العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

دول الخليج العربية تحتفل بيوم البيئة الإقليمي

زكريا الخنجي.

كتب‭ ‬أحمد‭ ‬عبدالحميد‭:‬

الأربعاء ٢٦ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

تحت شعار «العواصف الترابية وآثارها على البيئة البرية والبحرية»

الخبير زكريا الخنجي: الغبار له فوائد.. وغبار الأماكن الصناعية والزراعية هو الأخطر دائمًا


 

احتفلت‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬أبريل‭ ‬بيوم‭ ‬البيئة‭ ‬الإقليمي‭. ‬ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬احتفالا‭ ‬بتوقيع‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬الكويت‭ ‬الإقليمية‭ ‬للتعاون‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬البحرية‭ ‬عام‭ ‬1978،‭ ‬وكان‭ ‬شعار‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬‮»‬العواصف‭ ‬الترابية‭ ‬وآثارها‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬البرية‭ ‬والبحرية‮»‬‭.‬

 

وقال‭ ‬الدكتور‭ ‬زكريا‭ ‬الخنجي‭ ‬رئيس‭ ‬مركز‭ ‬الخنجي‭ ‬للحلول‭ ‬المتقدمة‭ ‬إنه‭ ‬يعرف‭ ‬علميًا‭ ‬أن‭ ‬العواصف‭ ‬الرملية‭ ‬والترابية‭ ‬تهب‭ ‬عندما‭ ‬ترفع‭ ‬الرياح‭ ‬القوية‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الرمال‭ ‬والأتربة‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الجرداء‭ ‬والقاحلة‭ ‬إلى‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي،‭ ‬وقد‭ ‬وجدت‭ ‬الدراسات‭ ‬أن‭ ‬زهاء‭ ‬40%‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأهباء‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬التروبوسفير‭ (‬الطبقة‭ ‬الدنيا‭ ‬من‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬الأرضي‭) ‬يتألف‭ ‬من‭ ‬جزئيات‭ ‬ترابية‭ ‬بفعل‭ ‬التعرية‭ ‬الريحية،‭ ‬واشارت‭ ‬تلك‭ ‬الدراسات‭ ‬كذلك‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المصادر‭ ‬الرئيسية‭ ‬لهذه‭ ‬الأتربة‭ ‬المعدنية‭ ‬هي‭ ‬المناطق‭ ‬القاحلة‭ ‬في‭ ‬شمالي‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وشبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية،‭ ‬ووسط‭ ‬آسيا،‭ ‬والصين‭. ‬ومن‭ ‬تلك‭ ‬المصادر‭ ‬أيضاً،‭ ‬وإن‭ ‬بدرجة‭ ‬طفيفة‭ ‬لكن‭ ‬تظل‭ ‬مهمة،‭ ‬أستراليا‭ ‬وأمريكا‭ ‬وجنوب‭ ‬إفريقيا‭. ‬والتقديرات‭ ‬العالمية‭ ‬للانبعاثات‭ ‬الترابية،‭ ‬المستمدة‭ ‬أساساً‭ ‬من‭ ‬نماذج‭ ‬المحاكاة،‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬واحد‭ ‬جيجا‭ ‬طن‭ ‬وثلاثة‭ ‬جيجا‭ ‬طن‭ ‬سنوياً‭. ‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجزيئات‭ ‬الترابية‭ ‬ترتفع،‭ ‬بعد‭ ‬انطلاقها‭ ‬من‭ ‬السطح،‭ ‬وتنقل‭ ‬الرياح‭ ‬هذه‭ ‬الجزيئات‭ ‬لفترات‭ ‬تتوقف‭ ‬مدتها‭ ‬على‭ ‬حجم‭ ‬هذه‭ ‬الجزيئات‭ ‬والأحوال‭ ‬الجوية،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تهبط‭ ‬إلى‭ ‬السطح‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭. ‬ولما‭ ‬كانت‭ ‬الجزيئات‭ ‬الكبيرة‭ ‬تسقط‭ ‬أسرع‭ ‬من‭ ‬الجزيئات‭ ‬الصغيرة،‭ ‬يحدث‭ ‬تحول‭ ‬خلال‭ ‬عملية‭ ‬الانتقال‭ ‬نحو‭ ‬الجزيئات‭ ‬الأصغر‭. ‬وتتراوح‭ ‬فترة‭ ‬بقاء‭ ‬الجزيئات‭ ‬الترابية‭ ‬في‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬بين‭ ‬عدة‭ ‬ساعات‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الجزيئات‭ ‬التي‭ ‬يتجاوز‭ ‬قطرها‭ ‬10‭ ‬ميكرومترات،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬أيام‭ ‬للجزيئات‭ ‬التي‭ ‬يقل‭ ‬قطرها‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭.‬

مكونات‭ ‬الغبار

وقال‭ ‬الخنجي‭: ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬تحليل‭ ‬الغبار‭ ‬في‭ ‬المختبر‭ ‬في‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬وجد‭ ‬أن‭ ‬عينات‭ ‬الغبار‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬أنواع‭ ‬من‭ ‬التراب‭ ‬المخلوطة‭ ‬ببعض‭ ‬من‭ ‬جزئيات‭ ‬الملح‭ ‬الآتي‭ ‬من‭ ‬المحيطات،‭ ‬كما‭ ‬وجد‭ ‬في‭ ‬عينات‭ ‬الغبار‭ ‬جزيئات‭ ‬من‭ ‬غبار‭ ‬البراكين‭ ‬وجزيئات‭ ‬من‭ ‬سخام‭ ‬الحرائق‭ ‬وخاصة‭ ‬حرائق‭ ‬الغابات‭ ‬الكبيرة‭ ‬وتراب‭ ‬من‭ ‬الصحراء‭ ‬الكبرى،‭ ‬وحتى‭ ‬الغبار‭ ‬الكوني‭ ‬الآتي‭ ‬بصورة‭ ‬أساسية‭ ‬من‭ ‬النيازك‭ ‬والشهب‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬غبار‭ ‬الطلع‭ ‬الناتج‭ ‬من‭ ‬الأزهار،‭ ‬وهو‭ ‬يظهر‭ ‬بكثرة‭ ‬وبخاصة‭ ‬على‭ ‬مكيفات‭ ‬الهواء‭ ‬التي‭ ‬تمتص‭ ‬الغبار‭ ‬من‭ ‬الشارع‭. ‬وقد‭ ‬تبين‭ ‬من‭ ‬تحليل‭ ‬عينة‭ ‬الغبار‭ ‬المأخوذة‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬موقد‭ ‬المطبخ‭ ‬بعد‭ ‬فحصها‭ ‬بالمجهر‭ ‬وجود‭ ‬بلورات‭ ‬من‭ ‬حمض‭ ‬البوريك‭ ‬الذي‭ ‬يستعمل‭ ‬كمبيد‭ ‬للصراصير،‭ ‬وظهر‭ ‬أيضاً‭ ‬عدد‭ ‬غير‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬فطريات‭ ‬الخميرة‭ ‬وصوف‭ ‬القطط‭ ‬وغبار‭ ‬الطلع‭ ‬الزهري‭ ‬ومجموعة‭ ‬من‭ ‬الألياف‭ ‬ذات‭ ‬اللون‭ ‬الأزرق‭ ‬السماوي‭ ‬والوردي‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الأنسجة‭ ‬الطبيعية،‭ ‬كما‭ ‬وجدت‭ ‬في‭ ‬عينة‭ ‬الغبار‭ ‬التي‭ ‬أخذت‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬مشع‭ ‬التدفئة‭ ‬المركزية‭ ‬ألياف‭ ‬اصطناعية‭ ‬بلون‭ ‬أزرق‭ ‬سماوي‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الألياف‭ ‬من‭ ‬الألبسة‭ ‬الداخلية‭.‬

وربما‭ ‬من‭ ‬أغرب‭ ‬ما‭ ‬وجد‭ ‬في‭ ‬عينات‭ ‬الغبار‭ ‬ما‭ ‬وجد‭ ‬في‭ ‬العينة‭ ‬المأخوذة‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬السرير،‭ ‬بعض‭ ‬الأجسام‭ ‬الحية‭ ‬الدقيقة‭ ‬المجهرية‭ ‬مزودة‭ ‬بقرون‭ ‬ومخالب،‭ ‬وهي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬مئات‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬القراد‭ ‬المعروفة‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬الغبار‭ ‬المنزلي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأشياء‭ ‬الأخرى‭.‬

الغبار‭ ‬والملوثات‭ ‬الصناعية

وتابع‭ ‬قائلا‭: ‬تؤكد‭ ‬بعض‭ ‬التقارير‭ ‬العلمية‭ ‬أن‭ ‬غبار‭ ‬الأماكن‭ ‬الصناعية‭ ‬والزراعية‭ ‬هو‭ ‬الأخطر‭ ‬دائمًا،‭ ‬حيث‭ ‬تكون‭ ‬التربة‭ ‬معرَّاة،‭ ‬وتكثر‭ ‬فيها‭ ‬المواد‭ ‬الدقيقة‭ ‬السامة،‭ ‬والمبيدات‭ ‬الحشرية،‭ ‬والمعادن‭ ‬الثقيلة،‭ ‬التي‭ ‬تنطلق‭ ‬في‭ ‬الجو‭ ‬وتحملها‭ ‬الرياح‭ ‬حينما‭ ‬تُقلب‭ ‬التربة‭. ‬ويستطيع‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬التربة‭ ‬فترات‭ ‬طويلة‭ ‬دون‭ ‬تأثر،‭ ‬فالمبيدات‭ ‬التي‭ ‬رشت‭ ‬منذ‭ ‬20‭ ‬عامًا‭ -‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭- ‬مازالت‭ ‬في‭ ‬مكانها،‭ ‬وحينما‭ ‬تنطلق‭ ‬إلى‭ ‬الجو‭ ‬ويستنشقها‭ ‬الإنسان‭ ‬فإنها‭ ‬تسبب‭ ‬له‭ ‬أضرارًا‭ ‬سرطانية‭ ‬كبيرة‭ ‬أو‭ ‬تعرضه‭ ‬لخطر‭ ‬التسمم‭ ‬بالمعادن‭ ‬الثقيلة‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬حدوث‭ ‬أعراض‭ ‬صحية‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬تحاليل‭ ‬المعامل‭ ‬في‭ ‬العادة‭ ‬أن‭ ‬تعرف‭ ‬سببًا‭ ‬لها،‭ ‬وذلك‭ ‬مثل‭: ‬أعراض‭ ‬الإرهاق،‭ ‬والنسيان،‭ ‬وفقدان‭ ‬الشهية،‭ ‬أو‭ ‬النهم‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬شبع،‭ ‬والإمساك،‭ ‬ومشاكل‭ ‬الدورة‭ ‬الشهرية‭ ‬عند‭ ‬النساء،‭ ‬وآلام‭ ‬الظهر‭ ‬والكتف،‭ ‬والحك‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬مبرر‭ ‬له‭ ‬للأنف‭ ‬والأذن،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأعراض‭ ‬التي‭ ‬تنتج‭ ‬عما‭ ‬يحمله‭ ‬الغبار،‭ ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬بقايا‭ ‬اليورانيوم‭ ‬المنضب‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬تحمله‭ ‬الرياح‭ ‬فيلتصق‭ ‬بجسيمات‭ ‬الغبار،‭ ‬لينتقل‭ ‬عشرات‭ ‬الكيلومترات‭ ‬ويبقى‭ ‬في‭ ‬الجو‭ ‬مئات‭ ‬السنين،‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬إن‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬الأجسام‭ ‬البشرية‭ ‬فإنها‭ ‬تفتك‭ ‬بالأنسجة‭ ‬الحية‭.‬

الغبار‭ ‬والملوثات‭ ‬الحيوية

وأكد‭ ‬زكريا‭ ‬الخنجي‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تحديد‭ ‬الغبار‭ ‬والبكتيريا‭ ‬والفطريات‭ ‬المحمولة‭ ‬بالهواء‭ ‬داخل‭ ‬أربع‭ ‬غرف‭ ‬دراسية‭ ‬في‭ ‬مبنى‭ ‬مدرسة،‭ ‬واتضح‭ ‬أن‭ ‬متوسط‭ ‬نسبة‭ ‬الغبار‭ ‬العالق‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬196‭ ‬ملليجراما‭ ‬في‭ ‬المتر‭ ‬المكعب‭ ‬داخل‭ ‬المبنى،‭ ‬وأن‭ ‬متوسط‭ ‬نسبة‭ ‬الغبار‭ ‬خارج‭ ‬المبنى‭ ‬قدر‭ ‬بحوالي‭ ‬361‭ ‬ملليجراما‭ ‬في‭ ‬المتر‭ ‬المكعب‭. ‬واتضح‭ ‬أن‭ ‬متوسط‭ ‬نسبة‭ ‬البكتيريا‭ ‬العالقة‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬هي‭ ‬3‭.‬51‭ ‬x‭ ‬310‭ ‬وحدة‭ ‬تكوين‭ ‬مستعمرة‭ ‬في‭ ‬المتر‭ ‬المكعب‭. ‬وتوضح‭ ‬تلك‭ ‬القياسات‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التهوية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأماكن‭. ‬واتضح‭ ‬أن‭ ‬متوسط‭ ‬نسبة‭ ‬الفطريات‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬هي‭ ‬3‭.‬03‭ ‬×‭ ‬210‭ ‬وحدة‭ ‬تكوين‭ ‬مستعمرة‭ ‬في‭ ‬المتر‭ ‬المكعب‭ ‬داخل‭ ‬غرف‭ ‬الدراسة‭. ‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عثة‭ ‬الغبار‭ ‬حشرة‭ ‬بالغة‭ ‬الصغر‭ ‬ذات‭ ‬صلة‭ ‬بالقراد‭ ‬والعناكب،‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬المنزل،‭ ‬ويبلغ‭ ‬طول‭ ‬عثة‭ ‬الغبار،‭ ‬التي‭ ‬تعرف‭ ‬رسميًا‭ ‬باسم‭ (‬عثة‭ ‬الغبار‭ ‬المنزلية‭)‬،‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬البوصة‭ (‬حوالي‭ ‬0,5‭ ‬ملم‭). ‬وهي‭ ‬تتكاثر‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬الرطبة‭ ‬والدافئة‭ ‬نسبيًا،‭ ‬مثل‭ ‬الفرش‭ ‬والسجاد‭ ‬والأثاث‭ ‬المنجّد‭. ‬وغذاؤها‭ ‬الرئيسي‭ ‬قشرة‭ ‬الرأس‭ ‬وقشور‭ ‬البشرة‭ ‬الأخرى،‭ ‬التي‭ ‬تكوّن‭ ‬معظم‭ (‬الغبار‭) ‬الذي‭ ‬يتراكم‭ ‬في‭ ‬المنازل‭. ‬وتوفر‭ ‬المراتب‭ ‬بيئة‭ ‬مثالية‭ ‬لعثة‭ ‬الغبار،‭ ‬لأن‭ ‬الأجساد‭ ‬النائمة‭ ‬تطرح‭ ‬قشور‭ ‬البشرة،‭ ‬وتبعث‭ ‬الرطوبة‭ ‬والدفء‭ ‬طوال‭ ‬الليل،‭ ‬وقد‭ ‬أحصى‭ ‬الباحثون‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬ألف‭ ‬عثة‭ ‬غبار‭ ‬في‭ ‬أوقية‭ ‬واحدة‭ (‬28‭ ‬جرامًا‭) ‬من‭ ‬غبار‭ ‬المراتب‭.‬

الآثار‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬والمجتمع

وحول‭ ‬الترسبات‭ ‬الترابية‭ ‬السطحية‭ ‬مصدر‭ ‬المغذيات‭ ‬الدقيقة‭ ‬للنظم‭ ‬الإيكولوجية‭ ‬القارية‭ ‬والبحرية‭ ‬على‭ ‬السواء،‭ ‬أوضح‭ ‬الخنجي‭ ‬أنه‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬التراب‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬الكبرى‭ ‬يخصب‭ ‬أمطار‭ ‬الغابات‭ ‬الأمازونية‭. ‬كما‭ ‬يُعتقد‭ ‬أن‭ ‬نقل‭ ‬التراب‭ ‬للحديد‭ ‬والفسفور‭ ‬يفيد‭ ‬إنتاج‭ ‬الكتلة‭ ‬الإحيائية‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬أجزاء‭ ‬المحيطات‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬نقص‭ ‬هذين‭ ‬العنصرين‭. ‬لكن‭ ‬التراب‭ ‬له‭ ‬أيضاً‭ ‬آثار‭ ‬سلبية‭ ‬كثيرة‭ ‬على‭ ‬الزراعة،‭ ‬منها‭ ‬تقليص‭ ‬غلة‭ ‬المحاصيل‭ ‬بسبب‭ ‬طمر‭ ‬النبتات‭ ‬الصغيرة،‭ ‬مما‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬ضياع‭ ‬نسيج‭ ‬النبات‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬التمثيل‭ ‬الضوئي‭ ‬وزيادة‭ ‬تحات‭ ‬التربة‭.‬

وتابع‭: ‬يشمل‭ ‬الترسب‭ ‬الترابي‭ ‬غير‭ ‬المباشر‭ ‬سدّ‭ ‬قنوات‭ ‬الري‭ ‬وتغطية‭ ‬مسارات‭ ‬الانتقال‭ ‬والإضرار‭ ‬بجودة‭ ‬مياه‭ ‬الأنهار‭ ‬والجداول‭. ‬كما‭ ‬يؤثر‭ ‬انخفاض‭ ‬الرؤية‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬التراب‭ ‬الجوي‭ ‬على‭ ‬النقل‭ ‬الجوي‭ ‬والبري،‭ ‬فضعف‭ ‬الرؤية‭ ‬يمثل‭ ‬خطراً‭ ‬خلال‭ ‬هبوط‭ ‬الطائرات‭ ‬وإقلاعها،‭ ‬ويؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬أماكن‭ ‬الهبوط‭ ‬وتأخير‭ ‬الإقلاع‭. ‬هذا،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يحتك‭ ‬التراب‭ ‬أيضاً‭ ‬بسطح‭ ‬الطائرات‭ ‬ويتلف‭ ‬المحركات‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤثر‭ ‬التراب‭ ‬على‭ ‬محطات‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬المحطات‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الإشعاع‭ ‬الشمسي‭ ‬المباشر‭. ‬فالترسبات‭ ‬الترابية‭ ‬على‭ ‬الألواح‭ ‬الشمسية‭ ‬مصدر‭ ‬قلق‭ ‬رئيسي‭ ‬لمشغلي‭ ‬المحطات،‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬نظافة‭ ‬مُجَمِّعات‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬من‭ ‬التراب‭ ‬لمنع‭ ‬الجزيئات‭ ‬الترابية‭ ‬من‭ ‬حجب‭ ‬الإشعاع‭ ‬القادم‭ ‬أمر‭ ‬يتطلب‭ ‬وقتاً‭ ‬وعمالة‭.‬

فوائد‭ ‬الغبار

وكشف‭ ‬الخنجي‭ ‬عن‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التأثيرات‭ ‬السلبية‭ ‬للغبار‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الإنسان‭ ‬أو‭ ‬الحيوان‭ ‬أو‭ ‬النبات‭ ‬أو‭ ‬الممتلكات،‭ ‬فإن‭ ‬للغبار‭ ‬ايضا‭ ‬فوائد‭ ‬وتأثيرات‭ ‬إيجابية،‭ ‬فالغبار‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬قتل‭ ‬الفيروسات‭ ‬والحشرات‭ ‬الضارة‭ ‬ونقل‭ ‬اللقاح‭ ‬الى‭ ‬النباتات‭ ‬وإزالة‭ ‬العوادم‭ ‬والغازات‭ ‬من‭ ‬المدن،‭ ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬أنّ‭ ‬الغبار‭ ‬المنتقل‭ ‬إلى‭ ‬أسطح‭ ‬البحار‭ ‬والمحيطات‭ ‬يعتبر‭ ‬مصدر‭ ‬الإمداد‭ ‬الأساسي‭ ‬للعناصر‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬المحيطات‭ ‬كالحديد‭ ‬والفوسفور‭ ‬والسيلكون‭ ‬والمنغنيز‭ ‬والنحاس‭ ‬والزنك،‭ ‬وتلك‭ ‬العناصر‭ ‬تلعب‭ ‬دورا‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬تغذية‭ ‬وتكاثر‭ ‬الكائنات‭ ‬الدقيقة‭ ‬النباتية‭ ‬البحرية،‭ ‬وزيادة‭ ‬ونمو‭ ‬هذه‭ ‬الكائنات‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تقليل‭ ‬مستوى‭ ‬التركيز‭ ‬الجوي‭ ‬لغاز‭ ‬ثاني‭ ‬أوكسيد‭ ‬الكربون،‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬غازات‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري،‭ ‬كما‭ ‬أنّ‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬نشاط‭ ‬الغبار‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار،‭ ‬ما‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬تجميع‭ ‬حبيبات‭ ‬الأتربة‭ ‬الطينية‭ ‬الدقيقة‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬المرتفعة‭ ‬نسبيا،‭ ‬وترسيبها‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المنخفضة‭ ‬كقيعان‭ ‬تجمع‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار‭ ‬وأودية‭ ‬جريانها،‭ ‬وهذه‭ ‬المسطحات‭ ‬المائية‭ ‬ما‭ ‬تلبث‭ ‬أن‭ ‬تتبخر‭ ‬وتجف‭ ‬مخلفة‭ ‬وراءها‭ ‬طبقة‭ ‬سطحية‭ ‬غنية‭ ‬بحبيبات‭ ‬طينية‭ ‬دقيقة‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬خصوبة‭ ‬التربة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا