زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
لماذا أصون عيني من الجراحة
استغل بعض الأطباء هوس الناس بجمال الشكل وتخصصوا في ترقيع الجسم البشري وبموازاة ذلك نشط طب العيون في الترويج لعمليات الليزك التي تُغني البعض عن استخدام النظارات لتعويض ضعف النظر، وشخصيا ما من شيء يضايقني في حياتي اليومية مثل ارتداء النظارة الطبية على مدار الساعة، بدرجة أنني أحياناً أنام بها لأن أحلامي بدونها صارت ضبابية، وأستيقظ وأنا لا أذكر ملامح الناس والأشياء التي رأيتها فيها (الأحلام)، ومع هذا أتحدى من رآني بدون نظارة ولو خمس ثوان، ما لم يكن ذلك لغسل وجهي، فقد صار الأمر بالنسبة إلي إدماناً من جهة، وخوفاً من الجراحة المعروفة بالليزك من جهة أخرى، فهذه الجراحة تساعد الكثيرين على التخلص نهائياً من قصر النظر والنظارة، ولكن يتم إجراؤها بأشعة الليزر، وهذه الأشعة تستخدم كسلاح دمار يخترق أعتى التحصينات الكونكريتية المسلحة، فهل يعقل أن يجازف رجل شجاع مثلي من نسل عنترة بتسليم عينه لشخص ما ليخترقها بالليزر؟ وفي الاعتراف فضيلة، فأنا مثل عادل إمام أخاف من الأرنب فكيف بي إذا طلع لي أسد، ويحضرني هنا الشاعر العربي الذي قال إنه يخاف البحر لأنه يخشى المعاطب «طين أنا وهو ماء / والطين في الماء ذائب».
طيب ستقول ولماذا لا تستخدم العدسات اللاصقة؟ عندما أرى شخصاً يضع أو ينزع عدسة لاصقة من عينه فإن شعر جسمي كله يشكل زاوية قائمة مع جلدي وأحس بقشعريرة، لأنني أتذكر كيف أن نزع اللصقات الطبية من الجلد يسبب ألما شديدا، فكيف يتحمل انسان أن يضع جسماً غريباً على عينه الهشة الطرية؟ والأمر الآخر هو أن استخدام النظارة سنوات طويلة جعل عيني شرق آسيوية، أي ذابلتين مثل خدي عبدالله بلخير، ما يجعل النظارة (سترة)! وبالمناسبة فقد لا يكون سراً لدى بعضكم أن معظم مذيعات التلفزيون عيونهن مزورة، أقول هذا كشخص قضى العديد من سنوات عمره عاملاً في المجال التلفزيوني. راقب أي واحدة منهن عدة أيام، وستكتشف أن عينيها اللتين كانتا خضراوين يوم السبت صارتا عسليتين يوم الثلاثاء (لثقافتك العامة افتح جواز سفر قديم لأي سوداني وستجد أن طوله 5 أقدام و6 بوصات ولون عينيه عسلي. قلت «قديم» لأن السودان لحق بالعصر في مجال جوازات السفر الالكترونية منذ عشر سنوات). يشترين العدسات اللاصقة بالكرتون، فقد صارت الموضة أن يكون لون العين مثل لون الفستان والجزمة.
المهم لدي أخبار سارة لمن يرتدون النظارات ويتضايقون منها: تستطيع قضاء يومك كله بدون نظارة ونظرك 20/20 رغم أنه في واقع الأمر 8/20!! كيف؟ البركة في الـ(أورثوكيرتولوجي). ما عليك من هذا الاسم الذي يسد النفس بل عليك بوضع عدسة معينة داخل عينك ليلاً فتصحو في اليوم التالي وبصرك حديد. شايف كل شيء بوضوح كامل بدون نظارة. مازلت تسأل كيف؟ ينجم قصر النظر عن عدم تركيز بؤرة الضوء على شبكية العين على النحو الصحيح وتتولى النظارة والعدسة اللاصقة معالجة ذلك القصور، وتقنية الأورثوكيرتولوجي تقوم على استخدام عدسة من نوع خاص تتولى تسطيح القرنية (جعلها مسطحة ومنبسطة) من دون الحاجة إلى تدخل جراحي، وبينما يعارض أطباء العيون استخدام العدسات لمن هم دون الثامنة عشرة فإن العدسات الجديدة هذه تصلح لكافة الأعمار، لكن للأسف لا يمكن استخدامها بطريقة القيافة والهيافة التي تستخدم بها العدسات اللاصقة العادية بل لا بد من الذهاب إلى طبيب عيون متدرب على هذه التقنية ليستخدم جهازا لرسم خارطة لسطحي عينيك ليتم تفصيل العدسة على مقاسيهما. وإذا رأيت أن الاستغناء عن النظارة يستحق أن تنام كل ليلة مدى الحياة مرتديا عدسة، فهنيئاً لك بما توصل إليه الاورثوكيرتولوجي بتسعيرة تتراوح حالياً بين 1000 و1500 دولار! أما إذا كنت مفلساً فعليك بطريقة بلدية مازال بعض الصينيين يستخدمونها لعلاج ضعف النظر: يربطون على عيونهم أكياس رمل صغيرة عند النوم ويزعمون أن الانسان يصحو ونظره أكثر قوة وحدة. (ولا تقل لي إن عيونهم «مضروبة»).
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك