كتب الوالد حول «الشيخ إبراهيم بن محمد» و«لمحات من الخليج العربي» قريباً
أكدت هالة الأنصاري العضو المؤسس لدارة محمد جابر الأنصاري للفكر والثقافة، أن إحياء حركة الترجمة في مملكة البحرين للأعمال الأدبية والفكرية ستضيف الكثير إلى جهودها في مجال التقارب الحضاري مع العالم، مشددة على أن الترجمة تعد شرياناً يربطنا بالعالم الآخر من خلال اللغات الحية المختلفة وليست الإنجليزية فقط، لأن هناك بقاعا من العالم يجب أن تتعرف على حضارتنا وثقافتنا، وهذا لن يتحقق إلا من خلال الترجمة.
جاء ذلك في تصريحات خاصة لـ«أخبار الخليج» على هامش حفل تدشين كتاب «ترجمات من الأعمال الفكرية للأستاذ د. محمد جابر الأنصاري» الذي قدمه د. رياض يوسف حمزة بمركز عبدالرحمن كانو الثقافي.
وقالت هالة الأنصاري إن اختيار أ.د. رياض يوسف حمزة للغة الإنجليزية التي تعد الأكثر تداولا عالميا كان مناسبا للوصول إلى العالم الخارجي، وكذلك إلى الأجيال الجديدة التي قد يغيب عنها متابعة مضامين المشروع الفكري للوالد د. محمد جابر الأنصاري، لافتة إلى أن أحد أهداف دارة الأنصاري الرئيسية هي محاولة لتبسيط هذا المشروع وأن ننفذ به إلى كل فئات المجتمع، وخصوصا الطلبة وشباب الباحثين في هذا المجال، لأننا نسعى إلى ردم الفجوة بين الأجيال الجديدة، ورواد الأدب والفكر في البحرين حتى تتواصل المسيرة الفكرية في مملكة البحرين.
وأشارت إلى أن بعض الأجيال الجديدة تعزف عن الاطلاع على انتاج بلدهم، ويتابعون الانتاجات الفكرية القادمة من الخارج، لذلك فإن ترجمة مختارات من أعمال الوالد تتيح الفرصة من أجل النهل من هذا المخزون الفكري العميق.
وحول إتاحة الترجمة الفرصة للتحاور مع الغرب بشأن رؤيتنا للتحديات والمتغيرات الإقليمية والعالمية، أوضحت الأنصاري أن الدكتور حمزة اختار من بين مؤلفات الوالد بعض الأفكار والمحطات التي أراد الأنصاري توصيلها إلى الآخر والغرب، ليؤكد مستوى المكاشفة والمصارحة الفكرية التي نتمتع بها في تقييمنا لحضارتنا وأسباب تراجع إنتاجنا الفكري والإنساني مقارنةً بحقب ماضية زخرت بأسماء لامعة من العالم العربي في مجال الأدب والفكر الفلسفي، استطاعت أن تصل مساهماتهم وعطاءاتهم الفكرية إلى الجامعات الغربية ذاتها، ولاقت اهتماما كبيرا منهم، مضيفة أن البلدان الخليجية عانت نوعا من التعتيم على ثقافتها ولم تتمكن من النفاذ إلى هذا العالم.
وتابعت الأنصاري: إن الوالد ركز على كيفية مخاطبة الذهنية الغربية، بالإضافة إلى أن ترجمات د. حمزة ألقت الضوء على إنتاج د. محمد جابر الأنصاري المتنوع، الذي لم يقتصر على الإنتاج الفلسفي فحسب، بل كان له إنتاج أدبي من خلال كتابة الشعر والقصة والرواية، وهذا جانب ينبغي أن يتم توصيله إلى الآخر بأن هذه المنطقة لديها مثقفوها المطلعون على التنوع الفكري.
وبشأن ما تم طرحه حول ضرورة تبني جهة رسمية لمشروع ترجمة عطاءات المفكرين البحرينيين، أكدت الانصاري أهمية هذا الطرح الذي طالب به المفكرون الذين شاركوا في الندوة لأن الترجمة لا بد أن تكون حاضرة كأحد أفرع العمل الثقافي في البحرين، لأنها سوف تسهم في تقديم العون للقطاع الأدبي والفكري البحريني والخليجي في الوصول إلى العالم الخارجي، والبحرين مؤهلة أن تكون مركزا متخصصا في مجال الترجمة، ولن يقتصر على أعمالنا البحرينية ولكنه سيغطي منطقتنا الخليجية والعربية، لأن هناك أطرافا بالدول العربية تعاني من الإهمال أيضا.
وحول المشاريع المستقبلية لدارة الأنصاري، كشفت عن أنه يجري العمل حاليا على إخراج طبعة ثانية من كتابين للدكتور محمد جابر الأنصاري، الأول هو بحث الماجستير الذي كتبه الوالد حول أحد أعلام البحرين وهو الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة، وتناول خلاله أشعاره ورسائله وكتاباته الأدبية وكانت الطبعة الأولى منه بتمويل من المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه. أما الكتاب الثاني فهو بعنوان «لمحات من الخليج العربي» الذي يركز على الكتاب والأدباء من المنطقة الخليجية، ليظهر كيف كان الخليج نشطا على فترات ما قبل الاستعمار وبعده، ومدى قدرة مثقفي المنطقة على الوصول إلى مستخلصات فكرية بناء على الظروف التي مروا بها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك