دعاء الله سبحانه وتعالى من أفضل الطاعات والقربات، لما اشتمل عليه من المعاني الكثيرة من خضوع وتذلل العبد وانكساره بين يدي الله عز وجل، ومن كرم الله ورحمته أن خصَّ أوقاتاً، جعل فيها مزيَّة الإجابة للدعاء، وإعطاء السائلين، والمغفرة للمستغفرين، ومن هذه الأوقات الثلث الأخير من الليل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يَنْزِلُ ربُّنا تباركَ وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا، حينَ يَبْقَى ثُلُثُ الليلِ الآخرِ، يقولُ: من يَدعوني فأَستجيبُ لهُ، من يَسْأَلُنِي فأُعْطِيهِ، من يَستغفرني فأَغْفِرُ لهُ).
وبين صلى الله عليه وسلم أنَّ الدعاء فيه من مظان الإجابة، بقوله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ في الليلِ لَساعةً، لا يوافقُها رجلٌ مسلمٌ يسأل اللهَ خيرًا من أمرِ الدنيا والآخرةِ، إلا أعطاه إياه، وذلك كلَّ ليلةٍ)، بل إن الإنسان لينال بركة هذه الأوقات، والإجابة فيها ولو كان في غير صلاح إذا أقبل على الله تعالى، ففي الحديث: (من أوى إلى فراشهِ طاهرا يذكُرُ اللهَ حتى يُدركهُ النعاسُ، لم ينقلبْ ساعةً من الليلِ يسألُ اللهَ شيئاً من خيرِ الدنيا والآخرةِ؛ إلا أعْطاهُ اللهُ إياهُ).
لذا فعلى المسلم والمسلمة أن يحرص أن يكون له نصيبٌ من الخير في هذه الأوقات المباركة، من إجابة الدعاء، وتفريج الكربات، وما يسأل ربه من خير الدنيا والآخرة.
والموفق من استعان بالله تعالى، وصدق في نيته وعزم على القيام، وأخذ بالأسباب من النوم المبكر، وما يعينه على الاستيقاظ، والوضوء قبل النوم، والمحافظة على أذكار النوم، والمبادرة إلى ذكر الله عند الاستيقاظ، ففي الحديث: (يَعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عُقَد، يُضرب كل عقدة مكانها، عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقَظَ فذكر الله انحلَّت عقدة، فإن توضَّأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلَّت عُقَدُه كلها، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس).
إدارة الأوقاف السنية
قسم البحوث وشؤون المساجد
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك