أظهر استطلاع جديد شمل أكثر من 500 من كبار قادة أعمال تقنية المعلومات أن الغالبية (67%) تحرص على منح الأولوية في أعمالهم لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي خلال الأشهر الثمانية عشر المقبلة، في حين اعتبر قرابة ثلث المشاركين (33%) أنها تحتل المرتبة الأولى على رأس قائمة هذه الأولويات.
وعلى الرغم من وجود هذا الاهتمام الملموس، فإن معظم قادة تقنية المعلومات لا يخفون مخاوفهم التقنية والأخلاقية من التقنية، وهو ما يتوقّع أن يؤثر في مستويات اعتمادها في السنوات المقبلة.
كما تُظهر البيانات الصادرة عن الدراسة التي قامت بها سيلزفورس حجم الفرص المتاحة أمام الذكاء الاصطناعي التوليدي، كما تسلّط الضوء على ما قد يحتاجه قادة تقنية المعلومات لضمان جاهزية البنية التحتية التي يمتلكونها، واستراتيجيتهم للبيانات، والضوابط الأمنية الأخلاقية، إضافة إلى مهارات الموظفين المطلوبة للاستفادة من الفرص المتاحة أمامهم.
العديد من كبار قادة تقنية المعلومات يعتبرون الذكاء الاصطناعي التوليدي «عاملا لتغيير قواعد اللعبة» وأداة لخدمة أفضل للعملاء
يعتقد غالبية كبار قادة تقنية المعلومات (57%) أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمثّل عاملا لتغيير قواعد اللعبة. كما يعتقدون أن الفرص تبدو سانحة أمام هذه التقنية لتساعدهم في تقديم خدمات أفضل لعملائهم، والاستفادة من البيانات، تشغيل عملياتهم بكفاءة أكبر. كما تتردد الأصداء ذاتها حتى بين أوساط المشكّكين – فوفقا للدراسة التي قامت بها سيلزفورس، فإن قرابة 80% من أولئك الذين يعتبرون أن هنالك «مبالغة» حول هذه التقنية يتفقون مع القول إن الذكاء الاصطناعي التوليدي سوف يساعدهم في تحسين مستويات الخدمة التي يقدمونها لعملائهم.
المخاوف التشغيلية والأخلاقية تثير مزيدا من الشكوك
أشار قرابة 33% من المشاركين في الدراسة التي أعدتها سيلزفورس إلى أن الحديث عن تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي «مبالغ فيه»، لا سيما في ظل المخاوف من التحديات التي يمكن أن تتجلى في المخاطر الأمنية المحتملة (79%) والتحيّز المسبق (73%).
كما أن هذه المخاوف لا تقتصر على أولئك الذين يعتقدون بالحديث المبالغ فيه عن التقنية، فغالبية القادة التقنيين البالغ عددهم قرابة 515 مسؤولا شملهم الاستبانة يبدون قلقهم أيضا من قضايا تتعلق بالتبعات الأخلاقية المحتملة لتطبيق الذكاء الاصطناعي التوليدي. إذ يعتقد ستة من بين كل عشرة مشاركين (59%) أن مُخرجات الذكاء الاصطناعي التوليدي غير دقيق، كما أن ثلثيهم (63%) يجمعون على وجود درجة من التحيّز في مُخرجات الذكاء الاصطناعي التوليدي (مثل المعلومات المضلّلة وخطاب الكراهية). كذلك، فإن قرابة 71% يتفقون عل أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سوف يسهم في تكريس بصمتهم الكربونية وزيادة استهلاك تقنية المعلومات للطاقة.
المخاطر الأمنية، والتكامل، وعُزلة البيانات أبرز عوائق تطبيق الذكاء الاصطناعي التوليدي
لا تبدو الشركات التجارية جاهزة بعد لتطبيق ناجح، فقرابة 65% من كبار قادة تقنية المعلومات لا يزالون غير قادرين على تبرير تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في الوقت الحالي. كما أشار قادة تقنية المعلومات الذين شملتهم الاستبانة إلى عدد من العوائق التي تحول دون استخدامهم الذكاء الاصطناعي التوليدي ضمن مؤسساتهم بنجاح، لا سيما العوائق الأمنية التي لا تزال تحتل المكانة الأبرز بين التحديات التي تواجه أولئك الذين يستخدمون التقنية حاليا.
وبسبب هذه العوائق، فإن جميع المشاركين في الاستبانة تقريبا (99%) يعتقدون أنه يتوجب على شركاتهم اتخاذ التدابير لتمكين أنفسهم من الاستفادة من هذه التقنية بنجاح.
التعاون لمعالجة المخاوف الأخلاقية والتقنية للذكاء الاصطناعي التوليدي
لا خلاف على ضرورة أن تحكم الأخلاق استخدامات الذكاء الاصطناعي التوليدي. وعلى الرغم من إبدائهم تخوّفاتهم الأخلاقية والأمنية، فإن قادة تقنية المعلومات لا يبدون واثقين بعد من كيفية توظيف الأخلاقيات في موضع التنفيذ – إذ يعتقد ثلث الشركات (30%) أنه يتوجب عليهم امتلاك قواعد وإرشادات أخلاقية للاستخدام كي تتمكن من تطبيق الذكاء الاصطناعي التوليدي بنجاح في أعمالها.
وتتحمل الشركات مسؤولية العمل المشترك فيما بينها ومشاركة المعرفة قبل أن يغدو الذكاء الاصطناعي التوليدي حقيقة واقعة على صعيد المؤسسات. كما ينظر قادة تقنية المعلومات إلى المشاركة بكونها أداة مفتاحية لضمان النجاح في توظيف التقنية وتشغيلها بطريقة أخلاقية.
·غالبية (81%) كبار قادة تقنية المعلومات يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يجب أن يجمع ما بين مصادر البيانات الخاصة والعامة
·معظم (82%) كبار قادة تقنية المعلومات يظنّون أنه يتوجب على الشركات أن تتعاون فيما بينها لتحسين وظائف الذكاء الاصطناعي التوليدي
·ما يزيد على 8 من بين كل 10 (83%) من كبار قادة تقنية المعلومات يجمعون على ضرورة أن تعمل الشركات معا لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل أخلاقي
وقالت كلارا شيه، الرئيس التنفيذي لسحابة الخدمات لدى «سيلزفورس»: «تمثّل تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي نقطة تحوّل في كيفية قيام المؤسسات من مختلف الصناعات بتحليل البيانات، وأتمتة العمليات، وتمكين الفرق المختصة في المبيعات، والخدمات، والتسويق، والتجارة من تعزيز العلاقة مع العملاء – إلا أنها تبقى مصحوبة ببعض التحديات والمخاطر الجديدة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك