العدد : ١٧٠٥٧ - الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٧ - الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

اطلالة

هالة كمال الدين

halakamal99@hotmail.com

كيف نحقق هذه المعادلة الصعبة؟!!

في‭ ‬خطوة‭ ‬إضافية‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬ظاهرة‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية،‭ ‬طالبت‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬الكويتية‭ ‬مؤخرا‭ ‬الإعلام‭ ‬باتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬اللازمة‭ ‬بحق‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المجلات‭ ‬الإعلانية‭ ‬التي‭ ‬تنشر‭ ‬إعلانات‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية،‭ ‬وضرورة‭ ‬عدم‭ ‬إعطاء‭ ‬هذه‭ ‬المجلات‭ ‬رخصة‭ ‬لنشرها،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬استفحال‭ ‬الظاهرة‭ ‬التي‭ ‬عجزت‭ ‬الوزارة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬عن‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬لانتشارها،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬العديدة‭ ‬التي‭ ‬اعتمدتها‭ ‬سابقا‭ ‬للقضاء‭ ‬عليها‭.‬

وقد‭ ‬أوضحت‭ ‬التربية‭ ‬أن‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬العام‭ ‬يلزم‭ ‬جميع‭ ‬المعلمين‭ ‬والمعلمات‭ ‬المنتسبين‭ ‬إليه‭ ‬عدم‭ ‬إعطاء‭ ‬دروس‭ ‬خصوصية،‭ ‬مطالبة‭ ‬بتزويدها‭ ‬بالبيانات‭ ‬الوظيفية‭ ‬للمعلمين‭ ‬المعلنين‭ ‬ومراكز‭ ‬عملهم‭ ‬وصور‭ ‬عن‭ ‬بطاقاتهم‭ ‬المدنية‭ ‬لاتخاذ‭ ‬اللازم،‭ ‬ملوحة‭ ‬باتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬رادعة‭ ‬تبدأ‭ ‬بكتابة‭ ‬التعهد‭ ‬عند‭ ‬توقيع‭ ‬المعلم‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭ ‬مرورا‭ ‬بفتح‭ ‬مراكز‭ ‬مسائية‭ ‬للتقوية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المناطق‭ ‬وبأسعار‭ ‬زهيدة،‭ ‬وانتهاء‭ ‬بفتح‭ ‬قناة‭ ‬تربوية‭ ‬تعرض‭ ‬الدروس‭ ‬العلمية‭ ‬والأدبية‭ ‬للطلاب‭ ‬والطالبات‭.‬

الواقع‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية‭ ‬تحولت‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬كافة‭ ‬إلى‭ ‬موضة،‭ ‬ووسيلة‭ ‬تفاخر‭ ‬وتفاضل‭ ‬بين‭ ‬الطلبة‭ ‬وذويهم،‭ ‬لذلك‭ ‬باتت‭ ‬ظاهرة‭ ‬اجتماعية‭ ‬وتعليمية‭ ‬متداولة‭ ‬ومألوفة،‭ ‬وتنقسم‭ ‬الآراء‭ ‬حولها‭ ‬بين‭ ‬مؤيد‭ ‬ومعارض‭ ‬وكل‭ ‬له‭ ‬أسبابه،‭ ‬ولكن‭ ‬الأمر‭ ‬المؤكد‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬اللجوء‭ ‬إليها‭ ‬يرتبط‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬بعدم‭ ‬أداء‭ ‬المعلم‭ ‬دوره‭ ‬المنوط‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه،‭ ‬واعتماده‭ ‬على‭ ‬أسلوب‭ ‬التلقين،‭ ‬واتكاله‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬عنه‭ ‬بمهمة‭ ‬استذكار‭ ‬معلوماته،‭ ‬وتنصله‭ ‬من‭ ‬واجباته،‭ ‬وعدم‭ ‬بذله‭ ‬الجهد‭ ‬المفروض‭ ‬والاعتيادي‭ ‬في‭ ‬إيصال‭ ‬المعلومات‭ ‬إلى‭ ‬الطلاب‭. ‬

اليوم‭ ‬هناك‭ ‬نوع‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية‭ ‬انتشر‭ ‬واستفحل‭ ‬بصورة‭ ‬مزعجة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت،‭ ‬وأصبحت‭ ‬إعلاناته‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬أشبه‭ ‬بسوق‭ ‬السلع،‭ ‬وطغى‭ ‬النمط‭ ‬الافتراضي‭ ‬من‭ ‬التعلم،‭ ‬سواء‭ ‬عبر‭ ‬الاتصال‭ ‬المباشر‭ ‬صوتيا‭ ‬أو‭ ‬كتابيا‭ ‬أو‭ ‬مرئيا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يطلق‭ ‬بالتدريس‭ ‬الخصوصي‭ ‬المتزامن،‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الاتصال‭ ‬غير‭ ‬المباشر‭ ‬بين‭ ‬المعلم‭ ‬والمتعلم،‭ ‬الذي‭ ‬يسمى‭ ‬التدريس‭ ‬الخصوصي‭ ‬غير‭ ‬المتزامن،‭ ‬والذي‭ ‬يتم‭ ‬عبر‭ ‬تسجيلات‭ ‬مرئية‭ ‬أو‭ ‬صوتية‭ ‬أو‭ ‬البريد‭ ‬الصوتي‭ ‬أو‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬وبالطبع‭ ‬لم‭ ‬يسلم‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬التدريس‭ ‬من‭ ‬ظاهرة‭ ‬الغلاء‭ ‬مثله‭ ‬مثل‭ ‬أي‭ ‬سلعة‭ ‬استهلاكية،‭ ‬وأصبحت‭ ‬المنافسة‭ ‬بين‭ ‬المعلمين‭ ‬على‭ ‬أشدها،‭ ‬وبتنا‭ ‬نسمع‭ ‬عن‭ ‬أرقام‭ ‬خيالية‭ ‬لأسعارها،‭ ‬حيث‭ ‬قفزت‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المواد‭ ‬إلى‭ ‬الضعف،‭ ‬وخاصة‭ ‬أوقات‭ ‬الاختبارات‭. ‬

صحيح‭ ‬أن‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية‭ ‬قد‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬التحصيل‭ ‬العلمي‭ ‬للطالب‭ ‬وفي‭ ‬زيادة‭ ‬ثقته‭ ‬في‭ ‬نفسه،‭ ‬وفي‭ ‬خروجه‭ ‬من‭ ‬الأسلوب‭ ‬الروتيني‭ ‬اليومي،‭ ‬وفي‭ ‬تطوير‭ ‬مهارات‭ ‬المعلمين‭ ‬وخبرتهم‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الطلبة،‭ ‬لكنها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬تنمي‭ ‬داخل‭ ‬الطلاب‭ ‬روح‭ ‬الاتكالية،‭ ‬وتشجعهم‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬الانتباه‭ ‬داخل‭ ‬الصف‭ ‬والغياب‭ ‬عن‭ ‬المدرسة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تحمل‭ ‬الأسر‭ ‬خاصة‭ ‬متوسطي‭ ‬ومنخفضي‭ ‬الدخل‭ ‬تكاليف‭ ‬باهظة‭. ‬

لذلك‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية‭ ‬بمختلف‭ ‬أشكالها‭ ‬ليست‭ ‬كلها‭ ‬ظاهرة‭ ‬سلبية،‭ ‬بل‭ ‬أحيانا‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬ضرورة،‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬هي‭ ‬سلاح‭ ‬ذو‭ ‬حدين،‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬استخدامها‭ ‬لسد‭ ‬ثغرات‭ ‬معينة‭ ‬وفي‭ ‬حالات‭ ‬محددة،‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬هي‭ ‬كالدواء‭ ‬كما‭ ‬شبهها‭ ‬البعض،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬جرعتها‭ ‬منطقية‭ ‬لحل‭ ‬مشكلة‭ ‬ما،‭ ‬أما‭ ‬الجرعة‭ ‬الزائدة‭ ‬منها‭ ‬فسوف‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬أداة‭ ‬مدمرة‭.‬

فكيف‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬المعادلة‭ ‬الصعبة؟‭!!‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬التحدي‭ ‬أمام‭ ‬المعنيين‭ ‬بالأمر‭!! ‬

إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا