تصوير: عبدالأمير السلاطنة
شهد الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، رئيس لجنة متابعة تنفيذ الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة «بحريننا»، صباح أمس، الاحتفال بيوم الشراكة المجتمعية والانتماء الوطني، وذلك بحضور عدد من الوزراء، وأعضاء لجنة المتابعة والمحافظين ورؤساء تحرير الصحف المحلية وعدد من المسئولين ونخبة من أبناء المجتمع.
وفي بداية الاحتفال ألقى وزير الداخلية، رئيس لجنة المتابعة، كلمة بهذه المناسبة، جاء فيها: يطيب لي، بداية، أن أتوجه بخالص التهاني وعظيم التبريكات إلى مقام سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك، داعيا الله تعالى أن يحفظ قائد الوطن وحامي هويته وعروبته، وأن يعيد هذه المناسبة الكريمة علينا جميعا بالخير واليمن والبركات. الحضور الكريم، اسمحوا لي في ظل هذا الحضور الوطني، أن أشارككم بدايات مشروع الشراكة المجتمعية. والذي جاء من رؤى وتطلعات سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه. فقد كانت توجيهات جلالته تهدف إلى تطوير الأداء الاجتماعي لشرطة البحرين، حرصاً من جلالته على الأمن المجتمعي لشعبه، ولتكون الشرطة قريبة من الناس، ومصدر الطمأنينة لهم، ومحل ثقتهم واعتزازهم. وقد بدأنا بتبنيّ عدد من المشاريع والمبادرات. وكان أولها تشكيل الشرطة المجتمعية عام 2007 والتي تم اختيار أفرادها من جميع محافظات مملكة البحرين لضمان قربهم من المواطنين والقدرة على التعرف على احتياجاتهم، بما يحقق أهداف الشراكة المجتمعية الفاعلة. ويسعدني في هذا اليوم أن أتوجه بالشكر الجزيل والامتنان لكل مواطن ساهم في خدمة الأمن. فالمواطنون هم رصيدنا الأمني والقاعدة الوطنية الأساسية للأمن المجتمعي. وبعد ذلك تم إطلاق مشروع مكافحة العنف والإدمان «معا» والذي يستهدف طلبة المدارس. ومنذ بدايته عام 2011 تم تغطية 196 مدرسة من أصل 211 مدرسة حكومية وارتفع عدد الطلبة المستفيدين من المشروع إلى 136300 طالب (مائة وستة وثلاثون ألفا وثلاثمائة). وقد تم تطوير البرنامج الأساسي بإضافة مناهج جديدة عن التعايش السلمي ومكافحة التطرف والأمن السيبراني. وبهذه المناسبة، فإنني أعبر عن شكري وتقديري لوزارة التربية والتعليم، كونها شريكا وطنيا فاعلا في نجاح هذا المشروع. ليتبع ذلك،
البدء في تنفيذ مشروع العقوبات البديلة عام 2018، كمشروع حضاري وإنساني، يسهم في تطوير منظومة العدالة الجنائية ومواصلة الجهود الوطنية لتعزيز حقوق الإنسان. وبلغ عدد المستفيدين منه منذ بدء تطبيقه وحتى اليوم (4815) شخصًا. كما تعتبر السجون المفتوحة نقلة نوعية ومرحلة مهمة في تنفيذ أحكام قانون العقوبات البديلة. حيث يتم تدريب وتأهيل المستفيدين داخل مركز الإصلاح والتأهيل ومن ثم الانتقال إلى مرحلة السجون المفتوحة، والتي ستبدأ خلال شهر رمضان الكريم في مبان مجهزة وفق أفضـل المعايير، وصـولا للمرحلة التالية وهي ادماج المحكوم عليهم تدريجيا في المجتمع. الحضور الكريم، يتزامن احتفالنا اليوم، بيوم الشراكة المجتمعية والانتماء الوطني، مع مرور 4 سنوات على اطلاق الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة «بحريننا» حيث باشرنا من خلالها طرح مشروع تعزيز هوية الانتماء الوطني، في اطار اجتماع الوطن، وتعزيز قيم الانتماء له. ومن أهم الدوافع التي ترتكز عليها الخطة الوطنية الاهتمام بموضوع القيم والعادات الأصيلة، خصوصا وأننا ننتمي إلى بلد منفتح على ثقافات العالم، إضافة إلى ما نشهده من انفتاح الكتروني شامل، أصبح في متناول الجميع. ولكل هذه الظروف والحقائق تأثيراتها على متابعيها، بشكل أو بآخر، والذي قد يكون على حساب الهوية والقيم الأصيلة والعادات والتقاليد. والأبلغ من ذلك مدى التأثير على الانتماء الوطني. الحضور الكريم، الهوية انتماء... والهوية الوطنية انجاز واعتزاز.. انجاز لأنها تقوم على قواعد السلوك الوطني الرصين نحو رفعة الوطن والسعي لتقدمه وبنائه، وهي اعتزاز لأنها الشعور بالفخر بأننا بحرينيون. نمتلك هوية شعب ووطن، وهي هوية متجذرة في الذاكرة الجامعة لكل مكونات المجتمع البحريني، مستلهمين اعتزازنا بهويتنا من قيادتنا الإنسانية الملهمة.. فهويتنا لا يمكن أن نفرط فيها، وانتماؤنا مصدر عزيمتنا وقوتنا.. انتماؤنا في التفافنا حول قيادة جلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه.. انتماؤنا هو شرفنا الوطني، الذي نذود عنه. وإلا كيف سنربي أبناءنا على نهج وطني؟ وهل نربي جيلا يتخلى عن وطنيته وبلا هوية؟ إننا نعيش في وطن الهوية، وطن الإنسانية والقيم السمحة. وأسألكم أن تتمسكوا بثقتكم الوطنية وموروثكم الوطني، من قيم وعادات حميدة، لتكون أمانة لدى أجيالنا البحرينية القادمة. وتبقى الهوية البحرينية عزيزة مقدّرة، على مر الأزمان. حفظكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم في ظل قيادة راعي المسيرة الوطنية المباركة، سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد ذلك، بدأت الجلسة الحوارية، بعروض موجزة لأبرز المبادرات التي تم اطلاقها مؤخرا في إطار المضي قدما في تنفيذ أكثر من 107 مبادرات، تتضمنها «بحريننا» بالإضافة إلى استعراض إنجازات الخطة الوطنية، منذ اطلاقها في 26 مارس 2019 إثر إقرارها من مجلس الوزراء الموقر، بعدما كانت مبادرة وطنية، أطلقها معالي وزير الداخلية. وشملت الجلسة الحوارية، والتي تحدث فيها ممثلو عدد من الجهات المعنية، سلسلة من المبادرات ونتائجها العملية على المجتمع. ثم قام وزير الداخلية، رئيس لجنة متابعة تنفيذ الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة «بحريننا»، بتدشين المنصة الوطنية لخبراء البحرين، والتي تنفذها وزارة العمل بالتعاون مع هيئة المعلومات والحكومة الالكترونية. وقد تم عرض فيلم تسجيلي عن مراحل إعدادها وإطلاقها. وتعتبر احدى المبادرات الحيوية لـــ «بحريننا» لما تحمله من اعتزاز وتقدير للكفاءات الوطنية.
في سياق متصل، وتأكيدا على اعتزاز الوطن بأبنائه، قام معالي وزير الداخلية بتكريم الأعضاء السابقين بلجنة متابعة تنفيذ مبادرات «بحريننا» تقديرا لدورهم في العمل على تحقيق الأهداف وتنفيذ المبادرات، من منطلق تكامل الجهود الوطنية، وصولا للغايات المنشودة. كما أعرب وزير الداخلية، رئيس لجنة المتابعة، عن شكره وتقديره للأعضاء، على دعمهم مما كان له الأثر الإيجابي في تفعيل مبادرات الخطة. كما شكر الجهات الرسمية والأهلية على ما يبدونه من تعاون للمضي قدما في تنفيذ الخطة الوطنية وتحقيق أهدافها المرجوة، متمنيا للجميع التوفيق والسداد في خدمة الوطن.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك