موسكو – الوكالات: أكّدت روسيا أمس أنها ستقاتل حتى السيطرة على مدينة باخموت، الجبهة التي تشهد معارك دامية منذ أشهر في الشرق الأوكراني، معتبرةً ذلك أمرًا أساسيًا لمواصلة هجومها رغم الدفاع الأوكراني الشرس.
وأكد وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أمس أن السيطرة على مدينة باخموت الصناعية في شرق أوكرانيا أساسية لشن مزيد من الهجمات الروسية في منطقة دونيتسك.
وقال شويجو خلال اجتماع لمسؤولين عسكريين نقله التلفزيون: «تشكل هذه المدينة مركزا دفاعيا مهما للقوات الأوكرانية في منطقة دونباس. السيطرة عليها ستسمح بهجمات إضافية في عمق خطوط دفاع القوات المسلحة الأوكرانية».
ومنذ الصيف الماضي، تشنّ القوات الروسية هجومًا عنيفًا دمّر أجزاء كبيرة من مدينة باخموت من أجل السيطرة عليها، لكنها لم تتمكّن بعد من احتلالها.
وفي اليوم السابق، أمر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجيش بإرسال تعزيزات إلى هذه المدينة المدمّرة عمليًا، نافياً التكهنات بشأن انسحاب قواته منها، رغم تقدم القوات الروسية مؤخرًا والتهديد بمحاصرتها. ويعتزم الأوكرانيون المقاومة لاستنزاف القوات تحضيرًا لهجوم مضاد سيطلقونه بالأسلحة الثقيلة والمدرّعات الحديثة التي وعد الغربيون كييف بها.
وأعلنت بولندا أمس أنها ستسلّم أوكرانيا بدءًا من هذا الأسبوع عشر دبابات ليوبارد2 ألمانية الصنع تلقى جنود أوكرانيون تدريبًا على استخدامها.
ويقول خبراء غربيون ان باخموت المدمرة ليست لها قيمة كبيرة وقد يكون الدافع وراء الهجوم الروسي هو الحاجة الى تحقيق انتصار رمزي في نهاية هجوم شنته القوات في الشتاء وشارك فيه مئات الالاف من جنود الاحتياط والمقاتلين من مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاص.
وكتب معهد دراسات الحرب بواشنطن: «هناك فرصة كبيرة لإلحاق الضرر بعناصر النخبة في مجموعة فاجنر الى جانب وحدات أخرى للنخبة... في ظروف حرب للدفاع عن المدن حيث يكون التدرج في الاستنزاف لصالح أوكرانيا بقوة».
ومع ذلك لا يجمع كل الخبراء الغربيون على تأييد قتال أوكرانيا في باخموت.
وكتب مايكل كوفمان الخبير في شؤون الجيش الروسي الذي يقيم في الولايات المتحدة والذي زار باخموت الاسبوع الماضي: «من نقص ذخائر المدفعية وخطوط الاتصال المتنازع عليها بشكل متزايد ومعركة الاستنزاف في تضاريس جغرافية غير مواتية هذه المعركة ليست في مصلحة أوكرانيا كقوة».
وعلى الجانب الروسي كشفت معركة باخموت عن خلافات بين الجيش النظامي ومجموعة فاجنر التي نشر رئيسها يفجيني بريجوجين مقاطع مصورة في الايام القليلة الماضية يتهم فيها المسؤولين بمنع الذخيرة عن رجاله.
في الوقت ذاته قالت روسيا وأوكرانيا أمس انهما تبادلتا العشرات من أسرى الحرب في أحدث تبادل أسرى منذ بداية النزاع قبل أكثر من عام.
وقالت وزارة الدفاع الروسية ان 90 أسير حرب روسيا عادوا من أوكرانيا في أحدث تبادل. وقالت كييف ان 130 جنديا أوكرانيا أطلق سراحهم من الاحتجاز الروسي.
وقال أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الاوكراني ان 87 من الاوكرانيين المطلق سراحهم كانوا يشاركون في الدفاع عن مدينة ماريوبول بجنوب شرق البلاد قبل أن تستولي عليها روسيا.
على صعيد اخر قالت الامم المتحدة ان الامين العام أنطونيو جوتيريش توجه الى كييف للقاء زيلينسكي ومناقشة تجديد اتفاقية لحماية صادرات الحبوب من أوكرانيا وروسيا وكلاهما من أكبر الموردين في العالم. والاتفاق الذي تم التوصل اليه العام الماضي لمنع تسبب الحرب في مجاعة عالمية ينتهي في وقت لاحق من الشهر الجاري.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك