأن فشت الجارم وفشت العظم يشكلان أكبر حاضنة للأسماك وأن تدميرهما يتسبب في فقد البحرين ثروة بيئية مهمة كمصدر غذائي واقتصادي حيوي لمملكة البحرين.
وقال الوداعي إننا مدركون المعطيات المحيطة بواقع التوجهات القائمة في الاستفادة من المناطق البحرية الضحلة لاستثمارها في المشاريع الاستثمارية والاقتصادية والاجتماعية، بيد أنه على الرغم من أن الخطوة تعطي مردودا اقتصاديا فإن ذلك يظل أثره محدودا ومؤقتا إذا ما أدركنا أن خسارة المنظومة البيئية من الطبيعي أن تتسبب في فقدان مصادر الثروة الغذائية كمصدر حيوي لمعيشة السكان وتترك آثارها السلبية على المناخ الحيوي للمحيط البيئي للإنسان وعلى الواقع المعيشي والصحي للبلدان ويكون لذلك أثره المباشر على الخسائر الاقتصادية والمالية التي تستنزفه خطط التنظيم المالي لسد الفجوة المالية الذي يسببه الخلل في النظام البيئي وما تستنزفه المشاريع الصحية لمعالجة الأضرار الصحية للسكان الناجم من الخلل البيئي، وإن ذلك مؤشر سلبي إذ يتسبب في الخسائر المالية للدول على المستوى المنظور، وانطلاقًا من تلك المؤشرات وارتكازًا على مسؤولياتنا الوطنية أبدى المجلس البلدي للمنطقة الشمالية دعمه للمقترح المقدم من مجلس النواب بشأن اعتبار منطقتي فشت الجارم وفشت العظم محميتين طبيعيتين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك