طب الأسنان أصبح له مكان وانتشار بين الأفراد، لدرجة أنه في بعض الأحيان أصبح وسيلة من وسائل الترف لدى البعض. يرجع سبب ذلك الى ارتفاع وارتقاء مستوى الوعي لدى الأشخاص عن مدى أهمية العناية بصحة الفم والأسنان من أجل ابتسامة صحية ومظهر ذي جمال فائق. في الحوار التالي توضح الدكتورة حوراء الراشد المقصود بتجميل الأسنان السياحي.
أولاً - ما هو تجميل الأسنان السياحي؟
لقد بدأت بإطلاق هذا المصطلح مؤخراً بسبب كثرة انتشار هذه الظاهرة. هو مفهوم خاطئ زرعه بعض العيادات الخارجية في ذهن المراجعين يحثهم على معالجة وتجميل الأسنان في بلدان أخرى بأسعار ضئيلة. وقد تعتبر رمزية فقط من أجل كسب المال من المراجعين وبغض النظر عن حالة الأسنان لديهم. وهذا المفهوم لا يتفق بتاتاً مع مبادئ الطب، حيث إن أول وأهم مبدأ في الطب بشكل عام وفي طب الأسنان بشكل خاص هو إزالة وتخفيف الألم من المريض عن طريق العثور على سبب ذلك الألم ومعالجته. لا يتعلق الأمر بالكلفة، ولكن مع الأسف هذه الظاهرة منتشرة ليس فقط في البحرين.
هل للتجميل السياحي آثار سلبية على صحة الفم والأسنان؟
نعم بالطبع، أي إجراء في تجميل الاسنان لا بد أن يكون مبنيا على أساس صحي. فمن الخطأ أن يتجه المراجع الى تجميل أسنانه من دون معالجة التسوس أولاً على سبيل المثال. ومن الخطأ أن يقوم المريض بتبييض أسنانه من دون الخضوع للتنظيف أولاً. كل هذه المبادئ، التي تعتبر أساسية لوضع خطة علاج ناجحة للأسنان، يتم التغاضي عنها في مفهوم التجميل السياحي، حيث يخضع المراجع لإجراءات التجميل كالقشور الخزفية أو ابتسامة هوليوود بسعر رخيص ومن دون معالجة «البنية التحتية» للأسنان أولاً. هذا بلا شك سوف يؤدي الى فشل في العلاج التجميلي مهما كان متقنا.
نصيحتي إلى جميع القراء الأعزاء من أجل تجنب هذه الآثار:
أن يحذروا الإعلانات الترويجية وبالخصوص الخارجية التي تدعوهم الى تجميل الأسنان بسعر بسيط، كما أن هناك عدة عوامل تسبق السعر يجب أن يعيروا لها الانتباه مثل عدد سنوات الخبرة للطبيب، وجودة العلاج، والمواد والأدوات المستخدمة – قصص النجاح للعمليات واي معلومات عامة عن الطبيب والعيادة قبل خضوعهم لأي نوعية من العلاج. والأهم من هذا هو التشخيص وخطة العلاج الصحيحة قبل البدء بأي إجراء.
فليس من الصحيح أن تباشروا في تجميل الأسنان من أول مرة تقابلون الطبيب فيها إن لم تكن أسنانكم سليمة او جاهزة لإجراء التجميل، وإن كنتم تعانون من تسوس أو تآكل في الأسنان أنصحكم بمعالجتها أولا لتوفير أموالكم ومن أجل صحة فمكم الحالية والمستقبلية، ومن ثم القيام بعمليات التجميل المناسبة لكم، إن كنتم في حاجة إليها بالفعل. كما أتمنى منكم مراجعة أطباء الوطن أولا والأخذ واستشارتهم، فهم بلا شك سوف يهتمون بصحتكم أكثر، حيث سيكونون موجودين دائما لكم وبالخصوص عندما تحتاجون إليهم في أي وقت للقيام بالتعديلات، لذا هنا يجب التوقف، وأن أقول لكم المثل المتداول كثيرا: «ليس كل ما يلمع ذهبا»، فلا تكونوا أنتم الضحية لمن لم يتبعوا مبادئ طب الأسنان الصحيحة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك