مِنْ أَعْظَمِ الوَاجِبَاتِ التي أوجبها الله سبحانه وتعالى على العباد شكراً على ما أنعم عليهم من النعم فريضة الزَّكَاةُ، وكَثِيرًا مَا يُقْرِنُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الصَّلَاةِ «وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ»، وهِيَ حَقُّ اللَّهِ تَعَالَى فِي الأَمْوَالِ؛ ففي الحديث «بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَن لَّا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ».
وَهِيَ مِنْ أَعْظَمِ أَنْوَاعِ الإِنْفَاقِ الَّذِي رَتَّبَ الله عَلَى أَدَائِهِ وَالْقِيَامِ بِهِ الأَجْرَ الْكَبِيرَ وَالْبَرَكَةَ وَلَوْ فِي القَلِيلِ؛ فَقَالَ جَلَّ فِي عُلَاهُ: «مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ».
ومِنْ مَقَاصِدِ الزكاة: تَطْهِيرَ المَالِ مِمَّا يَشُوبُهُ مِنْ دَرَنِ الحَرَامِ وَالشُّبُهَاتِ، وَتَزْكِيَةَ النَّفْسِ مِنَ البُخْلِ وَالشُّحِّ، وَبَرَاءَتَهَا مِنَ النِّفَاقِ؛ قَالَ سُبْحَانَهُ: «خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا».
ومِنْ مقاصدها إِعَانَةُ الفُقَرَاءِ، وَمُسَاعَدَةُ الْغَارِمِينَ، وَكَفَالَةُ المجتَمَعِ لِلْمَسَاكِينِ وَالمحتَاجِينَ، وَمُشَارَكَةُ الأَغْنِيَاءِ لِمُعَانَاةِ إِخْوَانِهِمُ الضُّعَفَاءِ.
وقد جَاءَ الوَعِيدُ الشَّدِيدُ في حق من منعها، قال سُبْحَانَهُ: «وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ» ، وفي الحديث: (مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحَ مِنْ نَارٍ، فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ، كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ: إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ) [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].
فعلينا المبادرة بِإِخْرَاجِ زَكَاةِ أَمْوَالِنا، وَمِنَ الْحَسَنِ أَنْ يَجْمَعَ الأَغْنِيَاءُ وَأَصْحَابُ الأَمْوَالِ بَيْنَ فَضْلِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَفَضْلِ إِخْرَاجِ الزَّكَوَاتِ، فَتُضَاعَفُ لَهُمُ الأُجُورُ وَتَكْثُرُ الْحَسَنَاتُ.
إدارة الأوقاف السنية
قسم البحوث وشؤون المساجد
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك