من موقع الناقد الصريح، وصف الأديب والشاعر الدكتور حسين السماهيجي الشعر الحداثي البحريني بالقطيعة مع التاريخ المعاصر فضلا عن التراث، مؤكدا أن المنتج الشعري الحداثي في البحرين غير واع بتراثه الحداثي نفسه فضلا عن تاريخ الشعر العربي، مشيرا إلى غياب الوعي بتجارب شعرية مميزة ورائدة معاصرة في مقدمتها تجربة الأديب الشاعر إبراهيم العريض بوصفها أهم تجربة شعرية بحرينية في القرن العشرين، وقال إن القطيعة مع التراث الشعري البحريني بما فيه الشعر المعاصر أنتج انتقالا مباشرا للإطار العام في بعديه العربي والعالمي، من دون حضور للنصوص الشعرية التاريخية ومن دون رافد نقدي. ودافع السماهيجي عن القطيعة الابداعية بوصفها جسرا للتميز والابتكار، مؤكدا أنها مختلفة تماما عن القطيعة بمعناها الأول وهو عدم الوعي بالتراث الشعري والشعر المعاصر وهو المعنى الذي أشار إليه.
وقال الشاعر والناقد السماهيجي إن قصيدة النثر وخلاف ما تتصور الأذهان من أصعب أنماط الكتابة الأدبية لأنها عارية تماما إلا من إيقاع الصورة والعاطفة، ما يجعل المشكل لديها بنيويا تكوينيا، ورأى أن الكثير مما ينتج باسم قصيدة النثر ليس سوى خواطر لا ترقى إلى أن تكون قصيدة نثر.
جاء ذلك ضمن مشاركته في «مؤتمر الشعر في عالم متغير» الذي نظمته أسرة الأدباء والكتاب بالتعاون مع الجامعة الأهلية التي احتضنته بقاعتها الرئيسية بمناسبة اليوم العالمي للشعر، حيث تضمن المؤتمر أصبوحة شعرية وعددا من المناقشات النقدية والأدبية عبر استضافة عدد من القامات الأدبية والنقدية والشعرية البحرينية، بالإضافة إلى عدد من الشعراء الشباب.
وقد افتتح الرئيس المؤسس رئيس مجلس أمناء الجامعة الأهلية البروفيسور عبدالله الحواج المؤتمر بكلمة أكد خلالها أن الجامعة الأهلية مشروع تنويري في المقام الأول جاء ليشجع على البحث العلمي والإبداع الأدبي ورعاية الموهوبين والارتقاء بمختلف الفنون ولا سيما الشعر والرواية والكتابة بمختلف أنواعها.
من ناحيته، قال رئيس مجلس إدارة أسرة الأدباء والكتاب الشاعر الدكتور راشد نجم إن يوم الشعر العالمي يأتي هذا العام وكل عام متزامنًا مع عيد الأم الذي تزخر قصائدنا العربية بها تمجيدًا ووفاءً وعرفانًا بدور الأم في المجتمع وتضحيتها من أجل مستقبل أفضل للأجيال.
وأشار نجم إلى أن أسرة الأدباء والكتاب بالتعاون مع مركز اللغة العربية والدراسات الشرق أوسطية بالجامعة الأهلية قد اختاروا عنوان أصبوحة هذا العام بدقة متناهية بحيث تتناغم مع العالم الذي يتغير بسرعة من حولنا ومدى قدرة القصيدة العربية على أن تتعايش مع هذه المتغيرات وتعبر بدقة عن العوالم مترامية الأطراف التي نشأت فيما بعد الثورة التكنولوجية الهائلة واقتحام الذكاء الاصطناعي كل مجالات الفكر والعلوم.
وشدد نجم على ضرورة التعامل مع التراث على أنه ميراث تتجلى من خلاله الملحمة والأسطورة واستحضار التاريخ بكل ما يأتي به من تلاحم مع الحاضر والمستقبل. وأكد أنه قد وقع الاختيار على مجموعة من الشعراء الشبان الذين امتلكوا موهبة فارقة ناصية التعبير والإبداع والتناغم مع هذا العصر المتغير.
وتحدث الشاعر والصحفي أسامة مهران في فعاليات المؤتمر عن تجربته الشعرية منذ سبعينيات القرن الماضي حتى الآن وما طرأ على تجربته من تطور وحداثة، ليختتم حديثه بقصيدة تحمل عنوان «الجسد».
وتنافس مجموعة من الشعراء الشباب من بينهم نادية الملاح وعلي البقالي وصالح يوسف وسلمان عبدالحسين ونوح الجيدة وطلال المالود في تقديم قصائدهم الشعرية أمام الأدباء والنقاد والاساتذة والطلبة والمهتمين المشاركين في فعاليات المؤتمر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك