كتب: علي ميرزا
تبقى المواقف والذكريات الرياضية من أهم الأمور التي يحرص الرياضيون على الحفاظ عليها كل على طريقته التي يحبذها، خاصة متى كانت هذه الذكريات ذات ارتباط بمناسبات رياضية كبيرة وذات أهمية وذات علاقة بأسماء يكن لها الجميع الحب والتقدير ويأتي في مقدمتها مسابقة كأس الأمير المفدى لكرة القدم التي تحولت إلى مسمى جديد ابتداء من موسم 2000-2001 تحت اسم كأس جلالة الملك المعظم حفظه الله، وفي هذه الوقفة وتزامنا مع نهائي كأس جلالة الملك حفظه الله الذي يقام اليوم في استاد مدينة خليفة الرياضية بين فريقي الأهلي والحالة، سعينا إلى مشاركة بعض لاعبي الفريقين من الذين كان لهم الشرف في المشاركة في إحدى نهائيات كأس الأمير المفدى قبل أن تتحول ابتداء من 2000-2001 إلى مسماها الحالي كأس جلالة الملك، واستدعاء مواقفهم وذكرياتهم مع تلك الكأس الغالية.
الإصابة تلاحقه كظله
وعاد «المدفعجي» إبراهيم سالم لاعب فريق الأهلي سابقا بذاكرته للوراء، وبالتحديد إلى منافسات كأس الأمير المفدى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، وقال: في موسم1986- 1987 لعبوا حينذاك مباراة نصف النهائي أمام فريق القادسية وفازوا بهدفين مقابل هدف، وكان له شرف تسجيل أحد الهدفين، ليتأهلوا إلى المباراة النهائية أمام الوحدة (النجمة) التي فازوا فيها بهدف مقابل لا شيء سجله زميله جاسم محمد ليحصلوا على اللقب، إذ إنه لم يكمل المباراة بعد استبداله بين الشوطين من قبل مدربه المرحوم الكابتن عدنان أيوب لشعوره بآلام جراء إصابته بشد عضلي في الشوط الأول، إذ كانت الإصابة هي ظله الذي كان يلاحقه خلال مشواره الكروي بحسب تعبيره.
وتابع قائلا: وشاءت الأقدار أن يلتقي الفريقان في الموسم الذي تلاه 1988 وتمكن الوحدة من الحصول على اللقب بعد الفوز على الأهلي بهدف لاعبه علي بوشقر.
كان محظوظا
ووصف الكابتن محمود المختار لاعب فريق الأهلي سابقا والمحلل الرياضي الحالي في قناة البحرين الرياضية نفسه باللاعب المحظوظ، على اعتبار أنه حظي بالمشاركة في نهائيين لكأس الأمير طيب الله ثراه وهو مازال في سن صغيرة، زد على ذلك أنه زامل جيلا من اللاعبين الموهوبين فضلا عن أصحاب الخبرة.
ولفت المختار إلى إحدى الذكريات التي مازالت عالقة في ذهنه قائلا: في نهائي كأس الأمير الراحل طيب الله ثراه أمام الوحدة 1988 تمكن شخصيا من المرور من ظهير الوحدة آنذاك حسن خلفان ومرر كرة على طبق من ذهب لزميله عدنان إبراهيم في منطقة الست ياردات وكانت مشروع تسجيل هدف غير أن عدنان أضاعها بأعجوبة رغم أنه أي عدنان معروف ومشهور (بالقناص).
وأضاف وبعيدا عن كل ذلك فإن التشرف بالسلام على راعي الحفل فرصة لن تتوفر لأي رياضي. وختم قائلا: كان أمامه الفرصة لمعايشة الكثير من الذكريات، غير أنه لم يعمر كثيرا في الملعب نظرا لتفرغه للدراسة والوظيفة فضلا عن الحياة الزوجية.
الثقة المبالغ فيها
وشارك الكابتن جاسم محمد لاعب الأهلي سابقا والمدرب الحالي زميله الكابتن محمود المختار بوصف نفسه باللاعب المحظوظ لأنه حظي بالمشاركة في خمسة نهائيات للكأس.
وقال: النهائيات التي شارك فيها حفلت بمواقف وذكريات قبل أو أثناء المباريات مازالت تحتفظ بها الذاكرة بعض هذه المواقف مفرحة وجميلة وبعضها مغاير، وأحلى هذه الذكريات حصولهم على لقب كأس الأمير المفدى عن موسم 1986-1987 بعد تفوقهم في وقتها على منافسهم فريق الوحدة سابقا (النجمة) بهدف دون مقابل، والأحلى في ذلك أنه من سجل هدف الفوز، جعل جماهير الأهلي العريضة تعيش فرحة عارمة، خاصة أن كل ذلك تحقق له شخصيا وهو مازال في بداية مشواره الرياضي.
وتوقف الكابتن جاسم عند نهائي موسم 1989 الذي جمع فريقه مع فريقي المحرق، وبدلا أن نستثمر ظروف المباراة لصالحنا على اعتبار غياب الكابتن حمود سلطان عن المباراة، فخضنا المباراة بثقة زائدة مما ساعد ذلك على خسارتنا المباراة.
وردا على سؤالنا بشأن توجهه لمتابعة المباراة من الملعب ومساندة فريقه الأم قال الكابتن جاسم: إن ظروفه لا تسمح له نظرا لوجوده خارج المملكة، غير أنه دائم التواصل مع زملائه علي صنقور مدرب الفريق وصادق علي، والتشاور معهم في مختلف الأمور.
الإصابة حرمته من النهائي الثالث
كشف الكابتن إبراهيم زويد لاعب المنتخب الوطني والحالة سابقا أن لديه الكثير مما يقال في هذا الشأن غير أن ظروفه الصحية لا تسمح له بالكلام الكثير، ولكنه ونزولا عند رغبتنا مشكورا قال لنا: إن المسابقة عندما كان مسماها كأس الاتحاد قبل أن يتحول المسمى إلى كأس الأمير المفدى طيب الله ثراه وحاليا كأس جلالة الملك حفظه الله، فقد حقق الحالة لقبها مرتين، الأولى أمام الرفاع الشرقي بركلات الجزاء الترجيحية، والثانية أمام البحرين بعد ركلات جزاء ترجيحية نفسها امتدت قرابة 29 ركلة، وأنه واحد من اللاعبين الذين نفذوا تصويب الركلة مرتين بحسب قوله.
ولفت إلى أنه لم يشارك في النهائي الثالث نظرا لوجوده خارج البلاد في مهمة علاجية في بريطانيا ولدى سؤالنا إياه عن حضوره المباراة من عدمه لمساندة فريقه الحالة من المدرجات قال الكابتن إبراهيم: يتمنى ذلك غير أن ظروفه الصحية تحتم عليه متابعة المباراة من البيت.
الإصرار والعزيمة
وقال الكابتن رياض رشدان لاعب الحالة سابقا والمعروف بجهده الوافر كلاعب وسط بأنهم كلاعبين دائما ما يضعون فرحة أهالي اللاعبين والمنطقة فوق كل اعتبار، وما يقوله هذا لا يستشعره إلا من عايش موقف فرحة الأهالي بعد كل بطولة يحصل عليها النادي.
وعاد رشدان للوراء قائلا: في موسم 79-80 كان يفترض أن يكون الحالة بطلا للدوري العام، غير أنه خسره أمام المحرق بعد مباراة فاصلة.
وتابع: بعد خسارة الدوري، عزمنا على التعويض من خلال تحقيق كأس الأمير المفدى طيب الله ثراه، لإدخال الفرحة على أهالي المنطقة صغيرهم وكبيرهم رجالا ونساء فالجميع كان ينتظرنا بالأهازبج ودموع الفرح والورود لاستقبالنا استقبال الأبطال والفاتحين، فكنا نضع كل ذلك كلاعبين في عين الاعتبار، وتحقق لنا ما كنا نصبو إليه بالحصول على اللقب بركلات الجزاء الترجيحية على حساب الرفاع الشرقي.
وتابع قائلا: وفي الموسم الذي تلاه 80-81 تكرر السيناريو نفسه، وخسرنا لقب الدوري، وعزمنا من جديد على التعويض رغم الظروف التي واجهتهم ممثلة في غياب مجموعة من اللاعبين المؤثرين للإصابة أمثال صخرة الدفاع إبراهيم رمضان الذي واتته الزائدة الدودية ليلة المباراة النهائية أمام البحرين على كأس الأمير المفدى طيب الله ثراه، إضافة إلى أحمد تلفت، وحارس المرمى سعد سالم وهو شخصيا، غير أنهم وبعزيمة الرجال عزموا على التعويض، وإدخال السرور في قلوب أهالي المنطقة، وتحقق لهم ذلك وحققوا اللقب بركلات الترجيح.
وتوقف الكابتن عند هذه المباراة قائلا: لقد شهدت هذه المباراة مشاركة الشاب سلمان حربي الذي مازال صغيرا، ومثل هذه المباريات تحتاج لخبرة وتحمل ضغوطها، ولكن حربي فاجأ الجميع ولعب أفضل مبارياته، إذ قدم أداء عاليا لم يكن أحد يتوقعه منه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك