الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
يوم المكتبة العربي.. (شُكرن)..!!
بالأمس الموافق العاشر من شهر مارس، كان هو اليوم المخصص سنويا للاحتفال بيوم المكتبة العربي، والذي تم اعتماده من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألسكو).. وهو يوم مر مرور الكرام، عربيا وخليجيا، بسبب تراجع دور المكتبة عموما، وعدم اهتمام القائمين على المكتبة بالتطور التكنولوجي الحاصل في العالم اليوم.
هل تعلم عزيزي القارئ أنه يوجد في اللغة العربية حوالي 12302912 كلمة كاملة ومن دون تكرار.. وعلى الرغم مما تمتاز به اللغة العربية من محاسن وجمال، إلا أن العديد من الناشئة والشباب، وخاصة في المدارس الخليجية، الحكومية والخاصة، لديهم فقر كبير في اللغة العربية، تحدثا وكتابة...!!
لو طلبنا من مؤسسات العمل والتوظيف أن تعرض أوراق الإجابات عن الأسئلة عند التقدم للتوظيف للمقبلين على العمل، أو حتى أوراق ومراسلات الموظفين القدامى ومن هم على رأس العمل، لوجدنا الغرائب والطرائف وحتى المصائب في الكتابة والتعبير..!!
ليست هي مسؤولية وزارة التربية والتعليم وحدها، هناك جهات عديدة ومسؤولية مجتمعية لا بد من الاهتمام بدورها، وهناك وسائل ومنصات وأدوات حديثة، يقضي فيها الناشئة والشباب أوقاتا أكثر من أي أمر آخر.
حصص القراءة والكتابة والتعبير والخط، التي غابت عن المناهج وحتى عن أنشطة مؤسسات المجتمع، أسهمت في تفاقم الظاهرة وتعقدها، في ظل اعتماد المدارس والمؤسسات على التحول الإلكتروني والرقمي والتكنولوجي، وأصبح موضوع القراءة والكتابة والخط يواجه الخطر ويصارع الاندثار.
في تقرير إعلامي صادم، وهو منشور على المواقع الإعلامية وننقل بعض ما جاء فيه، كشف «مؤشر القراءة العربي الصادر بالتعاون مع الأمم المتحدة» عن واقع القراءة في العالم العربي، إلى أن العربي لا يقرأ سوى عدة سويعات سنويا.
وكشف استطلاع للرأي أجرته «ياهو» للأبحاث، أن ربع سكان العالم العربي، نادرا ما يقرؤون كتبا، ويحتل الكتاب في غوغل المرتبة الـ153 من بين الاهتمامات العربية، وتعتبر كتب التنجيم هي ثاني أكثر الكتب قراءة في الوطن العربي.
ووفقا لدراسات التنمية الصادرة عن مؤسسة الفكر العربي في القاهرة، فإن معدل القراءة في العالم العربي لا يتجاوز 4 بالمئة من معدل القراءة في إنجلترا على سبيل المثال.. وأما الفاجعة أن كل ما تطبعه دور النشر العربية مجتمعة «سنويا» لا يعادل سوى أقل من نصف ما تطبعه دولة أخرى في منطقة الشرق الأوسط في الفترة نفسها.
لن يتم معالجة المشكلة إلا عبر الاهتمام الأكبر باللغة والكتابة.. وبعد أن تنتقل صياغة كلمة «شكرا» لدى الشباب العربي من كلمة «شكرن» بالنون، إلى كلمة «شكرا» بالتنوين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك