بكين – الوكالات: فاز شي جينبينغ امس بولاية ثالثة غير مسبوقة رئيسا للصين إثر عملية تصويت في البرلمان، ليوطد موقعه كأقوى زعيم لهذا البلد منذ أجيال.
وصوت البرلمان الصيني المؤلف من قرابة ثلاثة آلاف عضو بالإجماع في قاعة الشعب الكبرى بالعاصمة بكين على انتخاب شي (69 عاما).
وسبق أن تم التمديد لشي (69 عاما) في أكتوبر مدّة خمس سنوات على رأس الحزب الشيوعي الصيني واللجنة العسكريّة، وهما المنصبان الأهمّ في سلّم السلطة في البلاد. ومنحه النواب ولاية رئاسية جديدة لخمس سنوات أيضا.
وأدى الرئيس اليمين على نسخة من الدستور معلنا «أقسم أن أكون... مخلصا للوطن والشعب... وأن أعمل جاهدا لبناء بلد اشتراكي معاصر كبير يكون مزدهرا وقويا وديمقراطيا».
وتكلل إعادة انتخاب شي أمس مسارا سياسيا شهد صعوده من مسؤول سياسي غير معروف من الجمهور إلى الزعيم الصيني الأكثر نفوذا منذ عقود.
غير أن الكاتب والصحفي السويسري أدريان جيج الذي كتب سيرة لشي جينبينغ، اعتبر أن الإثراء الشخصي ليس حافزه الأول.
وقال «لديه حقا رؤية للصين، يريد أن تصبح الصين أقوى بلد في العالم».
ويواجه ثاني أكبر اقتصاد في العالم تحديات للتعافي من قيود صارمة فرضت لثلاث سنوات لمكافحة كوفيد- 19 وضعف الثقة لدى المستهلكين والشركات وتراجع الطلب العالمي على الصادرات الصينية.
وسجل الاقتصاد الصيني نموا ثلاثة بالمائة فقط العام الماضي وهو ما يعد واحدا من بين أسوأ المعدلات التي يحققها منذ عقود وحددت بكين هدفا متواضعا للنمو هذا العام عند نحو خمسة بالمائة فقط.
وعلى الساحة الدولية، فإن العلاقات مع الولايات المتحدة في أدنى مستوياتها وسط خلافات حول مواضيع كثيرة، من تايوان إلى معاملة المسلمين الأويغور، مرورا بالخصومة في المجال التكنولوجي.
وندد الرئيس الأسبوع الماضي بحملة غربية تقودها الولايات المتحدة وتهدف إلى «احتواء وتطويق وقمع» الصين.
وقال ستيف تسانغ من معهد الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن «سنرى الصين أكثر ثقة بنفسها على الساحة الدولية، تؤكد خطابها بمزيد من الحزم» وفي الوقت نفسه تسعى «للحد من اعتمادها على باقي العالم».
وسارع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تعتبر بلاده شريكا اقتصاديا ودبلوماسيا وثيقا للصين، إلى توجيه «تهانيه الصادقة» إلى شي جينبينغ. وقال في رسالة نشرها الكرملين إن «روسيا تقدر بشكل كبير مساهمتكم الشخصية في تعزيز العلاقات بين بلدينا».
خلال التصويت أمس تجاذب شي أطراف الحديث مع رئيس الوزراء المنتظر لي تشيانغ ومن المقرر تأكيد تعيينه في ثاني أكبر منصب في البلاد اليوم وهو المنصب الذي يجعل المسؤول السابق للحزب في شنغهاي وحليف شي المقرب مسؤولا عن ادارة الاقتصاد.
كما سيتم انتخاب أو تعيين مسؤولين اخرين وافق عليهم شي في مناصب حكومية رئيسية خلال بداية هذا الأسبوع مثل نواب رئيس الوزراء ورئيس بنك الشعب الصيني والعديد من الوزراء والمسؤولين الآخرين.
وستختتم الدورة البرلمانية السنوية وهي الأولى منذ أن أنهت الصين سياسة صفر كوفيد الصارمة يوم الاثنين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك