القاهرة – (أ ف ب): قتل أربعة أشخاص وجرح 23 آخرون في حصيلة نهائية لحادث قطار قليوب في دلتا النيل شمال القاهرة الذي وقع مساء الثلاثاء على ما أعلنت وزارة الصحة المصرية أمس الاربعاء. وكانت الحصيلة الرسمية السابقة قد أشارت إلى سقوط قتيلين و16 جريحا. وأفاد بيان صادر عن الوزارة نشر على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك بأن «الحصر النهائي لحادث قطار قليوب أسفر عن وفاة 4 مواطنين، وإصابة 23».
وأشار إلى «خروج 11 مصابا بعد تلقيهم الخدمة الطبية، واستقرار حالتهم الصحية». وكان بيان للهيئة القومية لسكك حديد مصر قد أفاد مساء الثلاثاء بأنه أثناء دخول قطار الركاب إلى محطة قليوب بالقليوبية «تجاوز السائق السيمافور (إحدى وسائل الإشارات) المغلق واستمر بالمسير، ما أدّى إلى دخول القطار الى السكة المنتهية بتصادم الحماية».
وأضافت: «نتج عن ذلك خروج الجرار والعربة الأولى عن القضبان»، مشيرة إلى أنّ «الإصابات حدثت لأفراد كانوا متواجدين خارج العربة الأولى للقطار ويستقلّون القطار بين العربة والجرّار». وقرّر النائب العام المصري حمادة الصاوي، بحسب بيان رسمي، «تشكيل فريق للتحقيقِ في واقعة اصطدامِ قطار قليوب». وأظهرت الصور الأولية الملتقطة للحادث عربة الجرار والعربة الأولى من القطار في وضعية مائلة عن المسار نتيجة الاصطدام.
وظهرت في الصور رافعة كبيرة تحاول إعادة وضع العربتين على السكة.
وأعلنت وزارة التضامن الاجتماعي «حصول أسرة كل متوف بسبب الحادث على 100 ألف جنيه (حوالي 3254 دولارا)»، وسيصرف المبلغ نفسه في حالات الاصابة التي قد تتسبب بـ«عجز كلي». وتشهد مصر بصورة متكررة حوادث قطارات ومرور مأساوية بسبب حال الفوضى التي تعمّ الطرقات وتقادم العربات وسوء حال الطرق والسكك الحديد التي لا تخضع لصيانة جيّدة ومراقبة كافية.
وعادة ما تنسب حوادث القطارات إلى أخطاء فردية أو مشاكل تتعلّق بالبنى التحتية والصيانة. وفي عام 2019 صدم قطار مسرع سدا خرسانيا عند نهاية رصيف محطة قطارات رمسيس في القاهرة ما تسبّب بانفجار واندلاع حريق ضخم قتل فيه 22 شخصا، وأصيب العشرات بجروح. ودفع حادث قطار رمسيس وزير النقل آنذاك إلى الاستقالة، فكلف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رئيس الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة كامل الوزير مهام وزارة النقل التي لا يزال يتولى حقيبتها حتى الآن.
وفي أبريل 2021 قرّر وزير النقل إقالة رئيس هيئة سكك حديد مصر بعد حادثي قطارات في أقل من شهر أوقعا أكثر من 40 قتيلا. فقد قتل 23 شخصا وأصيب 139 بجروح عند خروج قطار عن السكة شمال القاهرة بعد ثلاثة أسابيع على حادث قطار آخر حصد 20 قتيلا في 26 مارس من العام نفسه في محافظة سوهاج بجنوب البلاد. وأكثر الحوادث حصداً للأرواح في مصر سُجلت عام 2002 عندما لقي 361 شخصاً حتفهم بعدما اندلعت النيران في قطار مزدحم في جنوب العاصمة.
وتسعى مصر لتطوير مرفق السكك الحديد الذي يخدم، بحسب الاحصاءات الرسمية، نحو مليون شخص يوميا في البلد البالغ عدد سكانه رسمياً ما يقرب من 105 ملايين نسمة. والشهر الماضي أكد وزير النقل المصري، بحسب صحيفة الأهرام الحكومية، تنفيذ خطة شاملة لتطوير منظومة السكك الحديد، بأطوال تبلغ حاليا 10 آلاف كيلومتر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك