موسكو – الوكالات: أعلنت مجموعة فاجنر المسلحة الروسية أمس سيطرتها على الجزء الشرقي من مدينة باخموت التي تشهد معارك طاحنة منذ أشهر فيما اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن سقوطها سيجعل «الطريق مفتوحا» أمام الجيش الروسي للتقدم في شرق أوكرانيا.
وأكد قائد مجموعة فاجنر يفغيني بريغوجين أمس في رسالة صوتية نشرها مكتبه الإعلامي إن «وحدات فاجنر سيطرت على الجزء الشرقي بأكمله من باخموت، كل ما يقع شرق نهر باخموتكا».
من جهته أكد الرئيس الأوكراني في مقابلة مع محطة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية أن قواته مصممة على الاحتفاظ بالمدينة. وأوضح «عقدت أمس اجتماعاً مع رئيس الأركان وكبار القادة العسكريين وجميعهم قالوا إنّه يجب أن نظلّ أقوياء في باخموت».
وأضاف: «بالطبع، علينا أن نفكّر بأرواح جنودنا. لكن علينا أن نفعل كلّ ما في وسعنا في الوقت الذي نتلقّى فيه أسلحة وإمدادات وجيشنا يستعدّ للهجوم المضادّ».
وتابع: «نحن ندرك أنّه بعد باخموت، يمكنهم الذهاب إلى ما بعدها. يمكنهم الذهاب إلى كراماتورسك، يمكنهم الذهاب إلى سلوفيانسك، الطريق سيكون مفتوحاً أمام الروس إلى مدن أخرى في أوكرانيا».
رغم دفاع الأوكرانيين المستميت عن المدينة، وعدت روسيا بأن تقاتل حتى الاستيلاء على باخموت معتبرة إياها أساسية في عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قال الثلاثاء: إن باخموت «تشكل عقدة مهمة لخطوط الدفاع للجنود الأوكرانيين في دونباس» مضيفا خلال اجتماع أن «السيطرة عليها ستسمح بشن هجمات جديدة في العمق».
كان زيلينسكي قد دحض الثلاثاء التكهنات حول انسحاب تكتيكي وأمر بارسال تعزيزات إلى هذه المدينة التي لحق بهاد مار شبه كامل، رغم التقدم الروسي الأخير واحتمال أن تطوق.
وتشهد المدينة المعركة الأطول والأكثر فتكا منذ بدء النزاع في أوكرانيا في فبراير 2022. والأهمية الاستراتيجية لباخموت موضع جدل، لكن المدينة اكتسبت أهمية رمزية وتكتيكية نظرا للخسائر الفادحة التي تكبدها الجانبان. من جانبه، حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج أمس من أن مدينة باخموت قد تسقط «في الأيام المقبلة». وقال ستولتنبرج على هامش اجتماع لوزراء الدفاع الأوروبيين في ستوكهولم «لا يمكننا استبعاد احتمال سقوط باخموت في الأيام المقبلة».
وقال ستولتنبرج للصحفيين: «إن ذلك لا يعكس بالضرورة أي نقطة تحول في الحرب... لكنه يشير إلى أننا يجب ألا نقلل من شأن روسيا. ينبغي أن نواصل دعم أوكرانيا».
على صعيد آخر اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أمس أن من «بالغ الأهمية» تمديد اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية المبرم مع روسيا والحيوي لإمدادات الغذاء العالمية الذي تنتهي مدته في 18 مارس.
وقال أنطونيو جوتيريش خلال زيارة لكييف: «أود تأكيد الأهمية البالغة لتمديد مبادرة حبوب البحر الأسود في 18 مارس والعمل على تهيئة الظروف لإتاحة استخدام منشآت التصدير الأساسية عبر البحر الأسود على أفضل وجه ممكن».
وبحسب جوتيريش، أتاح الاتفاق تصدير 23 مليون طن من الحبوب الأوكرانية التي كانت حتى ذلك الحين عالقة في الموانئ بسبب النزاع.
وأوضح: «ساهم الاتفاق في خفض الكلفة العالمية للغذاء ووفّر مساعدة حيوية للسكان الذين يدفعون أيضا ثمنا باهظا في هذه الحرب خصوصا في البلدان النامية».
وذكّر جوتيريش بأن الحبوب والأسمدة الأوكرانية، وكذلك الروسية، «ضرورية للأمن الغذائي العالمي وأسعار المواد الغذائية» في ظل انتشار التضخم في العديد من البلدان.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك