رأس الخيمة – محمد الساعي
دعا قادة قطاع الطيران في الوطن العربي والشرق الأوسط إلى تجديد الالتزامات بخفض انبعاثات الكربون وتنفيذ استراتيجيات فعَالة لدعم النمو المستدام لقطاع الطيران والسياحة.
وأكدوا خلال مناقشاتهم في قمة العرب للطيران أهمية التركيز على دور الطيران المستدام كمحرك للنمو، وإعطاء الأولوية للعمل المناخي في سوق الشرق الأوسط الذي يعد أحد أسرع أسواق الطيران نموا في العالم.
ودعوا إلى تمتين التعاون بين القطاعين العام والخاص لتعزيز استدامة قطاع الطيران مستقبلاً من خلال انتهاج سياسات فعالة وعملية، مع ضرورة توفير فرص تدريب فعّالة في ضوء تنامي حاجة المنطقة إلى الكفاءات المتخصصة في مجال الطيران، ولضمان جهوزية الجيل القادم من القوى العاملة في هذا المجال للدخول إلى سوق العمل.
وكانت إمارة رأس الخيمة قد احتضنت خلال الفترة 14-16 مارس الجاري فعاليات النسخة العاشرة للقمة العربية للطيران تحت شعار «الاستدامة وتأثيرها المباشر على مفاهيم السفر والسياحة في العصر الحالي»، وذلك تحت رعاية الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد بدولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم إمارة رأس الخيمة. واستقطبت القمة عددا من أبرز القادة والعقول في مجال الطيران حول العالم.
وفي الكلمة الافتتاحية للقمّة، أشار عادل العلي، رئيس قمة العرب للطيران والرئيس التنفيذي لمجموعة العربية للطيران، إلى أن السنوات الثلاث الماضية كانت حافلة بالدروس المهمة وأظهرت مرونة قطاع الطيران في مواجهة التحديات المتشعبة التي شهدتها السوق. ونوّه العلي إلى أنّ تعميم الممارسات والتقنيات المستدامة عبر القطاع سيكون أمراً بالغ الأهمية لمواجهة تحديات التغير المناخي، ودعا إلى تعاونٍ أشمل بين جميع أصحاب المصلحة لتقديم حلولٍ مستدامة لتلبية الطلب المتزايد على خدمات السفر في جميع أنحاء العالم.
من جانب آخر، قال العلي: «على الرغم من الانفتاح الذي شهده قطاع الطيران بعد جائحة كورونا ولاسيما في عام 2022 إلى أن هناك العديد من التحديات التي لا تزال قائمة والتي تتطلب تضافر الجهود من أجل التغلب عليها والبحث عن أفضل الخيارات المتاحة مع التركيز على مسألة جوهرية هي الاستدامة».
وفي حين أن الطلب على السفر تضاعف بشكل كبير بعد الجائحة، إلا أن هذا القطاع مازال على مستوى العالم لا يحقق أكثر من 1% فقط من هامش الربح، وهو أقل بكثير من الهدف المنشود.
وفي كلمة رئيسية خلال القمة، دعت الشيخة موزة بنت مروان آل مكتوم، ملازم أول طيار في الجناح الجوي لشرطة دبي، إلى تحقيق الشمولية في قطاع الطيران، مشيرةً إلى إمكانية تغيير الواقع الحالي من خلال زيادة تمثيل المرأة في القطاع والذي يمكن بدوره أن يمكّن الشابات من الاستفادة من الفرص المتنامية في القطاع.
فيما سلط راكي فيليبس، الرئيس التنفيذي لهيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة، الضوء على أهمية تكامل الأعمال بين قطاعي الطيران والسياحة لخلق المزيد من فرص العمل، وتعزيز الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة أعداد الزوار. لافتا إلى أن تحقيق تأثير مستدام حقيقي يستوجب بالضرورة اختيار شراكاتٍ تمضي بقطاع الطيران قدماً نحو المستقبل.
وفي كلمة البلد الضيف، ركزّت إيرينا جورجيفا، نائب وزير السياحة في بلغاريا، على العلاقة المترابطة بين قطاعي الطيران والسياحة لافتةً إلى أن التعاون بينهما أمر حتمي لتحقيق التنمية المستدامة لكليهما.
من جهته، شدد خالد العيساوي مدير منطقة الخليج والشرق الأدنى في الاتحاد الدولي للنقل الجوي، على أنّ تعزيز إنتاج وقود الطيران المستدام (SAF) يشكل ضرورةٌ لتحقيق هذه الأهداف، ودعا الحكومات إلى اعتماد سياساتٍ لحفز إنتاج الوقود المستدام وصولاً إلى توفيره بأسعار تعادل كلفة وقود الطائرات التقليدي.
وقالت أرادانا كوالا، رئيس المجلس الاستشاري في شركة البحر الأحمر الدولية، إنّ وقود الطيران المستدام ليس إلاّ واحداً من الحلول المطروحة لخفض الانبعاثات الكربونية في القطاع، ودعت إلى ابتكار حلولٍ طويلة الأمد مثل مشاريع تقنيات البطاريات وتعزيز الكفاءات التشغيلية.
وقال ميكائيل هواري، رئيس شركة إيرباص الشرق الأوسط وإفريقيا، فإنه من المتوقع أن تدخل 3000 طائرة جديدة حيز التشغيل في المنطقة بحلول عام 2040، وسيحل 40% من هذه الطائرات محل طائرات قيد التشغيل حالياً، ما يعزز التزام المنطقة بالاستدامة كركيزة أساسية لتنمية القطاع.
فيما أشار إدوارد أوبريان، الرئيس التنفيذي لـشركة AviLease، إلى أنه بموجب رؤية المملكة لعام 2030، فإن الشركة تسهم بشكل فاعل ومسؤول في النمو السريع للنظام الإيكولوجي في مجال الطيران في الدولة من خلال الاستثمار والالتزام باتفاقيات مستدامة تدعم تخفيف الأثر البيئي للطيران.
ولفت جون كيلي، رئيس شركة رولز رويس في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، إلى أنه مع تنامي طلب المسافرين على خدمات الطيران المستدامة، يمكن إزالة الكربون من عمليات القطاع باستخدام الوقود النظيف والتقنيات الناشئة الحديثة التي قد تؤدي إلى خفض الانبعاثات بنسبة 50%.
من جانب آخر شهدت القمة توقيع ثلاث اتفاقيات استراتيجية شملت تعاونا بين هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة ومجموعة «إف تي آي» الألمانية لتعزيز الربط الجوي بين ألمانيا والإمارة؛ واتفاقية بين مطار رأس الخيمة وشركة «في بورتس» لإنشاء أول مطار عامودي حديث في رأس الخيمة؛ وتعمل «في بورتس» أيضاً على تأمين مستقبل النقل الجوي المتقدم من خلال اتفاقية أخرى مع «إلكترا. آيرو» و«فالكون للطيران» و«سكاي درايف» لبناء وتشغيل أول مركز موحد للنقل الجوي المتقدم على مستوى العالم في دبي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك