مجال صناعة المحتوى مجال بدأ بالتوسع في عالمنا هذا وبالتحديد بمملكة البحرين. وقد شاهدنا طاقات شبابية بحرينية بدأت بالإبداع والتميز في مجال صناعة المحتوى وبالتحديد عبر منصة «اليوتيوب»، وكان لنا حوار مع صانع المحتوى يحيى جلال عبيد الذي يبلغ من العمر 22 عاماً، يمتلك 350k مُشترك على منصة «اليوتيوب»، وقد وجد حُبه وشغفه بمجال المونتاج وصناعة المحتوى وتميز بطريقة مونتاجه المميزة عبر منصة اليوتيوب عن صُناع المحتوى الآخرين.
- حدثنا عن بدايتك في مجال صناعة المحتوى؟
بدايتي في المجال كبداية أي شخص لا يعرف شيئاً في هذا المجال وبدأت أتعلم خطوة تليها خطوة، وكانت بدايتي الحقيقية في مجال التصوير والمونتاج وبعدها أصبحت صناعة المحتوى بعام 2019 تقريباً.
- هل كان مجال صناعة المحتوى حلماً منذ الطفولة أم كانت هناك أحلام أخرى؟
في الحقيقة.. كانت هناك أحلام أخرى فـبالمرحلة الإعدادية مثلاً كان حلمي أن أصبح قاضياً.. لكن مع مرور الوقت زاد ُحبي لمجال التصوير والمونتاج ومع دخولي منصة «اليوتيوب» زاد حبّي هذا المجال أكثر فأكثر.
- ماذا كانت ردة فعل عائلتك وأقربائك على ظهورك الأول في اليوتيوب؟
في الواقع كانت ردة فعل غريبة نوعاً ما.. لكونهم لأول مرة يرون أحدا من معارفهم يظهر عبر منصة اليوتيوب، لكن مع مرور الوقت بدأت برؤية نظرة الفخر والاعتزاز بأعينهم لما أقدمه من محتوى.
- ما هو المقطع القريب الى قلبك من مقاطعك؟
مقطع «تحدي الاختباء بأكبر ايكيا في الشرق الأوسط بالبحرين» فقد كان من أجمل المقاطع لديّ وأحبه جداً لأن العمل والإعداد على هذا المقطع اخذ مني الكثير من الوقت من ناحية قبل تصوير المقطع من إعداد وتجهيز وأيضا مونتاج. المقطع عملت عليه كثيراً واعتقد انني ظهرت بأفضل نتيجة لم أكن أتوقعها، وهذا شيء جميل جداً.
- برأيك هل معدات التصوير المُكلفة هي التي تصنع صانع محتوى ناجح؟
كلا.. نجاح صانع المحتوى يعتمد على فِكر صانع المحتوى نفسه بأفكاره التي يقدمها وطريقة طرحه للمحتوى، فهناك الكثير من الأمور أهم من المعدات.. المعدات هي مُكملات لتحسين الجودة، لكن صناعة المحتوى شيء أكبر من مجرد معدات.
- إذاً ما الذي يسهم في نجاح صانع المحتوى من وجهة نظرك؟
طريقة طرح الرسالة للمُشاهد والتميز بالأفكار.. فقد ننظر الى الكثير من صناع المحتوى يعتبرون ناجحين لكن البعض يراهم غير ناجحين لأن المحتوى الذي يقدمونه يكون سيئا او مخلا بالآداب، لذلك صانع المحتوى الناجح هو الذي لا يخرج عن عاداته وتقاليده ويمتلك القدرة على توصيل رسالته بالشكل الصحيح وإلى أكبر قدر ممكن من الناس.
- شاهدنا تفاعلك المتواصل وابداعك على المنصات الأخرى بصناعة المحتوى كالـ«ريلز» على تطبيق الانستجرام.. حدثنا عنها، هل هي مُتعبة؟
كلا المقاطع القصيرة «reels» أسهل بكثير من مقاطع اليوتيوب، مقطع باليوتيوب قد يحتاج الى فكرة وإعداد والكثير من العمل لأنه مقطع لا يقل عن 10 الى 12 دقيقة، فكيف ستنجح في إرسال رسالتك بهذه المدة وبأفضل طريقة ممكنة بخلاف المقاطع القصيرة reels فهي مجرد 60 ثانية سهلة جداً كصناعة محتوى وسريعة الانتشار لأكبر قدر ممكن من الناس لكن أنا كيحيى أفضل منصة اليوتيوب إذ أجد نفسي بها أكثر.
- برأيك ما هي سلبيات وإيجابيات مجال صناعة المحتوى؟
من أهم إيجابيات مجال صناعة المحتوى أنها أجمل طريقة يمكن استخدامها لإيصال رسالة أيا كان نوعها، وتجذب أكبر قدر ممكن من الناس.. ولكونك صانع محتوى فالكثير من الأشخاص سيرونك قدوة حسنة لهم وترى الإعجاب والفرحة بأعينهم عند رؤيتك، فكل هذه الأمور أشياء جميلة لصانع المحتوى.. لكن من ناحية السلبيات أرى أنه لا يمكن لصناع المحتوى أخذ الخصوصية الكافية عندما يكونون مع عائلتهم واقربائهم، وبالطبع لكونك صانع محتوى فقد تستقبل الكثير من الكلمات البذيئة يومياً من شتم وسبّ وقذف، فإذا كان صانع المحتوى لا يمتلك القدرة على التحمل فقد يؤثر عليه سلباً.
- ما الأخطاء التي واجهتها في بدايتك بصناعة المحتوى.. حدثنا عنها؟
لم أكن أعرف طريقة صنع الفيديوهات بشكل ممتع وجميل يجذب المُشاهد.. وقد كنت أخطئ كثيراً فيكون المقطع مملاً أو ذا مدة طويلة او لا تكون المقاطع بمستوى المونتاج.. ومع الاستمرارية على فعل الشيء تعلمت وعرفت كيفية إيصال رسالتي في مقطع بشكل ممتع وهادف.
- لو أتيحت لك الفرصة لأن تقول لأحد ما (انت ساهمت بنجاح يحيى) فمن سيكون؟
جلال عبيد.. والدي فهو السبب الأساسي في ما وصلت اليه اليوم، والشخصية التي تمكنت من اعجاب الناس عبر اليوتيوب لم تكن ستكون جميلة لولا والدي.. ومنذ بدأت بقناتي عبر اليوتيوب كان هو أول شخص قام بدعمي ومساندتي وإعطائي الأفكار، وكان يلقي بالمدح على المقاطع التي أقوم بعملها.. وأيضا اول فيديو نشرته بقناتي عبر اليوتيوب كان مع والدي، فبالتأكيد والدي.
- ماهي الرسالة التي تريد تقديمها لكل شخص يشاهد ما تقدمه من محتوى؟
في الحقيقة أكثر رسالة أريد تقديمها لكل شخص يشاهد ما أقدمه من محتوى هو أني أتمكن من التأثير الإيجابي في كل شخص يشاهد ما أقدمه من محتوى.. كرؤيته يبتسم بأحد مقاطعي وأنني كنت سببا في الترفيه عنه من ضغوطات الحياة، ورؤية مقطعي ينجح بإسعاد الناس هذا شيء جدا جميل، وعند رحيلي أريد ترك بصمة إيجابية لكل شخص يتذكرني بها، وأنا دائما أحاول دمج مقاطعي برسائل هادفة تفيد المشاهدين.
- ما الذي يميز يحيى كصانع محتوى عن صُناع المحتوى الآخرين؟
أشعر بانه في طريقة المونتاج لأن هذا مجالي، فصعب أن أجد صانع محتوى يمتلك نفس الأسلوب بطريقة مونتاج مقاطعي، ثانيا الأفكار وطريقة إيصال الفكرة فأشعر نفسي مميزا بها.
- لكونك صانع محتوى مؤثر.. هل سبق ان صادفت معجبا صرح بتأثيرك به؟
بأحد الأماكن بالبحرين صادفتني امرأة قالت لي: انا دائما أقوم بفتح مقاطعك لأبنائي عبر التلفاز لأنك انت الوحيد من الذين رأيتهم عبر اليوتيوب مقاطعك لا يوجد بها أي شيء يضرّ الطفل. بخلاف ذلك هي أشياء مفيدة وإيجابية فدائما أحرص عند رؤيتهم لليوتيوب أن تكون انت من يرونه.. فهذا شيء يعني لي جداً.
- هل يحيى فخور بما قدمه الى اليوم؟
نعم فخور. لكن اشعر بأن القادم سأكون فخورا به أكثر لأنه يوجد لدي الكثير من الأعمال التي لم أقم بها.
- نصيحة لكل شخص يريد أن يبدأ بمجال صناعة المحتوى؟
هي ثلاث نقاط.. اولاً ان «يُغير» لأنك تغير الناس برسالتك وفكرك وإيجابيتك، وثانياً «تتغير» لأنه عند قول الناس لك شيئا نقديا حاول ان تغيره وآخراً حاول ان تكون مختلفا بإيصال رسالتك وفكرك إلى المجتمع وتغييره عبر صناعة المحتوى وتميزك به.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك