2022 كان عاماً قياسياً حققنا فيه أفضل معدلات الربحية في تاريخ الشركة
نجحنا بقوة في تحقيق معدلات إشغال عالية للمقاعد في أسطول فريد هو الأكثر حداثة ومبيعاً في العالم
عشق مجال الطيران منذ نعومة أظفاره. حلّق بأحلامه عاليا.. فحلق به الطيران الى الأعلى.
تدرج في المناصب وتنقل بين شركات الطيران، حتى تربع على عرش إحدى أكبر شركات الطيران في المنطقة، ونقش لها ببصماته تاريخا من النجاح تلو النجاح، مما اهلها لأن تنافس اليوم كبريات الشركات الأوروبية والعالمية.
بعد مشوار طويل اكتسب خلاله خبرة صقلتها التحديات الممزوجة بالإرادة والاصرار، كانت المحطة الفارقة في حياته المهنية عندما استثمر حصيلة تلك السنوات ليرسم في 2003 خارطة طريق تضع اللبنات الأولى لتأسيس أول شـركة طيـران اقتصـادي فـي الشـرق الأوسـط وشـمال أفريقيـا وهي «العربية للطيران»، اول شركة طيران اقتصادية منخفضة التكاليف في منطقة الشرق الأوسط.
رسمت تلك الانطلاقة منعطفا كبيرا في مسار قطــاع الطيران العربي، ومهدت لنمو سوق جديدة للطيران في المنطقة لم تكن معالمه قد اكتشفت ذي قبل. وهذا ما جعله أحد أهم مطوري قطاع الطيـران الحديـث في العالم لما قدمه من إنجازات ومساهمات في مجــال النقــل الجــوي، وقطاع السياحة.
عادل العلي.. الرئيس التنفيذي للعربية للطيران. في ثلاثة عقود من العمل الدؤوب من دون هوادة، بات اسما لامعا في قطاع الطيران والسياحة. وخـلال السـنوات التاليـة لتأسيس الشركة، وقيـادة مسـيرة النمـو بحنكة تحولت إلى مجموعة متكاملة، ثم تصبح أكبـر شركة طيران اقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيــا، وأول شــركة طيــران فــي العالــم العربي تدرج أسهمها في البورصة، والأكبر من حيث القيمة السوقية.
كانت إنجازاته المبتكرة محل تقدير المنظمات المحلية والإقليمية والدولية، وحصد من الجوائز ما يصعب عده، ومن ذلك جوائز أفضل رئيس تنفيذي لشركة طيران اقتصادي للأعوام 2007،2008،2009،2010،2011،2012. وجائزة الإنجاز الشخصي العظيم في 2014، وجائزة أفضل رئيس تنفيذي لشركة طيران في عام 2016. لتتوالى بعدها الجوائز والتقدير الإقليمي والدولي.
قمة العرب للطيران
قبل أيام، ترأس عادل العلي النسخة العاشرة لقمة العرب للطيران التي استضافتها امارة رأس الخيمة خلال الفترة 14-16 مارس. وكانت كلمته الافتتاحية تلخيصا لواقع قطاع السياحة والسفر، ودافعا لتحقيق الهدف الكبير وهو الاستدامة في القطاع. واكد في كلمته أن السنوات الثلاث الماضية كانت حافلة بالدروس المهمة وأظهرت مرونة قطاع الطيران في مواجهة التحديات المتشعبة التي شهدتها السوق. ونوّه إلى أنّ تعميم الممارسات والتقنيات المستدامة عبر القطاع سيكون أمراً بالغ الأهمية لمواجهة تحديات التغير المناخي، وهذا ما يتطلب تعاونا أشمل بين جميع أصحاب المصلحة لتقديم حلولٍ مستدامة وتجديد الالتزام بخفض الانبعاثات وتعزيز دور الطيران كمحرك للنمو في اقتصاديات المنطقة، بما يلبي الطلب المتزايد على خدمات السفر في جميع أنحاء العالم.
ترسيخ قيمة اجتماعية.
«أخبار الخليج» استثمرت تواجدها في «قمة العرب للطيران» لتجري حوارا سريعا مع الرئيس التنفيذي لمجموعة العربية للطيران حول عدد من المحاور المتعلقة بالشركة والقطاع بشكل عام. كانت باكورة الحوار حول احتفال الشركة هذا العام بالذكرى السنوية العشرين لتأسيسها كأول شركة طيران اقتصادي في المنطقة، فأين تجد الشركة نفسها وسط احتدام المنافسة والتحديات الصعبة في سوق الطيران؟
يجيبنا العلي: أكثر ما يميز العربية للطيران هو القيمة الاجتماعية التي ارستها منذ اطلاقها لقطاع الطيران الاقتصادي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خاصة فيما يتعلق بجعل السفر الجوي متاحا لجميع فئات المجتمع. وهذا ما يمنحنا ميزة تنافسية بطبيعة الحال. فقد أنشأنا سوقاً لم تكن موجودةً في هذه المنطقة من قبل. وبالنسبة لنا، كانت المنافسة مع أنفسنا بالدرجة الأولى لتخطي أهداف النمو، وتوسيع نطاق حضورنا، مع أولوية تقديم تجربة سفر استثنائية للعملاء. وقد أرسينا نموذج عمل مميز للطيران الاقتصادي مع مرونة عالية للتعامل مع المتغيرات الاقتصادية ومدعوم بفريق عمل نشيط ومتعدد المهام.
وبالفعل يعد هذا العام محطةً رئيسيةً في مسيرتنا، إذ نحتفل بعشرين عاماً من النجاح بدأناها من مركز عملياتنا الرئيسي في الشارقة ومضينا قدماً نحو إنشاء مراكز إضافية في الإمارات والمغرب ومصر وأرمينيا وباكستان. وأطلقنا كذلك مشاريع مشتركة ناجحة رسخت مكانتنا الريادية في مجال خدمات الطيران المبتكرة.
مراكز العمليات
{ اتبعت الشركة نهجاً جديداً وأكثر كفاءة في التحول من المركزية إلى إنشاء مراكز عمليات متعددة. ما الهدف من هذه الخطوة؟ وكيف تخدم خطط التوسع للشركة؟
بالفعل، تعكس هذه الخطوة التزامنا بتعزيز تجربة العملاء عبر تقديم خيارات سفر أوسع لضمان راحة أكبر للمسافرين، وتخدم في الوقت نفسه رؤية الشركة التوسعية وتقديم نموذج عمل «العربية للطيران» الناجح لأسواق ناشئة جديدة.
فقد اثبتت تجربتنا ان مراكز العمليات المتعددة تساهم في تعزيز قطاعي السفر والسياحة وتقديم قيمة مضافة للعملاء الى جانب خلق فرص عمل جديدة ودعم الاقتصاد المحلي في جميع هذه الدول.
لذلك وانطلاقاً من مركز عملياتنا الأول في الشارقة، بات لدينا الآن سبعة مراكز عمليات في الإمارات والمغرب ومصر وأرمينيا وباكستان.
{ هل تخططون لإطلاق المزيد من المراكز التشغيلية؟
في الواقع نقوم وبشكل مستمر بتقييم الفرص الاستثمارية المتاحة، ونحرص على الدخول في مشاريع تعود بالفائدة على المستثمرين والعملاء على حد سواء.
وفي هذا الإطار وقعنا مؤخراً اتفاقية استراتيجية مع مجموعة «دال» لإطلاق «العربية السودان»، وهي شركة مشتركة مقرها الخرطوم. وستتبنى نفس نموذج الأعمال منخفض التكلفة. ونتطلع من خلال إطلاق هذه الشركة إلى تزويد المسافرين من السودان وإفريقيا بعمليات موثوقة وخدمات القيمة المضافة.
معدلات إشغال عالية
{ من أبرز معايير نجاح شركات الطيران هو معدل إشغال المقاعد. وقد تجاوز هذا المعدل لدى العربية للطيران 80% في عام 2022. ما رأيك بهذا المعدل؟ وما هي العوامل التي ساهمت ببلوغه؟
هذا المعدل يعكس نموذج أعمالنا القوي الذي يركز على تقديم تجربة سفر مدفوعة بالقيمة المضافة حيث يقدر المسافرون على متن رحلاتنا القيمة التي توفرها العربية للطيران والتي بالنهاية تثمر عن معدلات إشغال عالية للمقاعد. يضاف الى ذلك العديد من المنتجات القيمة التي تعزز من جودة الخدمات التي نقدمها، مثل أسطولنا الفريد من طائرات إيرباص A320 وA321 neo-LR ، الممر الواحد الأكثر حداثة ومبيعاً في العالم، مع المقصورة التي توفر راحة معززة مع واحدة من أكثر المقاعد سخاء مقارنة مع أي مقصورة اقتصادية. وتم تجهيز هذه الطائرات أيضاً بخدمة «سكاي تايم» (SkyTime)، وهي خدمة بث مجانية على متن الطائرة تتيح للركاب بث مجموعة واسعة من وسائل الترفيه، مباشرة إلى أجهزتهم الذكية. وأخيراً، يمكن لعملائنا الاستمتاع بباقة متنوعة من أشهى الوجبات وبأسعار معقولة من قائمة «سكاي كافيه» (SkyCafe) على متن الطائرة.
عام استثنائي
{ نجحت العربية للطيران في زيادة صافي أرباحها خلال عام 2022 بنسبة 70%، محققة 1.2 مليار درهم، رغم استمرار تداعيات الوباء. ما هي الجوانب التي ساهمت بتحقيق هذا الإنجاز؟
كان عام 2022 عاماً قياسياً بالنسبة للعربية للطيران التي حققت أفضل معدلات الربحية في تاريخها. ويعكس هذا الإنجاز قوة نموذج أعمالنا وفريقنا الإداري واستراتيجية النمو التي ننتهجها. واستطاعت المجموعة على مدار العام أن تحافظ على نمو قوي بالنسبة لتوسيع الأسطول وإضافة الوجهات الجديدة، بينما أطلقت في الوقت ذاته شركات طيران مشتركة في أرمينيا وباكستان. وجاء هذا الإنجاز مدعوماً بإجراءاتنا الفعالة لضبط التكاليف، وهوامش عوائدنا القوية، وزيادة الطلب على منتج العربية للطيران الذي يركز على القيمة المضافة. وأخيراً، فقد بدأ قطاع الطيران عموماً بالعودة لطبيعته عالمياً مع تعافي خدمات السفر الجوي والمطارات في أعقاب الجائحة.
وجهات جديدة
{ تحرص العربية للطيران دوماً على توسيع شبكتها. ما هي المبادئ والمعايير التي يتم من خلالها اختيار الوجهات الجديدة؟ هل هناك محطات جديدة في الأفق؟
نراعي العديد من العوامل أثناء التخطيط للوجهات الجديدة ونقوم بدراستها للحفاظ على ربحيتنا وتنافسيتنا كونها عنصراً أساسياً لنجاح أعمالنا. ويبدأ بحث إضافة وجهة جديدة بدراسة مستوى الطلب، وجاهزية مرافق المطارات، وحقوق النقل وغيرها. ونتطلع لإيجاد أفضل السبل المتاحة لخدمة العملاء؛ وبناءً على اتجاهات الطلب لدينا نحدد الوجهات التي تخلق القيمة المضافة للعملاء والشركة عموماً.
وقد أطلقنا مؤخراً وجهات جديدة إلى كازان وإيكاترينبرج ونمنغان وطشقند وميلانو وعمان من مراكز عملياتنا المختلفة ضمن مجموعة العربية للطيران. ومن المقرر أيضاً أن نبدأ العديد من الرحلات المباشرة الجديدة، بما في ذلك كولكاتا وكوالالمبور هذا الشهر، وبغداد من ارمينيا اعتبارا من يونيو وغيرها الكثير.
قمة العرب للطيران
{ العربية للطيران هي أحد الشركاء الرئيسيين لقمة العرب للطيران. ما الذي يميز نسخة هذا العام من القمة؟ وعلامَ تركز؟
تقام هذا العام النسخة العاشرة من القمة، وهي مبادرة محورية ومهمة تجمع بين أصحاب المصلحة كافة لمناقشة الفرص والتحديات المقبلة. ونؤمن بضرورة مشاركة أفضل الممارسات، وتحديد التوجهات – مثل الحاجة إلى دعم الطيران المستدام – وتسليط الضوء على مساهمة قطاعنا في الاقتصادات المحلية التي نخدمها. وستركز القمة هذا العام على خفض الانبعاثات الكربونية للقطاع، خاصةً وأن دولة الإمارات ستستضيف خلال العام قمة COP28. وستركز القمة كذلك على التوجهات الناشئة في قطاعات السفر والسياحة والضيافة والطيران.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك