وقت مستقطع
علي ميرزا
«إهانة ووصمة عار»
صبت كبريات وأشهر الصحف الإنجليزية جام غضبها على فريق ليفربول إثر خسارته من منافسه ريال مدريد الإسباني بخمسة أهداف مقابل هدفين في لقاء الذهاب الذي أقيم على ملعب «أنفيلد» ضمن دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. وقالت صحيفة «الديلي ميل»: «إهانة.. وجوه حمراء في جميع أنحاء أنفيلد مع تحطم ليفربول بنتيجة (5-2) أمام حامل اللقب، بعد التفريط في التقدم (2-0)».
بينما وصفت صحيفة الإندبندنت ما حصل في ملعب أنفيلد بأنه «وصمة عار» بعد نتيجة مخجلة، ليفربول يفشل في الحفاظ على تقدمه 2-0 ودُمر من ريال مدريد».
لم نأت بهذا الكلام حتى يتفق معه من يتفق أو يختلف معه من يختلف، أو يستغرب منه من يستغرب، ولكن كي نلفت إلى أي درجة تكون للإعلام الرياضي سطوته التي ترتعد له الفرائص، لأنه بكل بساطة لا يعرف «يمه ارحميني» في حالة الإخفاق والفشل والتهاون في أداء الدور على أكمل وجه، فعندما يسمي الإعلام الرياضي الأشياء والألوان بمسمياتها الحقيقية عندها سيحسب المتهاون والمقصر والمتخاذل وصاحب «شيلني وأشيلك» ومن في مسلكهم ألف حساب إليه، لأن كل أولئك وغيرهم سيستشعرون حينها أن هناك إعلاما رياضيا يرصدهم، فإن أدوا دورهم على أكمل وجه حتى لو ارتكبت الأخطاء التي هي من صميم العمل فلن يضيع عليهم حقهم، وإن تقاعسوا فلن يرحمهم.
فليس بالتدريب والاحتكاك وحدهما يحرز التطور، وإنما لابد من إعلام رياضي مهني يرصد ويراقب وينتقد ويحلل كي يعيد الأمور عندما تخرج عن مسارها الصحيح، فمثل هذا الإعلام الرياضي هو الذي يسهم ويقود للتغيير والتطوير، وإذا لم يكن هذا الإعلام يعمل وفق نظرية «رحم الله من أهدى لي عيوبي» عندها يتخلى عن دوره المحوري، ويتحول إلى مساهم في تكريس التخلف والجهل والتعصب والتراجع وعندها لا معنى لأي تباك على اللبن المسكوب.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك