واشنطن – (رويترز): طالبت الولايات المتحدة يوم الاربعاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتنصل من دعوة وزير المالية المتشدد بتسلئيل سموتريتش لمحو قرية فلسطينية. ومما زاد من الضغط على الزعيم الاسرائيلي مشاهد لم تحدث منذ سنوات في تل أبيب اذ استخدمت الشرطة مسدسات صعق واشتبكت مع متظاهرين اسرائيليين على طريق رئيسي خلال ما أطلق عليه «يوم التشويش» بسبب خطط الحكومة الخاصة بإصلاح القضاء.
وأدلى سموتريتش وهو زعيم حزب مؤيد للمستوطنين في الائتلاف القومي الديني بزعامة نتنياهو بهذه التصريحات في مؤتمر الاربعاء وسط سلسلة من الهجمات الفلسطينية المميتة وعنف المستوطنين الاسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة. وردا على سؤال عن الهجوم الذي شنه مستوطنون على قرية حوارة الفلسطينية في مطلع الأسبوع والذي وصفه جنرال اسرائيلي يوم الثلاثاء بأنه «مذبحة» قال سموتريتش «أعتقد أن حوارة يجب محوها». وأضاف «أعتقد أن على دولة اسرائيل أن تفعل ذلك» وليس الافراد.
ووصف نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية التصريحات بأنها «غير مسؤولة» و«بغيضة» و«مثيرة للاشمئزاز» وقال للصحفيين «ندعو رئيس الوزراء نتنياهو وكبار المسؤولين الاسرائيليين الاخرين الى رفض هذه التصريحات والتنصل منها بشكل علني وواضح». ورحب المسؤولون الفلسطينيون برد فعل وزارة الخارجية.
سلط رد الفعل الصريح غير المعتاد من واشنطن الضوء على القلق الدولي المتزايد ازاء تصاعد العنف في الضفة الغربية حيث قتل ثلاثة اسرائيليين وفلسطيني في يومين من اراقة الدماء هذا الاسبوع. واستمر العنف يوم الاربعاء. وقتلت القوات الاسرائيلية فلسطينيا واعتقلت ستة في الضفة الغربية. اعتقلت الشرطة الاسرائيلية أيضا عشرة للاشتباه في ضلوعهم في موجة عنف شنها مستوطنون يهود في حوارة يوم الاحد تلت مقتل شقيقين اسرائيليين في هجوم يشتبه بأن فلسطينيا مسلحا نفذه على سيارتهما.
وخلال موجة العنف قتل فلسطيني وأصيب العشرات وتم احراق عشرات السيارات والمنازل. ووصف جنرال اسرائيلي ما حدث من المستوطنين يوم الاحد بأنه «مذبحة». وفي اليوم التالي قتل أمريكي اسرائيلي بالرصاص في سيارته على طريق سريع في غور الاردن. وتزامنا مع تشييع جثمان الاسرائيلي الامريكي ايلان جانيليس الى مثواه الاخير طوقت قوات الامن الاسرائيلية منزلا في مخيم عقبة جبر المجاور لمدينة أريحا واعتقلت ستة فلسطينيين يشتبه في ضلوعهم في قتله وقتلت شخصا اخر خلال العملية.
ووسط القلق الدولي ودعوات ضبط النفس أدان سياسيون اسرائيليون الهجوم على حوارة بمن فيهم نتنياهو وقالوا ان على الاسرائيليين ألا يطبقوا القانون بأيديهم. وسلطت تصريحات سموتريتش الضوء على الهوة بين الدعوات الدولية للتهدئة ورغبات المنتمين لأجزاء رئيسية في حكومة نتنياهو اليمينية الذين دعوا الى اجراءات أكثر صرامة ضد الفلسطينيين. وبعد تصريحاته بضرورة محو قرية حوارة الفلسطينية أصدر سموتريتش بيانا قال فيه إن وسائل الاعلام أساءت تفسير تصريحاته دون أن يتراجع عن دعوته لمحو القرية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك