للصدقة منزلة عظيمة وأجر كبير؛ فهي باب من أبواب الخير والفلاح، قال سبحانه: «يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ»؛ أي ينميها وينزل البركة في المال الذي أخرجت منه وينمي أجر صاحبها، فالجزاء من جنس العمل، ومن فضائلها أنَّ الله يتقبلها من عباده، قال سبحانه: «أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ» أي: يقبلها، ويأخذها بيمينه، فيربيها لأحدهم كما يربي الرجل فلوه، حتى تكون التمرة الواحدة كالجبل العظيم.
والصدقة دليل على إيمان صاحبها، ففي الحديث: (والصَّدَقَةُ بُرْهانٌ)، وتُطفئ الخطيئة: (والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار)، وتزيد وتُبارك في مال الإنسان: (ما نقصت صدقة من مالٍ)، وهي ستر للعبد من عذاب الله تعالى: (من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل).
وإذا أخرجها سرا مخلصاً بذلك لله تعالى أظله الله في ذلك اليوم العظيم: (سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله)، وذكر من هؤلاء السبعة: (ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه)، وبها يستظل من حرِّ ذلك اليوم: (كلُّ امرئٍ في ظِلِّ صَدَقَتِه حتى يُقْضَى بين الناسِ).
لذلك فأهل المسابقة في الخيرات يحرصون على الصدق يوميا ولو بالشيء اليسير، فكَانَ أبُو مرثدٍ لا يُخْطِئُهُ يَوْمٌ إلَّا تَصَدَّقَ فيهِ بِشيءٍ، ولَوْ كَعْكَةً أوْ بَصَلَةً. فلنحرص على الإكثار من الصدقات، فكل مايقدمه العبد من أصناف الصدقة والمعروف لن يضيع عند الله تعالى الذي قال: «وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»
.إدارة الأوقاف السنية
قسم البحوث وشؤون المساجد
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك