خاطرة
عبدالرحمن فلاح
هدية اليسر!
من هدايا رمضان، ومن عطاياه العظيمة أنه دين اليسر، ورفع الحرج رغم ما فيه من عزائم إلا أن اليسر سمة من سماته، ومظهر من مظاهره، تفضل الحق سبحانه وتعالى على عباده فيه بالتخفيف، ورفع الحرج عن الصائمين، يقول تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أُخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) البقرة / .
إذًا، فاليسر إرادة إلهية، والله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه، فعن عكرمة مولى ابن عباس (رضي الله عنه) قال: «إن الله يحب أن تقبل رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه» الحديث إسناده رجاله ثقات.
إنه اليسر هدية رمضان، فمن صام رمضان وقامه فسوف ينال من عطاياه الشيء الكثير لأنه شهر العطايا والهدايا، يفتح فيه الحق سبحانه وتعالى أبواب الخير كله، يشرح الله تعالى قلوب العباد للإقبال على طاعته، ويجد الصائمون فيه حلاوة العبادة والتقرب إلى الله تعالى.
شهر يتجلى الله تعالى فيه على عباده بنعمه الكثيرة، ومنحه العظيمة، يرفع فيه الحرج عن أصحاب الأعذار، فمن كان مريضًا أو مسافرًا وجب عليه أن يأخذ بالرخص التي تفضل الله تعالى بها عليه، وهذه الرخص من عطايا رمضان وهداياه يقدمها للصائمين كل عام حيث ينتظرها المسلمون الصائمون في شوق ولهفة.. فيها تشفى الأبدان من الأسقام، وتطمئن القلوب إلى ذكر الرحمن، وفيه يتدارس المسلمون القرآن، ويتدبرون آياته وسوره.
في رمضان يستعيد المسلم إرادته في مغالبة الشيطان، ويكتشف أن لديه قدرة على الصبر عما يحب ويشتهي، وكان قبل رمضان يظن أنه ضعيف الإرادة، فإذا هو يتبين له أن رمضان هو شهر تفجر الطاقات الكامنة فيه وكان يظن أنها خامدة فيه، وأنها لا حياة فيها.
رمضان شهر تتضاعف فيه الحسنات، وتضعف فيه وسوسة الشيطان لأنه لا سلطان له على ابن آدم وكان الناس يظنون غير ذلك حتى تبين لهم العكس حين أعلن الشيطان ذلك، قال تعالى: (وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم) إبراهيم / .
ذلكم هو رمضان.. وهذه بعض هداياه، فافرحوا أيها المسلمون بأعظم المنح والعطايا واستبشروا خيرًا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك