حضور مؤثر للبحرين في مسار جهود تحقيق التوازن بين الجنسين
أكد جمال محمد فخرو النائب الأول لرئيس مجلس الشورى نائب رئيس وفد الشعبة البرلمانية المشارك في اجتماعات الجمعية الـ 146 للاتحاد البرلماني الدولي، أن لمملكة البحرين حضورا مؤثرا في مسار الجهود الرامية لتحقيق المساواة بين الجنسين، عبر مواد دستورية وتشريعية، وإجراءات تنفيذية، إيماناً بدور المرأة في مسار البناء والتطوير، حيث يمثلُ ذلك ركناً أساساً لنهج رسمه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، لكل مؤسسات الدولة، وضمن خطط واضحة، واستراتيجيات دقيقة، وأطر زمنية، ساهمت من مطلع الألفية الحالية حتى الآن في انتقالِ المرأة من مرحلة النهوض إلى مرحلة التقدم.
جاء ذلك ضمن كلمة فخرو التي ألقاها في افتتاح أعمال منتدى النساء البرلمانيات، أمس (السبت) نيابة عن أحمد بن سلمان المسلم رئيس مجلس النواب رئيس اللجنة التنفيذية للشعبة البرلمانية، حيث افتتح دوارتي باتشيكو رئيس الاتحاد البرلماني الدولي أعمال المنتدى، بحضور الوفود البرلمانية المشاركة في اجتماع الجمعية الـ 146 للاتحاد البرلماني الدولي، ومن بينها وفد الشعبة البرلمانية لمملكة البحرين.
ورحب فخرو بالمشاركين ضمن هذا المنتدى، والذي يقفُ على واحدة من أهم القضايا المرتبطة بالمساواة بين الجنسين، والدور القيادي للمرأة في المجتمعات، لافتًا إلى أن المساواة بين الجنسين تُعد ركيزة أساسية للتنمية المستدامة والسلام والديمقراطية، وأن ثمةَ فرصا مؤاتية من خلال هذا الاجتماع تحت مظلة الاتحاد البرلماني الدولي للخروج برؤى موحدة تخدم التوجهات المشتركة في هذا الإطار.
ولفت جمال فخرو إلى ما حققته مملكة البحرين من مكانة رائدة في المؤشرات الدولية لقياس تقدم المرأة، وكان ذلك تتويجاً لجهودٍ قادتها صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة.
كما أشار فخرو إلى أن آخر مؤشرات العمل الوطني في مملكة البحرين ضمن اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة «السيداو»، أوضحت تحقيق المملكة نسبة متقدمة في تنفيذ الأجندة الدولية، في ظل ما قامت به من مبادرات متطورة وبرامج نوعية، كتفعيل نظام شامل «لحوكمة تطبيقات تكافؤ الفرص والتوازن بين الجنسين»، واعتماد منهجية الموازنات المستجيبة لضمان إدماج احتياجات المرأة عند إعداد وتنفيذ الميزانية العامة، وإعداد مؤشر وطني لقياس الفجوة بين الجنسين، ومرصد وطني «رقمي» لمؤشرات التوازن بين الجنسين.
وأعرب فخرو عن الفخر بالمشاركة الحيوية للمرأة البحرينية في المسيرة التنموية، وإسهاماتها المتميزة وحضورها الفاعل، وحملها المسؤوليات بكفاءة عالية في كل المواقع والمناصب القيادية، حيث تسجل المرأة البحرينية حضوراً لافتاً في الحياة السياسية، أفضى لأن يمثلنَّ اليوم 20% من إجمالي أعضاء مجلس النواب، فيما ارتفع التمثيل العددي للمرأة في مجلس الشورى ليصل إلى 25 %، وهو ما يؤكد مستوى شراكة المرأة البحرينية في العمل السياسي، ودورها في مسار التطور الديمقراطي.
وفي هذا السياق، عبر فخرو عن بالغ الفخر لتمثيل السيدة هالة رمزي فايز عضو مجلس الشورى بمملكة البحرين، في قيادة مكتب ومنتدى النساء البرلمانيات، بما يعكس دور المرأة البرلمانية البحرينية في القيام بأدوار مؤثرة في إطار العمل الدولي متعدد الأطراف، وما تحظى به من ثقة ومكانة وتقدير.
من جانبها ترأست هالة رمزي فايز عضو مجلس الشورى النائب الأول لرئيسة مكتب النساء البرلمانيات بالاتحاد البرلماني الدولي، وفي كلمة لها خلال انطلاق المنتدى، أكدت رمزي أن مملكة البحرين تفخر بما تحقق للمرأة البحرينية من مكتسبات وحقوق في شتى المجالات لا سيما السياسية منها، في ظل التوجيهات السديدة والرؤية الثاقبة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، ومن خلال الجهود الرفيعة والمتواصلة التي تبذلها الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، والمتابعة الحثيثة لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة ملك مملكة البحرين رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، مما انعكس على انجازات المرأة البحرينية، ابتداءً بمستوى شراكة المرأة في العمل السياسي و دورها في مسار التطور الديمقراطي في المملكة في كل المجالات وعلى مختلف الأصعدة، ذلك في ظل الدعم الكامل الذي تقدمه السلطة التشريعية في مملكة البحرين لكل ما من شأنه تحقيق التقدم والازدهار للمرأة البحرينية.
وتطرقت رمزي إلى أهمية دعم الأهداف التي ترمي إليها الدورة الخامسة والثلاثون لمنتدى النساء البرلمانيات، مؤكدةً أن هذه المنتديات البرلمانية النسائية متعددة الأطراف تسهم في تعزيز دور الدبلوماسية البرلمانية الدولية، وتقريب وجهات النظر وتهيئة مساقات التضامن والتعاون أمام الدبلوماسية الرسمية.
وقالت رمزي إن إشراك المرأة في كل الاستراتيجيات والخطط المعدة لمجابهة الأزمات والتحديات العالمية مطلبٌ حيويٌ ينبغي لكل البرلمانات السعي الدؤوب لتحفيز المناخات الملائمة لتحقيقه، والعمل على دفع كل الأطراف لتبنيه في إطار المنظومة الدولية، وخصوصًا مع تلك الأزمات والتحديات التي تؤثر بصفة متباينة في النوع الجندري، حيث تعتبر النساء الحلقة الأضعف في حالات الأزمات والصراعات والحروب.
وفي السياق ذاته جددت رمزي في كلمتها تأكيدَ أهمية تعزيز مكانة المرأة في كل الميادين، لا سيما الاقتصادية منها من خلال برامج الإدماج في سوق العمل وقطاع الأعمال، وإيلاء اهتمام خاص بعملها خصوصًا في المناطق المهمشة والفقيرة.
وأشارت إلى أن تمكين المرأة اقتصاديًا يعد شرطًا أساسيًا لتمكينها سياسيًا، إلى جانب تعزيز قدرتها على التصدي لمحاولات الاستغلال لغايات متطرفة ومضللة.
وفيما يتعلق بالتوازن بين الجنسين ذكرت رمزي أنه ورغم التقدم الذي تم إحرازه في مسيرة المساواة بين الجنسين، إلا أن هناك حاجة ملحة إلى اتخاذ مزيد من الخطوات لتقليص الفجوة بين الجنسين، وزيادة مشاركة المرأة وتمثيلها وتمكينها على جميع المستويات. ودعت رمزي إلى تفعيل دور المنتدى كمنصة لتبادل الآراء ونقل التجارب والخبرات بين البرلمانيين والبرلمانيات، بما يعزز دور المرأة في عملية صنع القرار، والعمل على إدماج احتياجات المرأة في كل الاستراتيجيات والخطط المعدة لمجابهة الأزمات وانعدام الأمن وفق منظور جندري، وكذلك القيام بتعزيز الحضور النسائي في التصدي للأزمات والصراعات.
وأكدت كريمة محمد العباسي، أمين عام مجلس الشورى، أن احتضان مملكة البحرين أعمال الجمعية 146 للاتحاد البرلماني الدولي كثالث دولة عربية منذ تأسيس البرلمان الدولي في عام 1889، يُعد ثمرة للدعم والمساندة التي تحظى بها السلطة التشريعية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وأبرزت للعالم المستوى المتقدم للممارسة الديمقراطية التي تشهدها المملكة، وما حققته من منجزات متنوعة في مجال العمل البرلماني طوال عقدين زاهرين، موضحةً أن انعقاد هذا التجمع البرلماني العالمي الكبير في البحرين يعد حافزًا نوعيًا لمزيد من التطور في منظومة العمل التشريعي وطنيًا، وإسهاماتها في عملية البناء والتطوير إلى جانب السلطة التنفيذية.
جاء ذلك على هامش مشاركة كريمة محمد العباسي أمين عام مجلس الشورى في منتدى النساء البرلمانيات ضمن اجتماعات الجمعية 146 للاتحاد البرلماني الدولي المنعقدة خلال الفترة من 11 إلى 15 مارس الجاري بالمنامة.
وأشارت العباسي إلى أن منتدى النساء البرلمانيات يعد فرصة لتبادل الخبرات والتجارب، والتعرف على التحديات الراهنة لممارسة المرأة للعمل البرلماني، والتطلعات المطروحة للنهوض بدورها بشكل أكثر فاعلية وإيجابية، ولتكون مساهمًا ومساندًا رئيسيًا في عملية البناء والتطوير في الدول، موضحةً أن وجود الوفود البرلمانية من مختلف دول العالم في البحرين يعد فرصة لإبراز تقدم الحياة الديمقراطية والبرلمانية والحقوقية التي تنعم بها المملكة.
ونوهت العباسي إلى المسؤوليات الوطنية الكبيرة التي أصبحت تضطلع بها المرأة البحرينية وخصوصًا فيما يتعلق بمشاركتها الواسعة في العمل البرلماني من خلال عضويتها في مجلسي الشورى والنواب، وتمثيلها مملكة البحرين بكل ضلاعة وتميّز في المحافل الدولية الحقوقية والبرلمانية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك