يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
جلالة الملك.. كلمة للتاريخ
رؤية البحرين الحضارية لعالم أكثر إنسانية وعدلا
الكلمة التي وجهها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الى البرلمانيين في العالم في افتتاح اجتماعات الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي، كلمة تاريخية بحق.
جلالة الملك لم يرد أن تكون الكلمة مجرد كلمة بروتوكولية ترحيبا بضيوف البحرين فحسب، وإنما أرادها رسالة من البحرين إلى العالم.. رسالة تحمل رؤية مملكة البحرين الإنسانية الحضارية لقضايا العالم وهمومه وللمهام الملقاة على عاتق الجميع لبناء عالم أفضل تتطلع إليه البشرية كلها.
ثلاثة محاور كبرى تطرق إليها جلالة الملك في كلمته:
المحور الأول: تجربة البحرين الحضارية الانسانية الديمقراطية الرائدة.
والمحور الثاني: التحديات التي يواجهها العالم اليوم والمهام الملقاة على عاتق الكل لبناء العالم الذي نريد.
والمحور الثالث: المسؤوليات الخاصة الملقاة على عاتق البرلمانيين في العالم بوجه خاص.
اما عن تجربة البحرين، فقد تحدث جلالة الملك بكل الحب والفخر والاعتزاز عن البحرين ونهجها وتجربتها الحضارية الديمقراطية.
بكلمات جميلة معبرة تحدث جلالته عن «مملكة البحرين بلد المحبة والتسامح وملتقى التآلف والتعايش الديني والثقافي والحضاري».
جلالة الملك تحدث عن نهج البحرين الحضاري القائم على التعايش وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان والتنوع الثقافي والديني كثوابت أساسية منذ الإجماع الوطني على إقرار ميثاق العمل الوطني، وترسيخ دولة القانون والمؤسسات الدستورية.
وتحدث جلالة الملك عن تجربة البحرين البرلمانية الديمقراطية الناجحة التي عبرت عن إرادة المواطنين، وعن التعاون البناء والشراكة الفاعلة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وكيف عززت من احترام حقوق الإنسان وحرياته السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وجلالة الملك أكد العزم على مواصلة إنجازاتنا الديمقراطية والحقوقية، والتمسك بالسلام كخيار استراتيجي وضرورة حتمية لتحقيق الأمن والازدهار والتنمية الشاملة وحماية الحقوق والحريات، وفق ثوابت وقيم دينية وتاريخية متوارثة، ومبادئ دستورية راسخة، وتشريعات وسياسات مستدامة تجسدت في «إعلان مملكة البحرين».
بهذا الشكل الموجز البليغ قدم جلالة الملك إلى برلمانيي العالم صورة البحرين الحضارية الإنسانية ودعاهم إلى أن يستغلوا فرصة وجودهم في البحرين كي يطلعوا من كثب على حقيقة التطور الحضاري في بلادنا وما نشهده من منجزات تنموية وحضارية، وتعايش ديني وثقافي.
اما عن التحديات التي يواجهها العالم والمطلوب عمله للتعامل معها، فقد حدد جلالة الملك هذه التحديات بشكل ملخص دقيق في ان العالم يواجه «ظروفا استثنائية يشهد فيها موجات من الكراهية والعداوة والحروب والكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات، والأزمات المتعلقة بالتغيرات المناخية والأمن المائي والغذائي، وتفاقم مخاطر التطرف والإرهاب، وغيرها من التحديات التي تمس حاضر البشرية، وتهدد مستقبل الأجيال المقبلة».
في مواجهة هذه التحديات هناك هدف استراتيجي عام حدده جلالة الملك يجب ان يسعى الجميع الى تحقيقه هو «بناء نظام سياسي وأمني واقتصادي عالمي أكثر عدالة وإنصافاً وتضامناً».
من اجل تحقيق هذا الهدف طرح جلالة الملك في كلمته ضرورة العمل على جبهات عدة في مقدمتها باختصار:
1 - ترسيخ العدالة وسيادة وحماية حقوق الإنسان وحرياته وكرامته وفق تشريعات عصرية تتوافق مع المواثيق الحقوقية الدولية.
2 - تبني سياسات خارجية تحترم سيادة الدولة وخصوصياتها الثقافية والحضارية، ووحدتها وسلامة أراضيها، دون وصاية أو تدخلات خارجية.
3 – تجديد الدعوة التي سبق ان أطلقها جلالة الملك الى المجتمع الدولي بإقرار اتفاقية دولية لتجريم خطابات الكراهية الدينية والطائفية والعنصرية بجميع صورها، ومنع إساءة استغلال الحريات والمنصات الإعلامية والرقمية في ازدراء الأديان أو التحريض على التعصب والتطرف والإرهاب.
4 - تشجيع العمل الإنساني الدولي في مساعدة الدول الأقل نمواً وإغاثة ملايين المنكوبين من اللاجئين والنازحين وضحايا الحروب والكوارث.
اما عن دور البرلمانيين في العالم فقد دعا جلالة الملك برلمانات العالم الى ان يعبروا عن إرادة الشعوب في تبني هذه المهام وترجمتها في شكل تشريعات وقوانين. وأكد جلالته أهمية دور الدبلوماسية البرلمانية تحت مظلة الاتحاد البرلماني الدولي في التوعية بالقضايا والتحديات الراهنة من خلال تشجيع التعاون وتبادل الخبرات بين البرلمانات الوطنية وتعزيز دورها الرقابي والتنموي في حث الحكومات على وضع وتنفيذ تدابير وإجراءات أكثر فاعلية وحرصا على أمن الإنسانية ورخائها.
كما نرى، كلمة جلالة الملك للبرلمانيين في العالم هي كلمة للتاريخ.
جلالة الملك وضع خارطة طريق واضحة المعالم لعالم اكثر إنسانية وأكثر عدلا وإنصافا.. عالم يحافظ على كرامة الانسان وكرامة الدول والشعوب.
جلالة الملك لم يتحدث باسم مملكة البحرين وحسب، بل عبر عن ضمير البشرية كلها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك