يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
بهذه الروح.. نواجه التحديات
توقفت أمس عند حديث سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء في مجلس سمير ناس رئيس غرفة التجارة عن التحديات التي تواجه البحرين، والتي هي تحديات عالمية مفروضة على كل الدول، والجوانب التي أثارها.
سموه تطرق إلى نقطة محورية هي، كيف يمكن للبحرين التعامل مع هذه التحديات والطريق إلى ذلك.
سموه لخص طريق التعامل مع التحديات ومواجهتها في جملة واحدة هي «التكاتف والعمل بروح فريق البحرين».
هذا ليس تعبيرا إنشائيا.
في التطبيق العملي يعني هذا قيما ومبادئ محددة يجب التمسك بها من جانب الكل، ويعني نمطا من العمل والسلوك بناء على هذه المبادئ.
في تقديرنا، فإن التكاتف والعمل بروح الفريق الواحد في التعامل مع التحديات ومواجهتها يعني الجوانب الأساسية التالية:
أولا: التفهم.
نعني بذلك أن الكل يجب أن يتفهم صعوبة التحديات التي تواجهها البلاد بأبعادها العالمية المختلفة.
ويجب أن يتفهم الكل المصاعب التي تواجهها الحكومة في مواجهة التحديات ويقدرها. كما أنه بالمقابل يجب تفهم شكاوى المواطنين ومطالبهم نتيجة ما يواجهونه نتيجة هذه الأوضاع.
يعني هذا بشكل عام عدم التطرف في المواقف والمطالب، وأن يتفهم الكل أن هذا ليس وقت المزايدات، وإنما وقت التفكير والعمل الهادئ المشترك.
ثانيا: الثقة.
لا يمكن أن يتحقق ما تحدث عنه سمو ولي العهد رئيس الوزراء من تكاتف ومن عمل بروح الفريق الواحد، إلا إذا قام هذا على الثقة المتبادلة.
يعني هذا أن تثق كل قوى المجتمع في أن الحكومة تسعى إلى مواجهة التحديات بكفاءة وبكل جهد بما من شأنه تحقيق مصلحة الوطن والمواطنين.
ويعني بالمقابل الثقة في أن كل قوى المجتمع حتى وإن كانت لها انتقادات أو تحفظات هنا وهناك فإنها بدورها إنما تنشد الصالح العام للوطن والمواطنين وتريد ترشيد المسيرة.
ثالثا: المسؤولية المشتركة.
يعني هذا أنه في مواجهة التحديات بكفاءة ومقدرة، فإن الكل بلا استثناء يجب أن يفكر ويعمل بمنطق أنه مسؤول عن هذه المواجهة، وأن له دورا أساسيا يجب أن يلعبه. ينطبق هذا على قوى المجتمع من مؤسسات ومنظمات وجمعيات وأفراد.
بعبارة أخرى، فإن الحكومة وإن كانت تتحمل بداهة المسؤولية الأساسية فإنها ليست وحدها المسؤولة. الكل يجب أن يبذل أقصى جهد في هذه المواجهة.
رابعا: الرؤية المشتركة.
يعني هذا أن القرارات الكبرى في التعامل مع التحديات ومواجهتها يجب أن تكون محصلة توافق عام.
بعبارة أخرى، من المفترض أن تكون القرارات الكبرى والخطوات الأساسية محل نقاش وتبادل للآراء، وعدم الانفراد بأي موقف أو قرار بحيث يتم التوافق في النهاية على الأخذ بالرؤية الأصلح.
هذا هو جوهر العمل بروح الفريق الواحد في الحقيقة.
هذه في تقديرنا هي الجوانب الأربعة التي يجب أن تقوم عليها فلسفة التكاتف والعمل بروح الفريق الواحد في مواجهة التحديات، كما تحدث عنها سمو ولي العهد رئيس الوزراء.
في المحصلة النهائية، التحديات كثيرة وصعبة، والمستقبل غير معلوم بدقة، إذ يتوقف الأمر على ما سيشهده العالم من تطورات وأحداث. وفي مثل هذه الظروف لا بد أن يعمل الجميع يدا بيد من أجل مواجهة هذه التحديات بكفاءة وبما يحفظ مصلحة الوطن والمواطنين.
بقي أن سمو ولي العهد رئيس الوزراء لفت النظر في حديثه إلى جانب له أهمية كبرى حين قال إنه «ليس جديدا على البحرين التعامل مع التحديات، ولقد خرجنا منها دوما أقوى».
وهذا صحيح بالطبع. لقد اجتازت البحرين في تاريخها القريب تحديات كبرى وراكمت خبرات كثيرة واكتشفت مصادر القوة. وكل هذا يجب الاستفادة منه والبناء عليه.
المهم أنه بهذه الروح من الثقة بالنفس والثقة في قدرة البحرين على مواجهة التحديات يجب التفكير والعمل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك