صلاة الجماعة فضلها كبير، وأجرها عظيم، لما اشتملت عليه من المقاصد الكبيرة والمعاني العظيمة، ومن ذلك إظهار عزة المسلمين، واجتماع كلمتهم، وفيها إسهام لتقوية العلاقات الاجتماعية وزيادة الترابط بينهم، وقد جاء تأكيد إقامة الجماعة حتى في مواضع الخوف، قال سبحانه: «وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ» فلم يتركها نبينا صلى الله عليه وسلم حضراً ولا سفراً.
وقد جاءت السنة ببيان فضلها، ففي الحديث: (صَلَاةُ الرَّجُلِ في الجَمَاعَةِ تُضَعَّفُ علَى صَلَاتِهِ في بَيْتِهِ، وفي سُوقِهِ، خَمْسة وعِشْرِينَ ضِعْفًا، وذلكَ أنَّهُ: إذَا تَوَضَّأَ، فأحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ إلى المَسْجِدِ، لا يُخْرِجُهُ إلَّا الصَّلَاةُ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً، إلَّا رُفِعَتْ له بهَا دَرَجَةٌ، وحُطَّ عنْه بهَا خَطِيئَةٌ، فَإِذَا صَلَّى، لَمْ تَزَلِ المَلَائِكَةُ تُصَلِّي عليه، مادَامَ في مُصَلَّاهُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عليه، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، ولَا يَزَالُ أحَدُكُمْ في صَلَاةٍ ما انْتَظَرَ الصَّلَاةَ).
فتضمن هذا الحديث العديد من الأجور لمن يقصد الصلاة في بيوت الله تعالى، ومن فضائلها تضعيف أجرها على صلاة المنفرد بخمسة وعشرين ضعفا، وجاء في حديث آخر بسبعة وعشرين ضعفا، ومن فضائلها استغفار الملائكة له، وللمنتظر لها أجر الرباط في سبيل الله.
ومما جاء في فضل صلاة الجماعة مغفرة الذنب لصاحبها، ففي الحديث: (من توضّأ فأَسْبَغ الوضوء، ثم مشى إلى صلاة مكتوبة فصلاّها مع الإمام، غُفِرَ له ذنبه).
وبالمقابل فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التفريط في صلاة الجماعة، وتوعدهم بالتحريق، ففي الحديث: (ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلاً فيصلِّي بالناس، ثم أنطلِق معي برجال معهم حِزَمٌ من حَطَب، إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأُحَرِّق عليهم بيوتهم بالنار).
فليحرص المسلم على اغتنام فضيلة صلاة الجماعة، وليحذر من التفريط فيها.
إدارة الأوقاف السنية
قسم البحوث وشؤون المساجد
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك