التكبير ليلة عيد الفطر سُنّة عند جمهور الفقهاء، قال تعالى: «وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»، وكان النساء يَخرُجن يَومَ العِيدِ، ويُكَبِّرْنَ بتَكْبيرِ الرجال، ويَدْعُونَ بدُعائِهِمْ، يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذلكَ اليَومِ وطُهْرَتَهُ.
فالتكبير من الشعائر الظاهرة التي أُمر بها المسلم والمسلمة شكراً لله على إتمام صوم رمضان، وإحياءً لذكر الله تعالى وتعظيماً له في القلوب، فهو الكبير الذي لا يوجد أكبر منه، وهو الملك الذي كل من سواه عبيدٌ له، وإذا عرف العبد تلك المعاني أقبل على الله عزّ وجلّ، وامتثل لأوامره، واجتنب ما نهى عنه، ولهج لسانه أكثر بالحمد والذكر والتكبير، وتحرّكت جوارحه لعبادته بالتعظيم والمحبة والانكسار.
والتكبير يعني: تعظيم الله تعالى، وتنزيهه عن أيّ نَقص، وفيه معنى الثناء على الله تعالى، وفي التكبير إعلان لعظمة الله، وإذعانٌ لكبريائه، ومعرفة العبد بأنّ ربّه كبير تجعله يُحسن الظنّ به، ويثق بأنّه قادر على إنصافه.
ويستمر التكبير ليلة عيد الفطر إلى خروج الإمام للصلاة، وقد شُرِع قول: «الله أكبر» في المواقف العظيمة، وفي الجموع الكبيرة؛ كالتكبير في العيدَين، وفي صلاة العيدَين، فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه (كبَّرَ في عيدٍ ثِنتَي عشْرةَ تكبيرةً؛ سَبعًا في الأولى، وخَمسًا في الآخِرةِ، ولم يُصلِّ قبلَها، ولا بعدَها).
والأَفضلُ أنْ يُكبِّرَ قائلًا: (اللهُ أكبر اللهُ أكبر، لا إلهَ إلَّا الله، واللهُ أكبر اللهُ أكبر، ولله الحَمْد)، وذلك لما ورد عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
ويكبر المسلم في بيته، وفي طريقه، وفي سيارته، وعند ذهابه لصلاة العيد، ويستحب له أن يجهر به إظهاراً لهذه الشعيرة، وحثاً للناس عليها.
إدارة الأوقاف السنية
قسم البحوث وشؤون المساجد
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك