من أجلِّ العبادات بعد الصلاة المفروضة قيام الليل؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ)، وذلك أنَّ صَلاةَ اللَّيلِ أبعَدُ عنِ الرِّياءِ، وأقرَبُ إلى الإخْلاصِ، ويجد المصلي الخشوع وهدوء البال، وهي أعوَنُ على تذكُّرِ القرآنِ والسَّلامةِ من نِسيانِ بعضِ الآياتِ.
وقد جعل الله هذه العبادة من علامات المتَّقين، قال سبحانه: «إِنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ»، ثم ذكر من أسباب ذلك قيامهم لليل «كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ»، بل بين أنّ أهل قيام الليل لا يمكن أن يساويهم أحد: «أَمْ مَّنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ»، وهو سببٌ من أسباب دخول الجنة، ففي الحديث: (أطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصَلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام).
وفي قيام الليل شرف للمؤمن لما فيه من الثقة والقرب من الله ففي الحديث: (واعلم أنَّ شرف المؤمن قيامه بالليل)، وهو سبب من أسباب رحمة الله، ففي الحديث: (رحم الله رجلاً قام من الليل فأيقظ امرأته فصلَّيا جميعًا).
ومن وفقه الله للقيام في الثلث الأخير من الليل فقد وفق لخير عظيم، فليحرص المسلم والمسلمة على أن يكون من هؤلاء الصفوة، وأقل الأمر أن يوتر قبل أن ينام كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة، حتى لا يحرم من هذا الخير.
إدارة الأوقاف السنية
قسم البحوث وشؤون المساجد
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك