الإنفاق في وجوه الخير من الأعمال الصالحة التي جاء الثناء عليها وعلى أصحابها في كتاب الله، قال سبحانه: «آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ»، وقال سبحانه: «وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ»، إلى غير ذلك من الآيات التي تحضّ على النفقة في وجوه البر والإحسان.
وقد تنوعت أحاديث السنة النبوية في تأكيد هذا الأصل، ففي الحديث أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما مِن يَومٍ يُصْبِحُ العِبادُ فِيهِ إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ، فيَقولُ أحَدُهُما: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا)، فالملائكة البررة يدعون للمنفقين بسعة الأموال، ومن الفضائل أنَّ الله سبحانه وتعالى وعد المنفقين بالنفقة عليهم، والبركة في أموالهم؛ ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى: أنْفِقْ يا ابْنَ آدَمَ أُنْفِقْ عَلَيْكَ).
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن بذل الإنسان ما زاد عن حاجته خير له في دنياه وآخرته، وأنَّ إمساكه شر عليه إذا لم يقم بحق الله تعالى فيه، ففي الحديث: (يا ابْنَ آدَمَ إنَّكَ أنْ تَبْذُلَ الفَضْلَ خَيْرٌ لَكَ، وأَنْ تُمْسِكَهُ شَرٌّ لَكَ).
ولعظيم أجر الإنفاق في وجوه الخير أباحت السنة الغبطة والتنافس فيه، ففي الحديث: (لا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ مالًا، فَسَلَّطَهُ علَى هَلَكَتِهِ في الحَقِّ، وآخَرُ آتاهُ اللَّهُ حِكْمَةً فَهو يَقْضِي بها ويُعَلِّمُها).
فليحرص المسلم والمسلمة على أن يكون له نصيب في هذا الباب من خلال المساهمة ولو باليسير في وجوه الخير.
إدارة الأوقاف السنية
قسم البحوث وشؤون المساجد
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك