إن العالم يمر بأزمة صعبة وخصوصا في الدول المتقدمة والتي تعاني من شح الطاقة بسبب وقف ضخ إمدادات الطاقة الروسية هذا الذي أدى إلى توقف كثير من المصانع بسبب ارتفاع أسعار الطاقة وعدم توفرها وهذا أدى إلى تسريح كثير من الفنيين والمهندسين والعمال لذا هي فرصة أمام الدول العربية الغنية أن تسحب استثماراتها في بعض الدول الخارجية وتضخ هذه الاستثمارات في استقدام المهندسين والكفاءات في الصناعات الحيوية لكي يتم بناء صناعات متقدمة في الوطن العربي ويستفيد العرب من الخبرات التي أصبحت عاطلة عن العمل بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تفرق المهندسون والعلماء الألمان هنا وهناك وقامت بعض الدول باستقدام بعض هؤلاء العلماء لكي يستفيدوا من خبراتهم والآن أوروبا تعاني من وضع اقتصادي أدى إلى حدوث حالة من الانكماش والبطالة لدى كثير من العلماء والمهندسين وهذه فرصة لكي يتم استقطاب هؤلاء المهندسين والعلماء إلى الوطن العربي الذي يحتاج إلى بناء نهضة صناعية متقدمة.
إن إعادة توجيه الاستثمارات العربية في الخارج ووضع جزء كبير منها في الداخل سوف يحافظ على رأس المال العربي الذي قد يتعرض إلى التجميد من جانب دول تمر بأزمات اقتصادية ولقد رأينا ما حصل للاستثمارات الروسية في الخارج إذ تمت السيطرة عليها ويجري بحث تقديمها لأوكرانيا كتعويضات بعد انتهاء الحرب لإعمار ما دمرته الحرب وهذه قرصنة واضحة من جانب الدول الغربية، تؤكد خطورة الإبقاء على معظم الاستثمارات العربية في دول الغرب.
إن الاستثمارات العربية في الدول الخارجية ضخمة ولهذا مطلوب أن يتم إعادة توظيفها بطريقه سلسة لكي يستفيد منها الشعب العربي ولكي يستفيد العرب من وجود علماء ومهندسين على مستوى متقدم وصولا إلى بناء نهضه صناعية عربية تدفع العرب إلى مقدمة شعوب العالم.
إن العلماء العرب عندما لم يجدوا تربة خصبة في الوطن العربي بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية توجه كثير منهم إلى الخارج وكثير من النهضة في دول العالم الكبرى ساهم فيها علماء عرب وحان الوقت لكي يعود العلماء العرب وبعض العلماء الأجانب إلى الوطن العربي لكي نبني نهضة اقتصادية ضخمة تنقذ مستقبل الأجيال القادمة في بلادنا.
إن الوطن العربي الآن يملك الطاقة ويوفر أجواء الأمن والأمان وقيادات تعمل على النهوض بالشعب العربي وكل هذه العوامل هي الأساس للنهضة وإن المطلوب الآن أن يتم التحرك في اتجاه تحديد الصناعات المستهدفة والتي تعتبر أساسية للوطن العربي ويتم استقدام العلماء والمهندسين الذين يدشنون بناء تلك الصناعات المستهدفة وبذلك يخرج العرب من دائرة الاعتماد على الغير في الصناعات الأساسية بما يعزز فرص قدرة العرب على أن يصبحوا في مقدمة شعوب العالم.
إن الفرصة الآن ميسرة للعرب وتحتاج من العرب إلى توحيد صفوفهم ووضع الخطط التي من خلالها يتم تحقيق ما يصبو إليه الكل العربي، وقد يصادف العرب رفض البعض من العلماء الأجانب القدوم إلى المنطقة العربية وعندها سيكون العلماء العرب هم البديل ولدى العرب علماء في كل مجال بل إن كثيرا من علماء العرب يتفوقون على نظائرهم الأجانب.
إن المرحلة الحالية هي مرحلة تحفز على بناء مشروع للنهضة العربية ومطلوب ألا ينجر العرب إلى أي نزاع مع أي طرف لكي يعم الأمن والأمان الوطن العربي وفي ظل الأمن تنمو الصناعات وتزدهر.
إننا نعرف أن أمريكا والكيان الصهيوني يعملان على عرقلة أي تقدم عربي لأن التقدم العربي يتطلب أن يتحرك القادة العرب تحركا مدروسا وتشكيل هيئة عربية لدراسة ما يحتاجه العرب لكي يبنوا قوة اقتصادية ضخمة يكون العرب من خلالها لهم وزنهم العالمي على المستوى الاقتصادي والعلمي والحضاري.
إن الشعب العربي شعب واحد وهذا يفرض على العرب توحيد صفوفهم في مواجهة أي تحدٍ خارجي لقد رأينا أن شعوب مختلفة اللغة والانتماء والعقيدة ولكن تتحالف وتتحد مع بعضها البعض.
إن الشعب العربي هو من أوائل الشعوب القادرة على بناء اتحاد فيما بينها بما يضع حدا لمحاولات قوي خارجية للعبث في الساحة العربية ولكي نفرض احترامنا على الآخرين.
فلا يعقل أن نكون شعبا عربيا واحدا وللأسف نبقى في حالة من التشتت وعدم التآزر ونحن نملك إمكانيات ضخمة.
إن الدول العربية الآن أمام مفترق طرق إما أن يستفيدوا من هذه الظروف الدولية المستجدة فيصبحوا قوة اقتصادية وعسكرية متقدمة على أحدث ما يمكن تحقيقه، أو أن يفوتوا الفرصة ويتركوا المجال للآخرين يتحكموا بهم، وهناك مؤشرات تدل على أن قادة عرب يتحركون في الاتجاه الصحيح ونأمل أن نرى نتيجة ذلك بصورة مشرفة في السنوات القادمة.
{ كاتب من فلسطين
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك