القراء الأعزاء،
في مقالي السابق تطرقت لخطة مملكة البحرين الوطنية لحقوق الانسان 2022-2026، مُركزّة على الحق في حرية التعبير عن الرأي، ونظراً لكونها منجزا بحرينيا حقوقيا هاما سيُسهم في رصد ومتابعة كفالة وتعزيز واحترام وحماية حقوق الانسان في السنوات القادمة، يهمني الوقوف على منجزات ذات صلة به شهدها الأسبوع الماضي.
فقد كان الأسبوع الماضي حافلاً بمواضيع حقوق الانسان وبالوطن ومنجزاته، أقلّب بصري فيها وأعيشها قلباً دائماً وقلباً وقالباً أحياناً، ومن أهم المنجزات الوطنية التي شهدتها كعضوة في جمعية الحقوقيين في منتدى حقوق الانسان بين المعايير الدولية والممارسات العملية الذي عقدته الأكاديمية الملكية للشرطة في سياق البرنامج الوطني الخاص ببناء القدرات الخاصة بإنفاذ وسيادة القانون والعدالة الإصلاحية، حيث يُعد هذا البرنامج الثري جداً أحد آليات إنفاذ الخطة الوطنية لحقوق الانسان ضمن الهدفين الخامس والسادس منها والمتعلقين بتطوير أدوار آليات الحماية الوطنية والعدالة الإصلاحية وبدعم قدرات مؤسسات المجتمع المدني وتنمية قدراتها على المساهمة في تعزيز وصون وحماية حقوق الانسان، ومع الفائدة الكبيرة المرجوة من هذا المنتدى على صعيد حقوق الانسان إلا أنني وقفت كثيرا أمام جملة قالها أحد الزملاء من وزارة الخارجية، وهي أن هناك مسئولية تقع علينا جميعاً كمواطنين بعدم الاكتفاء بوسائل الاعلام الرسمية لإبراز المنجزات الوطنية بل يتوجب علينا جميعاً كواجب وطني الاسهام في نشرها من خلال أدواتنا الاعلامية الفردية المتمثلة في برامج التواصل الاجتماعي المختلفة والتي من المؤكد بأن كل شخص مشترك في احداها على الأقل.
ونعم، أتفق مع رأيه بأن المواطنة الصالحة تقتضي من المواطن تعميم منجزات الوطن وأبنائه وتكثيف تسليط الضوء على الإيجابيات لبناء صورة ذهنية إيجابية عن الوطن في الخارج من أبنائه باعتبارهم جهة أهلية شعبية تعمل على تعزيز ودعم الجهود الرسمية في هذا الصدد، حتى لا يقتصر دور المواطن فقط على ملء وسائل التواصل الاجتماعي بالسلبيات والشكوى، ولا يعني ذلك أن نكُفّ عن التعبير عن الرأي بالنقد البنّاء والمطالبة وايصال الأفكار وبالأخص المتعلقة بالمستوى المعيشي للمواطن، ولكني أعني التوازن في طرح الآراء والعدالة في إعطاء كل موضوع حقه، فالمنجز يستحق الإشادة لأجل الوطن وسمعته، كما تستحق حقوق المواطن المطالبة بها إن وقع إغفال لها أو تقصير فيها من الجهات المختصة بضمانها كفالتها.
والأكيد بأن أهم المنجزات الوطنية على الصعيد الإقليمي والعالمي هو منجز مرتبط ببناء الانسان على الصعيد الجسماني والذهني والرياضي والصحي، والذي حققه تفوّق سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب قائد الفريق الملكي للقدرة على 126 مشاركا من مختلف دول العالم وفوز سموّه بالمركز الأول وتتويجه بلقب بطولة العالم للقدرة لمسافة 160 كم، والتي أقيمت بأبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث حقق سموه انجازاً مشرفاً جديداً للمملكة على الصعيد الرياضي في مجال الفروسية وسباق القدرة، وهو الذي أخذ على نفسه عهداً بأن لا يرضى بغير الذهب بديلاً، وأن يسعى دائماً لتحقيقه واحراز المراكز الأولى، ليجعل منه هذا التوجه أيقونة ومثالاً يُحتذى به الشباب من الرياضيين البحرينيين الذين يحضون بدعمه بشكل مباشر ودائم، تجسيداً للرعاية الملكية السامية والاهتمام والدعم الذي يوليه صاحب الجلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة للرياضة بشكل عام و لرياضة الفروسية العريقة بشكل خاص، حيث هيأت رعاية جلالته الظروف لتحقيق هذا الفوز عن جدارة واستحقاق، وبصورة تعكس وتجاري شغف سمو الشيخ ناصر بهذه الرياضة الأصيلة، والأكيد بأن أهم جائزة حصدها سموّه هو مناداته بجملة (هذا البطل) جملة أبوية ملكية عفوية من لدن جلالة الملك المعظم، فمبارك للبحرين هذا المُنجز.
وسأختم بآلية أخيرة شبيهة بما بدأت به، وتتمثل في الندوة التي نظمتها وزارة التنمية المستدامة بالتعاون مع المجلس الأعلى للمرأة حول (التقدم المحرز في تمكين وتقدم المرأة البحرينية من منظورات أهداف التنمية المستدامة 2030) حيث قدمت سعادة الأمين العام للمجلس عرضا مرئيا حول حقوق المرأة ضمن أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، ودور المجلس الأعلى للمرأة في متابعة تنفيذ الخطة الوطنية لنهوض المرأة بموائمات دولية، كما تطرقت لنتائج الشراكات الوطنية في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة من خلال الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية والتوجهات القادمة لسياسة الدولة على صعيد تحقيق تكافؤ الفرص في ظل التحولات العالمية ما بعد الجائحة، باعتبار أن المرأة مكوّن رئيسي في الهدف الخامس منها المتعلق بالمساواة بين الجنسين، بالإضافة إلى كونها مكونا مهما في بقية الأهداف.
وفي رأيي أن هذا العرض يعتبر محطة انتقالية استعرضت ما تم إنجازه على صعيد تمكين وتقدم المرأة البحرينية من خلال المتابعة والرصد والتقييم، وتنطوي على تهيئة لاستشراف مستقبل الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية ومتطلبات المرحلة القادمة في ظل الخطة الوطنية لحقوق الانسان 2022-2026.
Hanadi_aljowder@hotmail.com
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك