الشريعة الإسلامية تدعو إلى التراحم والتواصل بين أفراد المجتمع، وتؤكد على التواصل بمن تجمعك بهم قرابة أو رحم، وهم الأقارب من النسب من جهة الأم أو الأب، وقد عظمت الشريعة هذا الباب وغلظت في التهاون بحقه.
ومما يدل على فضل صلة الرحم أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل صلة الرحم من خصال الإيمان؛ ففي الحديث: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه)، ومن فضائلها أن في صلة الرحم سبب للبركة في الرزق والعمر: (من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه)، وأنَّها من أسباب دخول الجنة: (يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام).
ومن فضائل صلة الرحم أنَّها سبب لصلة الله للعبد وإكرامه، وبالمقابل فقطيعة الرحم سبب لقطع صلة الله وإكرامه للعبد، ففي الحديث: إنَّ اللَّهَ خَلَقَ الخَلْقَ، حتَّى إذا فَرَغَ مِن خَلْقِهِ قالتِ الرَّحِمُ: هذا مَقامُ العائِذِ بكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قالَ: نَعَمْ، أما تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ، وأَقْطَعَ مَن قَطَعَكِ؟ قالَتْ: بَلَى يا رَبِّ، قالَ: فَهو لَكِ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فاقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: «فَهلْ عَسَيْتُمْ إنْ تَوَلَّيْتُمْ أنْ تُفْسِدُوا في الأرْضِ وتُقَطِّعُوا أرْحامَكُمْ».
فليحرص المسلم على زيارة أقاربه، وتفقد أحوالهم، والسؤال عنهم، والسعي في حوائجهم، ولا يجعل صلته بهم على سبيل المقابلة، فهذا خلاف السنة، ففي الحديث: (ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)، وليستمر المسلم والمسلمة بصلة الأرحام والإحسان إليهم، ولو وقع منهم إساءة أو تجاهل فقد جاء في السنة أنّ رجلاً قال: يا رسـول الله إن لي قرابة أصلهـم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيؤون إليّ، وأحلم عليهم ويجهلون عليّ فقال صلى الله عليه وسلم: إن كنت كما قلت فكأنما تُسِفّهم المَلّ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك؛ أيّ: تسقيهم الرماد الحار، وهذا تشبيه لما يلحقهم من الإثم.
إدارة الأوقاف السنية
قسم البحوث وشؤون المساجد
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك