خيبر اقتصادي: المصارف المركزية والسيولة العالية والقوة الائتمانية توفر الحماية الكافية
أكد الخبير الاقتصادي عارف خليفة ان بنوك دول الخليج ومملكة البحرين امنه، ولن تتأثر بانهيار سيليكون فالي بنك svb وذلك لقوة المصارف المركزية ولان معظم البنوك تملك سيولة عالية جدا ووضعا ائتمانيا كبيرا جدا، ووضعها مطمئن جدا حتى هذه اللحظة وتمر باختبارات قاسية سنويا، لمكافحة مثل هذه الأمور مع توافر قوانين مصرفية للحرص على الوقوع في المشاكل المصرفية، مشيرا الى أنه حتى لو زاد عدد البنوك في المنهارة في الولايات المتحدة الامريكية وسقطت بنوك كبيرة مثل سيتي بنك ستتأثر دول الخليج قليلا جدا، نظرا الى ارتفاع مستوى السيولة المتوقع من النفط ولوجود الأمان المصرفي لقطاع البنوك.
وأضاف: «ربما نشهد تحويلات لأموال كبيرة من أمريكا والخارج الى بنوك دول الخليج، وهو ما سيرفع السيولة في البلاد، مشيرا الى ان بنوك الخليج لم تنهار في 2008، لان هناك احتياطيات كبيرة ومخصصات مالية كبيرة، وربما الأسهم ستتأثر بشكل طفيف جدا نتيجة بعض التعاملات ويعتمد ذلك على عدد البنوك التي ستنهار مطالبا المستثمرين بالتريث في بيع الأسهم حتى تتضح الصورة أكثر.
ويقول خليفة «ان بنك سيليكون فالي قبل انهياره يعتبر هو البنك الأكثر تعاونا مع الشركات الناشئة في سيليكون فالي و تملك أكثر من 50% من الشركات الناشئة في أمريكا حسابات مع البنك، وهو بنك تجاري تجزئة وتقليدي ويحصل على إيداعات وكذلك يقوم بمنح قروض ويستفيد من الفرق الذي يتسلمه من القروض والإيداعات، ولكن مع انخفاض أسعار الفائدة في السنوات الماضية بالإضافة إلى فتح شهية الاستثمار بالشركات الناشئة للحصول على تقييمات عالية جدا استمرت الإيداعات في البنك بالنمو بشكل كبير وارتفعت من 60$ مليارا في 2019 إلى حوالي 190$ في 2022 حتى وصلت الى 250$ مليارا في مطلع 2023، ولكن مع صعوبة منح كثير من تلك المبالغ كقروض لجأ البنك للاستثمار بأدوات دين آمنة ليحصل على عائد، فكان القرار باستثمار 80$ إلى 90$ مليارا في سندات عالية الأمان بعائد يبلغ ما بين 1.5% و 1.67%، وأضاف: «مع ارتفاعات أسعار الفائدة بالفترة الماضية من 0 إلى أقل من 5% بقليل.. بدأت تظهر المشاكل، حيث أصبح يدفع أكثر للمودعين بينما يحصل على مبلغ قليل كعائد. وهكذا خسر المودعون بالإضافة الى انهيار تقييمات الكثير من شركات سيليكون فالي وسحب أموالهم للخارج وتوقف دخول أموال جديدة للبنك.
انهيار بنك سيليكون فالي
وكان بنك سيليكون فالي يعمل كالمعتاد، وفي أقل من 24 ساعة انقلب الوضع كليا. صباح الاربعاء الماضي. وبدأت شرارة الهبوط والكارثة ليفقد سهم (SVB Financial) نحو 60% من قيمته السوقية ولم تقف الخسائر عند هذا الحد، وتواصلت الخسائر ليفقد يوم الجمعة 70%، من قيمته السوقية، وهنا كانت قصة الانهيار قد تعمقت بقوة، وجاء قرار الجهات المنظمة للخدمات المصرفية في كاليفورنيا بوقف التداول في أسهمه وحجز ودائع عملائه، ليتأكد أننا أمام أكبر انهيار مصرفي منذ الأزمة المالية العالمية في 2008، وثاني أكبر انهيار في تاريخ أمريكا.
ويعتبر البنك رقم 16 من حيث الحجم في أمريكا بأصول تبلغ 200 مليار دولار، وله تاريخ طويل من النجاحات بدأت قبل 40 عامًا، حيث يركز على قطاع التكنولوجيا والشركات الناشئة، ولديه فروع في الصين والدنمارك وألمانيا والهند وإسرائيل والسويد. وتضاعفت ودائع البنك أكثر من 4 مرات خلال 4 سنوات من 44 مليار دولار في 2017 إلى 189 مليارا في نهاية 2021، فيما نمت قروضه التي يقدمها للشركات الناشئة من 23 مليار دولار إلى 66 مليارا، ما يعني أن البنك رقم كبير في القطاع المصرفي الأمريكي.
الهلع المصرفي
وبدأت قصة الانهيار باختصار كما جاء في العربية عندما فاجأ البنك المستثمرين بحاجته إلى جمع 2.25 مليار دولار لدعم ميزانيته العمومية، وشعر المودعون بالخوف على أموالهم فقاموا بعمليات سحب مذهلة بقيمة 42 مليار دولار في نهاية يوم الخميس. وفشلت عملية زيادة رأس المال، ومع زيادة الطلب على سحب الودائع كانت مسيرة البنك التي بدأت قبل 40 سنة، قد انتهت خلال 48 ساعة بسبب الهلع المصرفي.
وتجني البنوك أرباحها من الفارق بين سعري الفائدة وما تدفعه على الودائع، وفي حال كان العائد على الإقراض أكبر من المدفوع على الودائع هنا تحدث المشكلة. وقد استثمر البنك بنهاية 2021 نحو 128 مليار دولار، معظمها في سندات الرهن العقاري وسندات الخزانة، وقد جاء في 2022 وبدأت سلسلة رفع الفائدة مع ترسخ التضخم، ما أدى الى انخفاض أسعار السندات ليصبح البنك مكشوفا.
وتعتبر قرارات الفيدرالي الأمريكي أحد أهم أسباب هذه الأزمة، حينما قاد حملة لمواجهة التضخم هي الأكثر عداونية منذ أكثر من 40 عاما، وكان من تداعياتها تعرض الشركات الناشئة لصعوبات دفع رواتب موظفيها أو توفير التمويل اللازم مع ارتفاع كلفة الأموال.
وقد قام العملاء ومن بينهم مستثمرون مخاطرون بخفض ودائعهم من 189 مليار دولار في نهاية عام 2021 إلى 173 مليارا في نهاية عام 2022. واضطر البنك إلى بيع محفظته من السندات السائلة بالكامل بأسعار أقل مما كانت عليه، وتكبد خسائر بلغت نحو 1.8 مليار دولار، ما أدى إلى فجوة حاول البنك مواجهتها بزيادة رأس المال بهدف سد فجوة التمويل، إلا أن مساعيه لم تنجح.
وكذلك دفع تراجع الاكتتابات العامة في «وول ستريت» الشركات الناشئة إلى سحب ودائعها، ما فاقم صعوبة حصول البنك على تمويل من الاكتتابات العامة، وهنا بدأ البنك في بيع السندات بخسارة لطمأنة مودعيه الذين يريدون أموالهم. انتشر الذعر بين المودعين والجميع أراد تأمين نفسه وسحب أمواله وكانت أكبر حلقات الأزمة.
ويواجه في الوقت الراهن الذين بقوا مع بنك سيليكون فالي جدولًا زمنيًا غير مؤكد لاسترداد أموالهم، وخاصة أن 89% من ودائع البنك غير مؤمنة وقيمتها 175 مليار دولار، ولكن تداعيات الأزمة لا تقف عند هذا فقط.
وقد تمتد الأزمة من البنك إلى كل الشركات الناشئة التي لديها تعاملات مع المصرف، على الرغم من أنها لا تواجه مشكلة تتعلق بأعمالها. وهذه الشركات موجودة في العديد من الدول، وغالبيتها ربما تحتاج إلى تدخل حكومي حتى تتخطى الأزمة. كما أن انهيار البنك قد يكون له تداعيات على أجزاء أخرى في القطاع المصرفي الأمريكي، وعالميا سيتأثر كل المودعين من الأفراد والشركات خارج أمريكا ومن المؤكد أنهم لن يحصلوا على كل أموالهم.
كما ان انهيار بنك سيليكون فالي سيكون له تداعيات أكبر بكثير من حجمه، إذ ستمتد آثاره عالميا، وربما تستدعي هذه الحالة دراسة معمقة لمعرفة أسبابها والوقوف عليها بعناية شديدة، لتتجنب إدارات البنوك تكرار هذه الكارثة، حتى لو كانت قرارات الفيدرالي الأمريكي بالربع المتسارع لأسعار الفائدة مسؤولة ولو جزئيا عن هذا الانهيار.
مصير البنك
وقد جاء في وكالة اريبيان بزنس انه سيتقرر خلال الساعات الـ24 القادمة مصير بنك سيليكون فالي SVB ومودعيه وأصوله في محاولة لاحتواء الأضرار التي يمكن أن تنتشر في القطاع المصرفي الأمريكي وتمتد لكامل القطاع المصرفي العالمي، مع بروز مستثمر خليجي من أبو ظبي بحسب بلومبرغ. وافاد تقرير الوكالة، بحسب مصادر مطلعة، أن مجموعة رويال الإماراتية تنظر في شراء أصول البنك Silicon Valley Bank..
أما فرع البنك ذاته في بريطانيا، فقد أشارت صحفية فايننشيال تايمز إلى أن حكومة المملكة المتحدة تحاول المضي قدمًا في عملية الاستحواذ على الفرع البريطاني لبنك وادي السيليكون لاحتواء الأضرار المالية والحد من فرص انتشارها في قطاع التكنولوجيا، وقد أبدى مستثمر من الشرق الأوسط رغبته في ذلك.
بايدن: سيتم طرد مديري «سيليكون فالي» وتحميل المسؤولية لمن أحدثوا الفوضى
طلب الرئيس جو بايدن امس الاثنين في كلمته من الأميركيين أن «يثقوا» في النظام المصرفي «الآمن»، مؤكدا أنه سيفعل «كل ما هو ضروري» للحفاظ عليه بعد انهيار بنك سيليكون فالي (إس في بي). وقال بايدن «لن نتوقف عند هذا الحد» و«سنفعل كل ما هو ضروري» بعدما وضعت السلطات الأميركية البنك المتخصص في تمويل قطاع التكنولوجيا تحت الوصاية وتدخلت بسرعة في ظل إفلاس مصرفين آخرين أصغر حجما.
كذلك أعلن الرئيس الأميركي خلال خطاب قصير من البيت الأبيض اتسم بنبرة حازمة، أنه سيطلب من الكونغرس «تعزيز» القواعد الناظمة للقطاع المصرفي التي سبق وشددت بعد كارثة انهيار مصرف ليمان براذرز العام 2008 قبل أن يخففها الرئيس السابق دونالد ترامب.
وأكد أن دافعي الضرائب لن يتحملوا كلفة تعويض مودعي «إس في بي». وأن الحكومة تضمن أن يستعيد المودعون ما خسروه، لكن «ستأتي الأموال من الرسوم التي تدفعها البنوك لتأمين الودائع». وأعلن بايدن أنه سيتم طرد مديري بنك سيليكون فالي، وذلك بعدما وعد في تغريدة الأحد «بتحميل المسؤولية» للفاعلين الماليين «الذين أحدثوا هذه الفوضى». ويحاول جو بايدن تعزيز أهم أسس الأسواق وهي الثقة التي تمثل الحصن الوحيد ضد تداعيات واسعة النطاق لأزمة بنك سيليكون فالي. ويأتي ذلك بعدما اتخذت السلطات إجراءات في الولايات المتحدة وأوروبا لحماية ودائع المؤسسة التي أفلست ووضعت تحت الوصاية العامة الأحد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك