على هامش قمة العرب للطيران، عقد رئيسها، الرئيس التنفيذي لمجموعة العربية للطيران مؤتمرا صحفيا شارك فيه ممثلو وسائل الإعلام العربية، تحدث خلاله حول عدد من المحاور المتعلقة بقطاع السفر والسياحة. وأكد أن هذين القطاعين مرتبطان ببعضهما البعض، وفي حين أن التطورات التي يشهدها هذان القطاعان تدعو إلى كثير من التفاؤل، فإنه يجب اتخاذ التدابير اللازمة للتعامل مع التحديات القائمة والمستقبلية. وهذا ما ترمي إليه قمة العربي للطيران التي نعقدها سنويا والتي تهدف إلى مناقشة أبرز القضايا والمحاور المتعلقة بقطاع الطيران في المنطقة والتحديات وأفضل السبل والحلول للتعامل مع هذه التحديات.
وفيما يتعلق بانعكاس الطفرة الحالية في أعداد وخدمات شركات الطيران الاقتصادي وتأسيس شركات جديدة، أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة العربية للطيران أن المنافسة تبقى أمرا إيجابيا دائما. وعندما تأتي شركات جديدة ستخلق وظائف وعرضا، ويتضاعف عدد المسافرين، كما تزيد نسبة السياحة. وهذا ما يخلق تنافسا بين الشركات التي تتسابق لتقديم الأفضل، الأمر الذي يكون من صالح المسافر نفسه. وفي النهاية الشركة الأفضل والأقوى هي من تستمر وتنمو. وأضاف: «فمثلا نحن في العربية، من محطتنا في المغرب نسير رحلات إلى كل الدول الأوروبية، ونخوض منافسات شرسة مع أكبر الشركات الاقتصادية في العالم، ولله الحمد نحقق إنجازات ونموا لافتا ربما لم نكن لنحققه من دون المنافسة الموجودة».
وتابع العلي في رد على سؤال بشأن دور الطيران الاقتصادي في ظل المنافسة العالمية: «الدراسات تدل على أن الاختيارات والمتطلبات تغيرت في عالم الطيران، وأن أكثر ما يركز عليه الجيل القادم في السفر بالطيران هما الأمان والسعر المناسب. أضف إلى ذلك هناك جوانب لا تقل أهمية مثل النظافة والالتزام بالوقت. ولم تعد وسائل الرفاهية مطلبا أساسيا لكثير من المسافرين خاصة وأن المطارات باتت توفر كل الخدمات المطلوبة بما فيها المطاعم والمقاهي والتسوق. وفي رأيي قد انتهت مثلا أيام البحث عن الرفاهية في الأكل خلال السفر. لذلك ترى كثيرا من الأشخاص يسافرون في طائرة اقتصادية، لكنهم يسكنون في فنادق خمس نجوم».
وبسؤاله لـ«أخبار الخليج» عما طرحه في كلمته بالقمة بشأن انخفاض هامش الربح لشركات الطيران بحيث لا تحقق أكثر من 10%، علق العلي بقوله: «أولا يجب أن نشير إلى أن الطيران في منطقة الشرق الأوسط بخير والحمد لله. ولكن عالميا كان قطاع الطيران حتى 2021، يحقق في السنة المالية الجيدة وعلى الرغم من الدعم الذي يقدمه لحركة الاقتصاد في كل دولة، فإن هامش الربحية لم يكن يتجاوز 0.102%. في 2022 وصلت إلى 0.18%. وهذا اعتبر قفزة كبيرة. ونحن هنا نتحدث عن تريليونات الدولارات. لكن أتوقع أن نتائج عام 2022 عالميا أن يحقق قطاع الطيران 3-4 مليارات دولار أرباحا. وهذا نسبيا يعد أمرا جيدا».
الاستدامة في قطاع الطيران
وبشأن محور الاستدامة في صناعة الطيران قال: «الاستدامة باتت أمرا محوريا في قطاع المواصلات بشكل عام والطيران بشكل خاص. ولو نظرنا إلى الأرقام، نجد أن قطاع المواصلات عالميا تسبب 15% من الانبعاثات، منها 2% من قطاع الطيران. ولكن للأسف نرى التركيز على الـ2% وليس الـ13%!.
إجمالا نجد أن الانبعاثات تصدر من استهلاك الوقود النفطي بشكل خاص. وشركات النفط الكبيرة تصرف اليوم مليارات لتقليل هذه الانبعاثات، وكثير من الدول تصرف مبالغ طائلة لتطوير مصافي النفط بما يخفف الانبعاثات. وكذلك الأمر بالنسبة إلى صناعة الطيران. لذلك هو عمل مشترك بين الحكومات وشركات الطيران وشركات صناعة الطائرات وشركات صناعة المحركات وشركات النفط المحلية والعالمية. وعلى المدى البعيد وبحلول 2035 نتوقع تحقيق تقدم كبير. وبالوصول إلى 2050 هناك وعود للوصول إلى الصفر».
ومن وجهة نظري، هناك جهود عالمية جادة في هذا الجانب، وحتى لو لم نصل إلى معدل الصفر فإننا نكون قد حققنا خطوات مهمة. فتحقيق 80% من الأهداف أفضل من أن نبقى في نفس الموقع.
وفي رده على سؤال حول توجه شركة العربية إلى زيادة الرحلات في بعض الدول وزيادة الأسطول والوجهات في 2023 علق الرئيس التنفيذي قائلا: «نحن من أوائل الشركات التي أرجعت في 2021 جميع الأسطول الذي توقف في 2019، بل وأضفنا عشر طائرات في 2022. ونتوقع أن نضيف بين 8-10 طائرات أخرى في 2023. ومن الطبيعي أن زيادة الطائرات يصاحبه زيادة عدد الرحلات للوجهات القائمة أو تدشين وجهات جديدة. كلاهما سيتحققان في 2023».
وفيما يتعلق بتطوير مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في عالم الطيران، أكد العلي أن التكنولوجيا تمثل ركنا أساسيا في صناعة الطيران، بل هما جانبان متلازمان. وتابع: «فمثلا ببساطة، نجد خلال الخمسين عاما الماضية تطورات هائلة قد حدثت في صناعة الطيران، منها مثلا أن الانبعاثات قد انخفضت حوالي 90%. وفي الوقت الذي كانت أصوات الطائرات في الجو تسبب ضوضاء عاليا لسكان المنازل أو حتى المسافرين أنفسهم، في حين حاليا لا تكاد تسمع صوتا. أضف إلى ذلك سرعات الطائرات، كميات النفط المستهلكة في كل رحلة. فمثلا 50 طنا كانت تستخدم لرحلة تستغرق 6 ساعات، تقلصت الكمية إلى حوالي عشرة أطنان. صناعة الطائرة كانت تستغرق ساعات طويلة، واليوم بات الأمر أشبه بالتعامل مع هاتف ذكي. واليوم باتت الطائرات قادرة على الهبوط إذا كانت الرؤية 50 مترا فقط، في حين كانت المسافة المطلوبة في السابق 6 كيلومترات. كل ذلك بفضل التكنولوجيا.
وحول تقييمه تجربة الإجراءات الاحترازية والإغلاقات التي مر بها العالم بشكل عام وقطاع الطيران بشكل خاص، قال: المشكلة كانت في عدم وجود خبرة بهذا الجانب. فمن أصابه فيروس كورونا قبل عامين ربما بقيت الآثار فترات طويلة إن لم يتوف الشخص، ومن أصابه فيروس كورونا قبل شهرين كان أشبه بزكام عادي. فالعالم كله تأثر بها، ولا يمكن القول إن القرارات التي اتخذت صحيحة على مستوى العالم أو خاطئة لأنه لم يكن لأحد أن يعرف النتائج. وكانت اجتهادات عالمية للتعامل مع الموقف. وتم تطوير ومراجعة كل إجراء بشكل متواصل. لكن يمكن القول إن الحكومات في العالم عملت ما وجدت أنه من صالح الناس وحمايتهم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك