العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

جروسي في إيران بعد اقترابها من عتبة صنع قنبلة نووية

السبت ٠٤ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

طهران‭ ‬‭ (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬وصل‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬رفايل‭ ‬جروسي‭ ‬أمس‭ ‬إلى‭ ‬طهران،‭ ‬لإجراء‭ ‬مناقشات‭ ‬بشأن‭ ‬برنامج‭ ‬إيران‭ ‬النووي،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬اكتشاف‭ ‬جزئيات‭ ‬من‭ ‬اليورانيوم‭ ‬المخصّب‭ ‬بمستوى‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬قنبلة‭ ‬ذرية‭. ‬

وكان‭ ‬في‭ ‬استقبال‭ ‬جروسي‭ ‬في‭ ‬المطار‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬منظمة‭ ‬الطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬الإيرانية‭ ‬بهروز‭ ‬كمالوندي‭. ‬ومن‭ ‬المقرّر‭ ‬أنّ‭ ‬يلتقي‭ ‬خلال‭ ‬الزيارة‭ ‬التي‭ ‬تستغرق‭ ‬يومين‭ ‬مدير‭ ‬المنظمة‭ ‬محمد‭ ‬إسلامي،‭ ‬ومسؤولين‭ ‬إيرانيين‭ ‬آخرين،‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬الرئيس‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي‭. ‬

وبحسب‭ ‬تقرير‭ ‬غير‭ ‬معد‭ ‬للنشر‭ ‬للوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬اطلعت‭ ‬عليه‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬الثلاثاء،‭ ‬فقد‭ ‬تمّ‭ ‬اكتشاف‭ ‬جزئيات‭ ‬من‭ ‬اليورانيوم‭ ‬المخصّب‭ ‬بنسبة‭ ‬83‭.‬7‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬أي‭ ‬أقل‭ ‬بقليل‭ ‬من‭ ‬90‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬اللازمة‭ ‬لإنتاج‭ ‬قنبلة‭ ‬ذرية،‭ ‬في‭ ‬مصنع‭ ‬فوردو‭ ‬الواقع‭ ‬تحت‭ ‬الأرض‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬مائة‭ ‬كيلومتر‭ ‬جنوب‭ ‬العاصمة‭ ‬طهران‭. ‬

وبرّرت‭ ‬إيران‭ ‬التي‭ ‬تنفي‭ ‬رغبتها‭ ‬في‭ ‬حيازة‭ ‬السلاح‭ ‬النووي‭ ‬الأمر‭ ‬بالإشارة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تقلّبات‭ ‬لا‭ ‬إرادية‮»‬‭ ‬أثناء‭ ‬عملية‭ ‬التخصيب،‭ ‬مؤكدة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬قيامها‭ ‬بأي‭ ‬محاولة‭ ‬للتخصيب‭ ‬بما‭ ‬يتجاوز‭ ‬60‭ ‬في‭ ‬المائة‮»‬‭.‬

وكانت‭ ‬فرنسا‭ ‬قد‭ ‬وصفت‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬‮«‬التطورات‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‮»‬‭ ‬بأنّها‭ ‬‮«‬مقلقة‭ ‬للغاية‮»‬‭. ‬

وسيسعى‭ ‬رفايل‭ ‬جروسي‭ ‬خلال‭ ‬زيارته‭ ‬إلى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬‮«‬وصول‭ ‬أقوى‭ ‬إلى‭ ‬الموقع‭ ‬ورفع‭ ‬عدد‭ ‬عمليات‭ ‬التحقّق‮»‬،‭ ‬وفقاً‭ ‬لمصدر‭ ‬دبلوماسي‭ ‬في‭ ‬فيينا‭. ‬وأوضحت‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬أنّ‭ ‬جروسي‭ ‬سيتحدّث‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬الصحافة‭ ‬لدى‭ ‬عودته‭ ‬إلى‭ ‬فيينا‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬اليوم‭ ‬السبت‭. ‬

وتأتي‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬القصيرة‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬الزيارة‭ ‬الأخيرة‭ ‬للدبلوماسي‭ ‬الأرجنتيني‭ ‬لطهران‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2022،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬بدا‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬التوصّل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬لاستئناف‭ ‬المفاوضات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬وطهران‭ ‬بشأن‭ ‬الملف‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭. ‬

ولكن‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬جيوسياسي‭ ‬متقلّب‭ ‬بفعل‭ ‬النزاع‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬ضاعت‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة‭. ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين،‭ ‬تتزايد‭ ‬المخاوف‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وأوروبا‭ ‬وبعض‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬مثل‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بشأن‭ ‬تقدّم‭ ‬إيران‭ ‬باتجاه‭ ‬إنتاج‭ ‬قنبلة‭ ‬نووية‭. ‬

ومن‭ ‬ثم،‭ ‬يتمثّل‭ ‬طموح‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬في‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬إطلاق‭ ‬الحوار‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬أشهر‭ ‬على‭ ‬توقفه،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تتراجع‭ ‬إيران‭ ‬تدريجيًا‭ ‬عن‭ ‬موجبات‭ ‬الاتفاق‭ ‬المبرم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬للحدّ‭ ‬من‭ ‬أنشطتها‭ ‬النووية،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬رفع‭ ‬العقوبات‭ ‬الدولية‭. ‬

ووصل‭ ‬الاتفاق‭ ‬إلى‭ ‬طريق‭ ‬مسدود‭ ‬منذ‭ ‬انسحاب‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬بقرار‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭. ‬

وتأمل‭ ‬طهران‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬رفع‭ ‬العقوبات‭ ‬الدولية‭ ‬القاسية،‭ ‬ولو‭ ‬جزئياً،‭ ‬إلى‭ ‬انتعاش‭ ‬اقتصادها‭ ‬المنهك‭ ‬خصوصاً‭ ‬بسبب‭ ‬نقص‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭. ‬

وفي‭ ‬سباقها‭ ‬التكنولوجي،‭ ‬تضاعف‭ ‬طهران‭ ‬عدد‭ ‬أجهزة‭ ‬الطرد‭ ‬المركزي‭ ‬في‭ ‬مواقعها‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬كما‭ ‬تواصل‭ ‬تخصيب‭ ‬اليورانيوم‭ ‬بمستويات‭ ‬عالية‭. ‬

وكان‭ ‬مجلس‭ ‬محافظي‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬قد‭ ‬ندد‭ ‬في‭ ‬اجتماعه‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2022‭ ‬بعدم‭ ‬تعاون‭ ‬إيران‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بآثار‭ ‬يورانيوم‭ ‬مخصب‭ ‬عُثر‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬مواقع‭ ‬غير‭ ‬معلنة‭. ‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬أعرب‭ ‬مدير‭ ‬وكالة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬المركزية‭ ‬الأمريكية‭ (‬سي‭ ‬آي‭ ‬ايه‭) ‬وليام‭ ‬بيرنز‭ ‬أخيراً‭ ‬عن‭ ‬قلقه‭ ‬حيال‭ ‬التقدّم‭ ‬المفاجئ‭ ‬للبرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني،‭ ‬معتبراً‭ ‬أنّ‭ ‬الايرانيين‭ ‬لا‭ ‬يحتاجون‭ ‬سوى‭ ‬إلى‭ ‬بضعة‭ ‬أسابيع‭ ‬لبلوغ‭ ‬نسبة‭ ‬تسعين‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬التخصيب،‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬قرّروا‭ ‬تجاوز‭ ‬هذا‭ ‬السقف‮»‬‭. ‬

لكنه‭ ‬أضاف‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لا‭ ‬تعتقد‭ ‬أنّ‭ ‬المرشد‭ ‬الإيراني‭ ‬علي‭ ‬خامنئي‭ ‬قرّر‭ ‬‮«‬استئناف‭ ‬برنامج‭ ‬التسلّح‭ ‬الذي‭ ‬نقدّر‭ ‬أنه‭ ‬علّق‭ ‬أو‭ ‬أوقف‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2003‮»‬‭. ‬

غير‭ ‬أنّه‭ ‬أبدى‭ ‬قلقاً‭ ‬مماثلاً‭ ‬إزاء‭ ‬التطوّر‭ ‬‮«‬الخطير‮»‬‭ ‬في‭ ‬التعاون‭ ‬العسكري‭ ‬بين‭ ‬طهران‭ ‬وموسكو‭. ‬

ويرى‭ ‬البعض‭ ‬أنّه‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تزوّد‭ ‬موسكو‭ ‬طهران‭ ‬بمعدات‭ ‬عسكرية‭ ‬متطوّرة،‭ ‬ما‭ ‬يمكّن‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬التعامل‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬مع‭ ‬التهديدات‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا