فضل الله تعالى على هذه الأمة كبير، ومن عظيم فضله تفضيل بعض الأزمنة لمضاعفة أجور الطاعات بتكثير الحسنات، ومن الأوقات الفاضلة ليلة القدر، تلك الليلة التي تقدر فيها الآجال، وتضاعف فيها أجور الطاعات والقربات، فهي خير من ألف شهر، كما قال الله تعالى: «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ»، إن هذه السورة تضمنت عدداً من الفضائل لليلة القدر، فمنها: أنها أفضل من ألف شهر؛ أي ثلاثة وثمانين عامًا وأربعة أشهر، ومنها كثرة نزول الملائكة وجبريل عليه السلام بالرحمة وبما يقضيه الله في ذلك العام، وأنَّها أَمْنٌ كلها، لا شرَّ فيها إلى مطلع الفجر.
ومن فضائل هذه الليلة أنَّ من قامها غفر له ما تقدم من ذنبه، ففي الحديث: (من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه).
وقد جعلت هذه الليلة في أوتار العشر الأواخر من رمضان رحمةً بالناس كي يجتهدوا في العبادة وقيام الليل؛ ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحراها، ويحث أصحابه على تحريها في العشر الأواخر من رمضان، وما ذاك إلا لفضل وشرف هذه الليلة.
وكان من فقه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم أرأيْتَ إنْ عَلِمتُ أيَّ ليلةٍ لَيلةُ القدْرِ ما أقولُ فِيها؟ قال: قُولي: اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تُحِبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي.
فليحرص المسلم والمسلمة على ألا تفوته هذه الفضائل، وليتهيأ بالاستعداد والتفرغ لها، والإكثار من الدعاء والتضرع بين يدي الله تعالى فيها.
إدارة الأوقاف السنية
قسم البحوث وشؤون المساجد
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك