هوامش
عبدالله الأيوبي
ayoobi99@gmail.com
فلسطين ثابتة في قلوب البحرينيين
منذ الأيام الأولى لشهر رمضان المبارك تصاعدت وتيرة جرائم سلطات الاحتلال «الإسرائيلي» ضد أبناء الشعب الفلسطيني وأخذت منحى خطيرا جدا تمثل في الاقتحامات الهمجية لأفراد هذه السلطات لباحات المسجد الأٌقصى المبارك والاعتداء على المصلين من النساء والشيوخ وتقييدهم بالسلاسل في مشهد يعكس حقيقة الصورة الهمجية لهذه السلطات، فلا يكاد يمر يوم واحد، خاصة بعد تسلم الحكومة اليمينية المتطرفة بزعامة بنيامين نتنياهو زمام السلطة في الكيان، لا يكاد يمر يوم دون سقوط الشهداء الفلسطينيين، سواء برصاص جنود ورجال أمن سلطات الاحتلال أو من قبل المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، كل هذه التطورات الخطيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة تبشر بانتفاضة فلسطينية جديدة، من المؤكد أنها لن تكون على شاكلة الانتفاضتين السابقتين.
أبناء الشعب العربي الفلسطيني يقاومون همجية وغطرسة سلطات الاحتلال منفردين، ومع ذلك، ورغم اختلال ميزان القوى بشكل حاسم لصالح سلطات الاحتلال، وما تحظى به من دعم وغطاء سياسي كبير وقوي من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين، إلا أن أبناء فلسطين أثبتوا حتى الآن أنهم أوفياء لحقوق شعبهم التاريخية في وطنهم متسلحين بإرادة وطنية صلبة قادرة على إفشال مخططات سلطات الاحتلال الرامية إلى تصفية هذه الحقوق حتى لو تطلب ذلك إبادة الشعب الفلسطيني، وهو هدف غير مخفي يمكن قراءته في تصريحات عدد من مسؤولي سلطات الاحتلال والتي ينكرون فيها وجود شعب فلسطين.
هذه الممارسات الهمجية والاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى واستباحة المقدسات الإسلامية في مدينة القدس المحتلة، لم تفت من إصرار أبناء الشعب الفلسطيني على مقاومة الاحتلال والتمسك بالحقوق، في موازاة ذلك يشهد عديد من البلدان العربية ما يشبه موجة الصحوة الوطنية القومية تجاه قضية فلسطين تمثل في الوقفات التضامنية الشعبية المنددة بهذه الممارسات الهمجية والتعبير عن تضامن الشعوب العربية مع نضال الشعب الفلسطيني، وهو ما عبرت عنه الوقفة التضامنية التي شارك فيها أعداد كبيرة من أبناء البحرين يوم السبت الماضي.
الوقفة التضامنية التي شهدتها البحرين وبلدان عربية أخرى، ما هي إلا تأكيد للمواقف القومية الثابتة من القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى، وبأن دعم نضال الشعب العربي الفلسطيني من أجل نيل حقوقه التاريخية المشروعة، هو موقف ثابت ومتأصل لدى شعب البحرين والشعوب العربية الأخرى، وتكتسب مواقف التضامن الشعبية الأخيرة زخمًا وبعدا مهما في هذه الفترة بالذات حيث تعمل سلطات الاحتلال مدعومة بالآليات الإعلامية والسياسية الغربية على إضعاف الاهتمام بالقضية الفلسطينية وبنضال الشعب الفلسطيني، حتى الكثير من المنظمات الدولية لم تعد تعر ذلك الاهتمام بالأوضاع الإنسانية المأساوية التي يمر بها الشعب الفلسطيني جراء سياسة الاحتلال الإجرامية.
الشعب العربي الفلسطيني في أمس الحاجة إلى مثل هذا التضامن والدعم المعنوي من جانب الشعوب العربية، مثل هذه المواقف تعزز من صمود أبناء الشعب الفلسطيني وتقوي من عزيمتهم وإصرارهم على التمسك بحقوقهم التاريخية المشروعة، وفي مقدمتها الحق في العودة إلى وطنهم وإقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني، صحيح أن مثل هذا الدعم والتضامن من جانب الشعوب العربية ليس هو الرد المطلوب والقادر على كبح جماح سياسة القتل والتدمير التي تمارسها سلطات الاحتلال، لكن تأثير حركات التضامن الجماهيرية تمثل في حد ذاتها دعما معنويا مطلوبا ومن شأنها أن تسهم في تعزيز إرادة الصمود الوطني لدى أبناء الشعب العربي الفلسطيني.
النضال السياسي والحقوقي يمثل شكلا من أشكال النضال ذات التأثير القوي والفعال، عندما يأخذ هذا النضال طريق الاستمرارية والتطوير، وليس على شكل ردة فعل في مواجهة حدث ما، فاستمرار النضال السياسي الوطني الفلسطيني نجح في أن يخلق حركة من التضامن الشعبي العربية منها والدولية، وهذه الحركة، لعبت دورا في التعريف بعدالة القضية الفلسطينية وساهمت في فضح نظام الفصل العنصري الذي تسير عليه سلطات الاحتلال «الإسرائيلي»، استمرار النضال واتساع حركات التضامن من شأنه أن يعجل من تحقيق الأحلام الوطنية الفلسطينية رغم كل محاولات الطمس والتغييب التي تمارسها سلطات الاحتلال.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك