لاريسا - (رويترز): قالت السلطات أمس الخميس إن حصيلة الوفيات جراء أسوأ حادث قطارات باليونان سترتفع إلى أكثر من 46 قتيلا تأكدت وفاتهم؛ إذ مازال عشرة أشخاص في عداد المفقودين. واجتاح الغضب أنحاء البلاد وسط تساؤلات عن كيفية تصادم قطارين وجها لوجه على المسار نفسه، وقالت الحكومة انها ستبذل قصارى جهدها للتأكد من عدم تكرار مثل هذا الحادث.
وخرجت عربات القطار عن مسارها وتحطمت عربتان تماما بينما أحاطت النيران بعدة عربات أخرى حينما اصطدم قطار ركاب فائق السرعة على متنه 350 راكبا بقطار بضائع بالقرب من مدينة لاريسا في وقت متأخر من يوم الثلاثاء.
وقال يانيس أويكونومو المتحدث باسم الحكومة في مؤتمر صحفي: «جميعنا محطمون بسبب هذا الحادث المفجع». وأضاف: «الخسارة والصدمة التي سببها هذا الحادث والصدمة البدنية والنفسية للناجين والغضب العارم لهذا البلد من العسير التعامل معها وخصوصا في الوقت الراهن». وفي ظل مطالبة كثيرين في اليونان بتقديم اجابات واصل رجال الانقاذ أمس الخميس تمشيط عربات قطار محترقة ومحطمة بحثا عن مزيد من الضحايا.
وقال كونستانتينوس اماميديس رجل الانقاذ البالغ من العمر 40 عاما لرويترز في موقع الحادث على بعد 210 كيلومترات شمالي أثينا: «أصعب لحظة هي هذه حين يتعين علينا انتشال الجثث بدلا من انقاذ الأرواح». وأضاف: «درجات الحرارة التي بلغت 1200 درجة وأكثر في العربات لا تسمح لأي شخص بالنجاة».
وبالقرب من موقع الحادث كان شقيقان يبكيان وقال سوكراتيس بوزوس (33 عاما) انهما أتيا أملا في معرفة أنباء عن أبيهما بعدما لم يتمكن المستشفى من تزويدهما بمعلومات عما اذا كانت جثته قد انتشلت. ومن أجل التعرف على هوية بعض الضحايا كان على الاقارب من بينهم الشقيقان بوزوس أن يقدموا عينات من الحمض النووي في أحد المستشفيات في لاريسا.
وصاح أحد الاقارب أمام المستشفى: «على أحد الاوغاد أن يدفع ثمن هذا». والعديد من الضحايا من طلاب الجامعات العائدين الى ديارهم بعد قضاء عطلة. وأصيب العشرات في الحادث. ورشق متظاهرون مكاتب شركة القطارات في أثينا بالحجارة مساء يوم الاربعاء قبل تفريقهم بوابل من قنابل الغاز المسيل للدموع أطلقتها شرطة مكافحة الشغب، كما اندلعت احتجاجات في سالونيك. وتوقفت خدمة القطارات أمس الخميس مع اعلان عمال السكك الحديدية اضرابا عن العمل احتجاجا على ما وصفته الاتحادات برفض الحكومات المتعاقبة الاستماع الى مطالب متكررة لتحسين معايير السلامة.
ووعدت الحكومة بإجراء تحقيق شامل. وقال أويكونومو ان السلطات ستبحث أيضا في أسباب الحادث و«التأخيرات المزمنة» في تنفيذ مشروعات السكك الحديدية. واستقال وزير النقل كوستاس كارامانليس يوم الاربعاء على خلفية الحادث. وقال جيورجوس جيرابيتريتيس الذي سيخلفه في المنصب انه سيتولى مهامه يوم الخميس وسيستهلها بالتحقيق في الكارثة وتحديث منظومة السكك الحديدية المتهالكة.
وألقي القبض على رئيس محطة قطار لاريسا يوم الاربعاء ومثل أمام قاض أمس الخميس. وقال أويكونومو ان الرجل الذي لم يتحدث علنا اعترف بأنه مذنب في تهمة الاهمال. وقال نيكوس تسوريديس وهو مدرب سائقي قطارات متقاعد إن الخطأ البشري لا يفسر ما حدث تفسيرا كاملا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك